قبل أن تتخد أي قرار حاسم في حياتك ضع نصب عينيك تجارب الآخرين نجاحاتهم وإخفاقاتهم وأستسقي منها العبر والدروس حتى تبني إختيارك على رؤية جادّة ومحكمة لأن أي قرار خاطئ إتخدته ولم توفق فيه سينتابك الإحباط فيما بعد فتبحث عن حلول ترقيعية كي تغيّر من حالك فالتغيير قطعا لن يكون سهلا فهو إنقلاب هائل سيطرأ عليك وقد لا تكون مجهّز لتتحمل تبعاته وقد يطال حتى المحيطين بك لذلك عليك أن تدرس كل قرار وبكل مسؤولية وأن تستشير ذوي الخبرة حتى يغنونك بنصائحهم وتجاربهم ويكونون لك عونا .. فمثلا قبل أن تختار شعبة ما وتكون هي مسار حياتك إخترها بروية لا تستعجل في إتخاذ القرار إدرسها جيّدا وأدرس نسبة النجاح أو الرسوب وتسائل مع نفسك هل مؤهلاتك توافقها ؟؟ هل تجد نفسك فيها ؟؟ هل إخترتها عن قناعة ؟؟ ماالذي حفّزك إليها ؟ وهكذا فأي قرار إتخدته ستتحمل مسؤوليته فيما بعد وأي قرار لم يبنى على جدارة وإقتناع سينعكس سلبا عليك وقد تكون له عواقب وخيمة ستتجرع مرارتها لاحقا وتأثيرات جمة تتعبك وسينعكس ذلك على مردودك فيها وإن كان إختيارك لها مثلا عشوائيا أو قد إرتئيت أن نسبة النجاح فيها عالية ومتوفرة وبعدها إكتشفت أن الأمر ليس كما خططت وطلعت حساباتك خاطئة فلن تعطي فيها لأنك لم تخترها وأنت تحبها وعن إقتناع تام وبهكذا إختيارك سيترتب عليه وظيفة فما لم تكن مسلح جيّدا فلن يرسو مركبه ولن تحضى بمقومات الصمود ولن تصل لبرّ الأمان وستصادفك أمواج البحر المتلاطمة لأنك قررت خطء وبنيت على الخطأ أما لو أنك إخترت صح لكان عطاؤك فيها عاليا ولكنت أهلا لها .. فقبل أن تتعرض لكل هذه المنغّسات والمعيقات التي ستثقل كاهلك وتبعات قد تتعبك وتفكر في التغيير فالأجذر بك أن تختار بطريقة متأنية بعد دراسة مستفيضة تحيط بكل الأمور حتى لا يأتي عليك يوم وتفكّر في التغيير .. ونأتي الآن للقرارات المصيرية في حياتنا التي تكون صعبة أحيانا فعندما نربي أبناءنا تربية صالحة ونهيئهم لمعترك الحياة ونؤهلهم لتحمل الصعاب ومواجهتها وأن يكونوا على قدر عال من المسؤولية مع وعي عال ونضج مهم ومكتمل.. فلن نخاف عليهم حين يختاروا قراراتهم بمفردهم وليكن تدخلنا منصب على النصائح والمتابعة فكما ذكرنا سالفا فأنت أحسنت إعدادهم وخولت لهم ملكة الإختيار فاتركهم يختاروا حتما سيحسنون الإختيار إن شاء الله وسيتحملوا نتائجه ولا تختار أنت لهم فقد تكون معاييرك مخالفة لمعايرهم أو قد ترى أنت الامر من زاوية ويرونه هم من زاية أخرى مع النصح لهم دوما والدعاء لهم بالتوفيق .. وإن لم تكن قد أهّلتهم للمسؤولية وأنشأتهم ضعاف الشخصية وأخترت أنت لهم على مقاسك دون أن تدرس مؤهلاتهم فهنا ستؤذيهم من حيث لا تعلم لأنك لم تنشئهم أقوياء أشداء ذوي إرادة صلبة ولم تسلحهم جيدا كي يواجهوا الصعاب ولم تدربهم على تحدي الصعاب ، فقد يأتي يوم ويطالهم ظلم كبير وعندها لن يستطيعوا إزاحته وقد يتضاعف الضغط عليهم وسيت طلّب التغيير وقتا طويلا وبذلك يتضاعف جهدهم إلى أن يكونوا قادين على تحمل نتائج التغيير أو أي واقع مستجد ّ يحمله التغيير تحت طياته وهذا غلط جسيم في حقهم.. والأولى أن ننشئهم على التحدي وتحمل المسؤولية وعندها نترك لهم الإختيار حتى وإن إختاروا بالغلط لا قدر الله فقد تدربوا بما فيه الكفاية على مواجهة الصعاب فلن تثقل كاهلهم بل سيتحدون كل المعيقات ويغيّروا من حالهم لأنهم مدرّبين جيدا وعلى قدر كبير من المسؤولية خولتها لهم أنت بتربيتك لهم سلفا.. |
مدونة الكوثر: مدونة فكرية تهتم بقضايا الأمة الإسلامية من أجل المساهمة برفعتها ورقيّها وسيجد فيها القارئ إن شاء الله مبتغاه
الأربعاء، 9 مايو 2012
أحسن الإختار جيّدا قبل أن تقرّر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق