اعتقد الاحتلال أن الامور استتبت له وأن الامة خلدت للسبات العميق وأنها رضخت لارادته بعد أن مُني العرب بنكسات تلو النكسات ، وأن مقولة "جيش لا يقهر" عششت في العقول ، وكبلت الارادة واوهنت العزائم وخارت القوة ، توهم الاحتلال أن الفلسطيني رضي بعيشة الذل والهوان تحت نير الاحتلال ورضي بالامر الواقع المفروض بالبشاعة والوحشية ، وتسلل لروحه اليأس والاحباط بعد خذلان الزعامات العربية له وتقاعسها عن نصرته ورد حقه والذود عن مقدسات المسلمين ، إلا أن الامة تمرض لكن لا تموت وتغفو لكن لا تغرق في السبات العميق ، وما إن تنتبه حتى تعود لانفتها وعزتها وكرامتها ، فكانت حركة المقاومة حماس في الموعد فقد ولدت من رحم المعاناة وسطع نجمها مع انطلاقة الانتفاضة المباركة فكانت البسلم لجراح الشعب الفلسطيني ، بددت الوهم على الارض وفي معركة الادمغة أدهشت الجميع ، وبابداعاتها وتطورها وحاصرت الاحتلال بدل أن يحاصرها..
جاءت الانتفاضة المباركة لتحيي القضية وتعيد لها وهجها وتنفض عنها غبار النسيان وتعيد لها ألقها ، انتفاضة اهتز لها كيان الاحتلال واظهرت هشاشته واستهدفت أمنه وعصفت باستقراره ، جعل الفلسطيني من حجارة موطنه عنوان عزته وكرامته ، انتفاضة قضت مضجع الاحتلال وارقته واربكت حساباته ، حجارة تنطق في يد الفلسطيني لتوصل رسالة للعالم أجمع ، أن هناك شعبا يرزح تحت نير الاحتلال ، ومقدسات مكبلة يدنسها الصهاينة ، وشعب يرفض الخنوع والخضوع للمحتل وحقوق تأبى النسيان وأرض مقدسة يعربد فيها شذاذ الأفاق ، شعب أبيّ ناهض الاحتلال بما يملك ويرفض الاستكانة ..
مع انطلاق الانتفاضة المباركة أنارت حركة حماس شمعتها الاولى ، تزامنت انطلاقتها بالانتفاضة التي سلطت الضوء من جديد على القضية واعادتها للواجهة واحيت الهمم ، فعادت القضية لمكانتها ومركزيتها واعادت لها بهاءها ، بدأت الحركة مسيرتها الحافلة بالبذل والعطاء والفداء والتضحيات بالحجر والسكين والبندقية وتوجتها بجسد الاستشهادي الذي واجه صلف الاحتلال بجسارة وارادة فولاذية وعزيمة قوية ، احتلال اغتصب حقه وسرق بيارته واستولى بالقوة على أرضه واخذ بيته وشرده عن موطنه ، توالى الابداع والتميز وتدفق البذل والعطاء حتى بلغت الصاروخ وطيارة الابابيل وو.. ولازال العطاء مستمرا ولازال في جعبة المقاومة العديد من المفاجآت ، التي تسر الصديق وتغيظ العدو وتثلج الصدر وتبهج الروح وتشفي القلوب ، على العهد باقون وعلى درب الحق صامدون ثابتون..
قاومت سياسة الخنوع وكي الوعي بزرع ثقافة المقاومة ومجابهة الاحتلال بشجاعة ، فهذا الاحتلال الذي اقتات زمنا على مقولة "جيش لا يقهر" جابهه الفلسطيني بسلاح الارادة وبالمعنويات العالية وبعقيدة قتالية عز نظيرها ، هشم المقولة ورد العدوان ودافع عن الحق ، بالتضحية والفداء وبالجود والتفاني في حب الله ثم الوطن . بذلت الحركة الغالي والنفيس وتحققت الانتصارات وعمت الفرحة وتبدد الوهم ، سادت ثقافة المقاومة والتف الشعب حول خيارها وتهيأت غزة لتحتضنها واليوم وفي عرس الانطلاقة جدد الشعب بيعته وتدفقت الحشود لتقول للعالم بأسره انها اختارت نهج المقاومة فهو من اثبت نجاعته وهو من سيحفظ الحقوق..
الالتفاف حول نهج المقاومة هو من سيحمي الحقوق ولن يفرط في الثوابت وإلى القدس والاقصى ترنو العيون وتهفو القلوب ، رفعت الحركة شعار تحرير الانسان والارض والمقدسات ، فحررت المئات من ابناء فلسطين ومن كل الاطياف من براثن السجون وتنسم الاسرى عبير الحرية وعانقوا تربة الوطن وعادوا لدفء عوائلهم ، وعدت ووفت ولم تنسَ من خلفهم من ينتظر بشوق ولهفة شمس الحرية كي تشرق من جديد ، ولن تكتمل الفرحة إلا بتبييض السجون من كل الاسرى البواسل الذين ضحوا بزهرة شبابهم دفاعا عن الحق الفلسطيني وحماية له ، تعمل بكل همة وبصبر واخلاص وتفانِِ وبلا كلل أو ملل لتحقيق وفاء الاحرار الثانية ، وتعد العدة لتنشئ جيل التحرير الذي يتربى على موائد القرآن وتعانق روحه المساجد وقد اتخذ من القادة الشهداء القدوة الحسنة، وتسعى لفك قيد الاقصى وتطهيره بإذن الله من دنس الصهاينة المحتلين ..
علاوة على بث الوعي في صفوف الامة من خلال الاعلام المقاوم الذي يعرف بمنزلة الاقصى وباحقية المسلمين به ويكشف حقيقة الصراع وحقيقة الاحتلال وزيفه ويميط اللثام عن ممارساته وبشاعته وشناعته وانتهاكاته ووجهه القميء الذي طالما حاول تلميعه ، فهي تبين لكل الاحرار الحقائق التي يسعى الاحتلال لحجبها وطمس معالمها ليشاركوها في بناء صرح الامة وتحقيق الهدف النبيل الذي يسعى له كل حر شريف بكل جهد وبكل ما أوتي من قوة ، وهو الشرف العظيم لكل من تتوق روحه وتشتاق لسجدة في رحاب المسجد الاقصى المبارك لا يضرهم من خذلهم ، على الحق ظاهرين ولعدوهم قاهرين ، القافلة تواصل سيرها رغم الصعوبات والتحديات ، وكل نصر تحرزه في معركتها مع الاحتلال يرفع من رصيد الامة ويصب في صالحها فيعيد امجادها وينفض الغبار عن تاريخها المجيد والمليء بالبطولات والفتوحات ، وهي رافعة للشعوب الثائرة ، فلا يتسلل لروحها اليأس ولا يتملكها الاحباط ، بل تزرع في قلوبها الامل في مجابهة الظلم حتى دحره ، بسواعد المخلصين تقهر المحن وتدلل الصعاب ، وهي الامل للمستضعفين في الارض ، وباذن الله سينكسر اغلال الظلام وسيبزغ فجر الانتصار ، وابداعاتها بشرى لهم أن النصر سيتحقق ومن مسيرتها الحافلة بالعطاء والتضحيات تستلهم دروس الصبر والتحدي وبالعمل المتواصل تتحقق الانتصارات ..
مدونة الكوثر: مدونة فكرية تهتم بقضايا الأمة الإسلامية من أجل المساهمة برفعتها ورقيّها وسيجد فيها القارئ إن شاء الله مبتغاه
السبت، 14 ديسمبر 2019
الاثنين، 11 نوفمبر 2019
الرحمة المهداة ..
في ذكرى مولد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام نستحضر سيرته العطرة الحافلة بالبذل والعطاء والمواقف المشرفة والنبيلة والمليئة بالانتصارات والبطولات والملاحم ، وكان أروعها مؤاخاة الانصار والمهاجرين وهو ما أقدم عليه النبي عليه الصلاة والسلام بعد بناء المسجد ، أخوة أذابت كل حزازات وعصبيات الجاهلية وقوّت اللحمة ، اعقبت أخوة عقدها بين الاوس والخزرج ومعلوم من كان يؤجج نيرات الحرب ويذكي النعرات ويبث الفتن ليضعف النسيج وينهك قوة الجميع ويوغر الصور ويزرع بذور الاضغان والاحقاد ويبث سموم الفرقة بينهما : سياسة فرق تسد ..
مؤاخاة بين من ضحى بالمكانة والجاه والمنصب وعانى مشاق الهجرة والغربة عن الوطن ، بُعد عن بقعة طاهرة تعلقت القلوب بها وعانت آلام الفراق والأنصار من احتضنوا إخوتهم وفتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم وآزروهم وخففوا عنهم لوعة الفراق ودعموا الدعوة وأوجدوا لها التربة الخصبة والحضن الدافء ليحميها حتى تنمو وتترعرع حتى يشتد عودها ..
غدوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، انسابت مشاهد الاخوة في أروع صورها ، ساد الوئام والالفة والمحبة والإيثار والوفاء والاخلاص في أبهى حلّة ، الكل التف حول لواء الاسلام وذابت كل العصبيات التي كانت تمزق الوشائج ، ضربوا اروع الامثلة في الجود وحسن الوفادة و كرم الاستقبال ، وماكان من المهاجرين إلا أن ثمنوا هذا الكرم وقدروا هذه الحفاوة وكانوا أوفياء لهذه المواقف النبيلة والمشرفة ، لم تكن معاني الاخاء عبارات جوفاء بل جسدوه واقعا على الارض وكان حاضرا في واقعهم تُرجم دفاعا ومساندة وحماية وذودا وو..فعمت المدينة اجواء من المحبة والالفة والتم الشمل وحققوا مفهوم ومعنى الجسد الواحد فكانت الانتصارات وكان التمكين ..
هذا درس بليغ للامة فعندما تنبذ خلافاتها وتنهي صراعاتها وتلملم شعتها ، جسدها سيقوى وسيكسب مناعة فتجابه التحديات بصلابة ولن تهزمها الصعاب ولن تفت في عضدها الخطوب ، صف واحد في مواجهة كل الاخطار ، البنيان الذي ينخر السوس دعائمه ، يتهاوى ويكون آيل للسقوط وما يلبث أن ينهار ، أما البناء الذي تكون دعائمه قوية ومتينة وبنيانه صلب يتحدى الصعاب ولا تهزمه المخاطر ، ولا تعصف به الرياح ولا تزحزحه وسيظل راسخا وثابتا ..
لقد ثمن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام مواقف الانصار وفضلهم ودعمهم للدعوة واحتضانهم لها ، فكان الوفاء منه والاخلاص في أروع صورة منه ، مع أن قلبه تعلق بمكة المكرمة ولم يغادرها إلا مكرها ومضطرا وقد عانى وجع الفقد وألم البعد ، وتجشم عناء ومشقة البعاد ، إلا أن جسده الطاهر لم يُدفن في مسقط رأسه وهاهي المدينة المنورة تحتضن جسده الطاهر ، إنه العرفان والوفاء للانصار ، إنه الاخلاص لمن تفانوا في حبه وأووه ونصروه ، ولم ينسى فضلهم وقال لهم : ..لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الانصار شعبا ، لسلكت شعب الانصار ، اللهم ارحم الانصار وأبناء الانصار وأبناء وأبناء الانصار ..
الأحد، 3 نوفمبر 2019
الحجاب ..
عندما كان للحجاب وزن وقدر وحس في واقع الفتاة وينعكس على سلوكها فيهذبه ويرتقي بها، كانت تتمسك به وتعتز به، فهو عنوان كرامتها وعزتها وانفتها وعفتها وطهارتها، كانت تستميت عليه وترفض نزعه مهما تعرضت لكل اسفاف وتنكيل وانتقاص، ترفض أن تزيله مهما كانت العقبات والمتاريس التي يضعها امامها دعاة التغريب وتتحدى كل المضايقات التي تصادفها.
أما اليوم فقد افرغوه من مضمونه وغدا خرقة توضع فوق الرأس ولا تنعكس على السلوك ولا تُهذب الاخلاق وقد جاءها سهلا هينا دون تضحيات ولا معاناة، لذلك تستهين به ولا تعيره اهتماما وممكن أن تزيله بسهولة عند أول اختبار، لانها لم تبلغ قيمته وشرفه وقدره ومكانته ولم تتعرض لما تعرضت له اختها سالفا، غالبا النصر الهين والسهل ما اسهل التفريط فيه والعصف به والتخلي عنه، أما النصر الذي بُذلت لأجله التضحيات الجسام تتمسك به وتأبى أن تفرط فيه.
اوهموا المرأة أن الحرية تكمن في نزع لباس العفة والطهارة، وأن الحجاب والامتثال لاوامر الله اغلال وقيود!! فرضيت أن تكون مستعبدة لكل الحثالات بدل أن تمتثل للطاعة، وإلا ماذا تعني الحرية الفردية بنهجها المنحرف ومفهومها السلبي المستورد من الغرب الغارق في مهاوي الرذيلة، أوهموها أن الحرية تكمن في التبرج والعري والسفور، يتهمون الاسلام بأنه اساء للمرأة والاساءة الحقيقية هي أن تقبل أن تكون سلعة مبتذلة لكل الحثالات، ويتم استغلالها ابشع استغلال.
هل تريد للعالم أن يتحدث لجسدها بدل أن يتحدث لعقلها ويستفيد من عطائها، وكل ما منحها الله عز وجل من ملكات وهبات ومنح؟
جسدك ليس ملكك بل هو ملك لخالقه وإليه سيعود.
دعاة التغريب هم ادوات بيد أعداء الامة ينفذون مخططاتهم الجهنمية بحق الاوطان، يستوردون كل ما هو غريب عن قيمنا وبعيد عن اسلامنا ويعارض أعرافنا ومبادئنا وتقاليدنا، شوهوا مفهوم الحرية وحرفوه عن مقصده وحصروه في كل ما خالف الشرع، قزموا مفهوم الحرية وهو الاوسع رحابا وأولوه حسب هواهم، بينما الحرية الحقيقية تكمن في التعبير بحرية دون خوف عن رأيك في قضايا وطنك وقضايا أمتك بلا وجل من التبعات، وأن يكون صوتك مجلجلا في الحق وله وزن ولا يُصادره أو يضيق عليه أحد، الحرية في أن تشاركي في نهضة أمتك وبناء صرحها وإعداد جيل التحرير والتمكين بإذن الله..
الحجاب يصون كرامتك ويحفظ مكانتك ويحميك من كل الشرور، علاوة على أنه مظهر من مظاهر هويتك الاسلامية وبه تتميز المرأة المسلمة وهو تاج على رأسك، فأنت جوهرة ثمينة، لذلك صانك الاسلام واعتنى بك واعلى قدرك والحجاب يزيدك هيبة ووقارا ويرفع قدرك. الامتثال للطاعة يعني حفظ المجتمع من الانحراف، حتى لا تبتعد المرأة عن رسالتها النبيلة في اعلاء صرح الامة وتشييد مجدها، فالمرأة المسلمة التي تلقت التربية الصالحة، المتمسكة بحجابها وبأخلاق الاسلام، ينعكس أداؤها المتميز على سلوك واخلاق اطفالها وبذلك تنجب للأمة جيلا تعتز به وتفخر به والعكس صحيح، ومن يستهدف المرأة ولباسها الشرعي وحجابها شعار عفتها ورمز طهارتها، يستهدف نواة المجتمع وهي الأسرة ويقوض بنيانها ويعصف بتماسكها ويعرضها للانهيار، لا قدر الله.
الأربعاء، 25 سبتمبر 2019
إنهم يحاربون الاسلام ! ..
قائد الانقلاب يدعي أن الاسلام السياسي هو سبب الفوضى في المنطقة !! والسبب الحقيقي يكمن في الاستبداد الذي نكل بالشعب وداعش التي وظفها لتحقيق مآربه ليحمي كرسيه الملطخ بدماء الابرياء ، متى وأين حكم الاسلام السياسي وقامت فوضى أوعدم استقرار ، كل التجارب يسعون لوأدها في المهد حتى لا ترى النور وتقوى ويزيد الالتفاف حولها ويرتفع منسوب الوعي !! وادعى أيضا أن الرأي العام في مصر لا يقبل الاسلام السياسي ، مع أن الشعب هو من صوت عليه واختاره عن طواعية بعد 25 يناير ، وتبقى صناديق الاقتراع هي الفيصل ، وليس مصادرة ارادة الشعوب ، بتسويق ذرائع واهية ، وفي عام تصدر فيه الاخوان المشهد ، تجيشت كل أذرع الانقلاب لإفشالهم ووأد التجربة الوليدة في المهد ، شيطنة وشن حملات للتشويه والتشهير ، وافتعال ازمات لدفع الشعب للتذمر وزعزعة الاستقرار والانفلات الامني ، ليتستر خلفهم ويمرر انقلابه وينكل بعدها بالجميع ، الشعب بكل اطيافه يناهض الانقلاب الذي عصف بثورته وصادر حقه ورمى بصوته في سلة المهملات ، الانقلاب جعل من الاخوان فزاعة حتى لا يثور الشعب عليه وكل من ناهضه لفق له تهمة "الاخونة" ونكل به ، قائد الانقلاب ومن خلفه يحاربون الاسلام من خلال هذا التوصيف : الاسلام السياسي ..
مع أن هناك تجربة رائدة في غزة ويسعى البعض بكل خبث وبكل الوسائل الدنيئة حتى لا تتكرر في أماكن أخرى ، واعداء الحرية والاحتلال مارسوا ضدها كل الممارسات التعسفية حتى لا ترى النور ويشتد عودها وفشلوا في مسعاهم ، كل ما قاموا به من خسة اتجاه تجارب مماثلة في مناطق اخرى ، جربوه من قبل ضد غزة وفشلوا وظلت غزة شامخة وعزيزة وعصية على الانكسار ورفضت الخنوع والخضوع ، وقاومت كل المؤامرات باستماتة وافشلت الانقلابات ، لذلك ما إن فازت حماس في انتخابات نزيهة حتى اعقبها الحصار الجائر والخانق حتى لا تقوى التجربة ويشتد عودها وتكون مثالا يحتذى به وتتكرر ..
تجربة غنية بالدروس والعبر ، عززت المقاومة وطورتها وتميزت وابدعت في ادائها ، وكانت للاسرى نعم المعين ، في ظلها تحرر المئات من الاسرى من سجون الاحتلال ، نظفت غزة من العملاء والخونة وممن يكيد للتجربة الرائعة ، انشأت غرفة مشتركة للعمل المقاوم ، وحدة في الميدان قوت الصف وتجلت اللحمة في ابهى صورها ، وعززت الصمود ، نموذج غاية في الروعة ، وعلى أرضها الطاهرة يتم الاعداد لجيل التحريروالنصر والتمكين ، جيل يتحمل المسؤولية ومؤهل لمجابهة الصهاينة وكل الصعاب ، جيل لا يقبل الخنوع والخضوع ، وحتى لا يترهل الشباب أويخلد للدعة بل يتعلم كل فنون المواجهة وحفظ لكتاب الله وبث للوعي بالقضية وشحن للهمم والطاقات ، حتى تبقى حاضرة في الضمير والوجدان، جيل مستعد للذود عن حقه والاستماتة عليه ، والتصدي لكل مؤامرات كي الوعي ، تمسك بالحق دون التفريط فيه وو..تجربة زاخرة بالدروس وحافلة بالبذل واالعطاء ، لذلك يسعى الحصار الجائر لافشالها ، لا قدر الله ، والتضييق عليها ، إلا أن صمود الشعب الأبي وتمسكه بكرامته وإبائه وعزته وانفته في غزة والتصدي للمؤامرة فوتت على المتآمرين على غزة مآربهم ، شعب أبيّ يحتضن مقاومته الباسلة ومقاومة تذود عن حياضه وتصد العدوان وهي عنوان عزته وكرامته ..
الاثنين، 16 سبتمبر 2019
(( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ))
في مقاييس الطغاة والجبابرة موسى عليه السلام وهو الرضيع الضعيف وهو المجرد من أية قوة فهو المعرض للموت غرقا ، فهو من تحفه المخاطر من كل جانب ، بدل فرعون من يملك القوة والجبروت ، إلا أنه ورغم قوة هذا الاخير وصلفه وغطرسته وتكبره غرق في البحر ونجّى الله عز وجل موسى الرضيع وتولى حمايته حتى لا يتعرض لأي مكروه ..
اقتضت إرادة الله أن تحيط الرضيع بالحماية والرعاية والصون حتى يشتد عوده ويبلّغ الامانة ، درس بليغ لجبابرة الارض ، فإذا اراد الله عز وجل أمرا قال له كن فيكون ، فهذا موسى النبي والذي ازهق فرعون العديد من الارواح البريئة ليحول دون مجيئه ، سيولد في العام الذي يُقتل فيه الصبية وسيرعاه الله وسيحميه وسيتربى في حجرفرعون ويتغذى على مائدته ، وهو من سيجتهد للبحث له عن المراضع وسيكون زوال ملككه وهلاك عرشه على يديه ..
فهذا الذي كنت تحرص على العثور عليه لتفتك به هو في قصرك وقد قذف الله عز وجل حبه في قلب زوجتك فتعلقت به وحرصت على التمسك به وغدا قرة عينها وسيسعدها في الدارين ، فهذا الذي كان يحذر منه فرعون واحتاط من وقوعه ، قد تحقق وهذا الذي حرص فرعون على تفاديه قد صار ، فإذا اراد الله عز وجل أمرا يتحقق ولن يحول دون وقوعه مكر ولا مكائد ولا مؤامرات ولا احتراس ..
وأمام قوة الله تنهار كل قوة على الارض مهما عظمت ، كل قوة مهما علت فهي هباءََ أمام قوة العزيز الجبار ، قال تعالى : وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) والاية الكريمة ليست خاصة بموسى عليه السلام وقومه فحسب بل هي عامة لكل المستضعفين في الارض وبشرى لهم ووعد لهم بالنصر والتمكين ..
الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019
نساء خالدات / تتمة ..
الشهيدة سناء قديح :
هي أم لأربع أطفال وزوجة للمقاوم بسام قديح ، كانت تساعد زوجها في الاعداد للعمل المقاوم ، وكانت ترجو أن ترافقه في الفردوس الاعلى كما رافقته في الدنيا ، كانت تتمنى الشهادة معه ، أحبت فلسطين ودافعت هي وزوجها عن ثراها الطيب ، كان يؤرقها معاناة شعبها وما يتعرض له من ظلم وجور وحيف ، عاشا في وئام واخلاص وتفاني في حب فلسطين وحب الجهاد والمقاومة ..
قصد الاحتلال بيتهما لاعتقال زوجها أو اغتياله وكان الشهيد يدري بقدومهم واستعد هو زوجته لمجابهتهم ، كانت الشهيدة وزوجها شديدا اليقظة والاحتراس ويدركان مكر الاحتلال جيدا ، لذلك تجهزا له مسبقا لمواجهته ورفضا الاستسلام له وفضلا التصدي له بجسارة حتى النفس الاخير ..
كانت الشهيدة سناء ترنو للشهادة كما زوجها المقاوم ، لذلك قاتلت لجانبه وخاضت معه معركة الكرامة والشموخ حتى آخرة لحظة من حياتهما ، وفي لحظة ادرك أن موعد الشهادة قد اقترب طلب منها المغادرة ، لكنها اصرت أن ترافقه الفردوس الاعلى ، آثرت الرحيل معه ، قاومت بجانب زوجها بكل شجاعة وقوة وجرأة وتصميم واصرار، استدعى الاحتلال ترسانته لمواجهة تصميم واستماتة زوجان في الدفاع عن حقهم في أرضهم ، مع ما توفر لهم من عدة وعتاد ، جيش مدجج بالاسلحة في مقابل أسود قضّت مضجعه ، قاوماه ببسالة وشجاعة ، لم يرحلا حتى كبدا الاحتلال الخسائر ونالا منه ، بايمانهما القوي هزما صلفه وقهرا جبروته وبددا غطرسته ..
قاومت بجانب زوجها بكل شهامة ولم تستلم ولم تدفعه للأستسلام ولم تستكين أو تسلم للاحتلال ، هذا الاخير يتوهم أن باغتيال مقاوم سينحسر العمل المقاوم أو ينال من أو يضعفه والعكس هو الحاصل ، دماء الشهداء شعلة تبقي جذوة الانتفاضة متقدة وتزيدها عنفوانا وزخما وتقويها وتعززها ، استدعاء الاحتلال كل هذه القوة لكتم انفاس زوجان مقاومان دليل على أنهما اوجعاه ومرغا أنفه في التراب ، ترك رحيلهما غصة في قلوب محبيهما ، وخاصة الشهيدة سناء تركت الاثر الكبير في نفوس النساء ، وتوعدن الاحتلال بالسير على دربها ، درب الفداء والتضحية والعطاء ، درب الكرامة حتى الانتصار أو الشهادة ، درب الحرية الذي خضبته الشهيدة سناء بدمائها الطاهرة ..
شيعت الجموع الغفيرة جثمان الشهداء في جو مهيب ، كان الفراق صعبا ، قلوب أرقها الفقد وعيون ذرفت الدمع ، واحبة تجلدت بالصبر واضفى الله على نفوسهم الرضا والتسليم لقدر الله ، إلا أن لواء الحق الذي حملا مشعله ودافعا عنه حتى الشهادة ، تسلمه رفقاء الدرب وذادوا عنه وتعاهدوا على اكمال المشوار ، نفوس تواقة للحرية تربت على موائد القرآن ، فهذبتها ونورت سبيلها ، لم يفرطا في الامانة ولازلت ايديهم على الزناد ، نفوس طاهرة نقية وحياة حافلة بمشاهد ومواقف الشجاعة والبطولة ختماها بمسك وعبير الشهادة ، نفوس كريمة معطاءة اجتمعت على حب الخير وحملت همّ القضية وعملت بجهد واجتهاد بلا كلل وملل حتي لقيا الله شهداء ..
نفوس ندية شفافة نقية شاركا البطولة وكانا فخر وعز لفلسطين وتاج على الرؤوس وعنوان العزة والكرامة ، صمود وثبات وهما يخوضان معركة الحق ضد صلف الباطل بتحدي واقدام حتى نالا وسام الشهادة ..
الاستشهادية زينب علي أبو سليم والاستشهادية الهام الدسوقي :
نضال المرأة الفلسطينية ومقاومتها للاحتلال ليس وليد الانتفاضة ، بل هو درب العزة والفخار الذي سارت عليه منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ، ليسجل التاريخ في صفحاته الخالدة بمداد من فخر وعزة اسماء فدائيات سطرن أروع الملاحم فداء لله ثم للوطن ، غير أنها تألقت في انتفاضة الأقصى وازدادت حضورا وبقوة في انخراطها في العمل المقاوم ، وساهمت بجرأتها واصرارها وشجاعتها في استمرار شعلة الانتفاضة وتوهجها..
وبدل أن تتزين المرأة بالحلي والجواهر كما عادة النساء ، تزنرت بحزام العزة والفخار فازدادت اجلالا وتقديرا وانطلقت ألى مواكب النصر بيمان وعزيمة لا تلين وثقة عالية ، وزادتها عدالة القضية صمودا وثباتا وقفت بجانب أخيها الرجل ببسالة واقدام لترفع الظلم عنها وعن شعبها ، ومن بين هذه الاسماء المشرفة الاستشهادية زينب علي أبو سليم ، والتي اتسمت بالاخلاق الحميدة وامتازت بتفوقها الدراسي وعُرفت هي وعائلتها في مخيم عسكر في نابلس وبين الجيران بحسن الجيرة ، عند بلوغهم نبأ استشهادها ، افتخر اهالي المخيم بها واعتزوا ببطولتها فقد رفعت رأسهم عاليا وثمنوا تضحياتها ..
وكما عادت الاحتلال عقب كل عملية بطولية تهز اركانه ، يعمد للانتقام من العائلة ويمارس انتهاكاته وتعسفاته عبر العقاب الجماعي ويهدد ويتوعد بهدم البيت ، ولمعرفة الاهالي بعقليته الاجرامية استنفروا مسبقا وقاموا بإخلاء البيت من محتوياته تحسبا للهدم المفاجئ ، وبالفعل هذا ماحدث فقد عمدوا على هدم البيت انتقاما من اسرة الشهيدة ، يتوهم الاحتلال أن العقاب الجماعي سيوقف العمل المقاوم بل سيحفزه ويزيده زخما ، اجرام الاحتلال بحق الابرياء يزيد صاحب الحق تمسكا بحقه واستماة عليه والاصرار على المطالبة به وعدم التفريط فيه ، اجرام الاحتلال لن ينال من اصرار الشعب على حقه بقدر ما يبرز بشاعة الاحتلال ونفسيته الدنيئة وممارساته التعسفية تعكس نذالته وخسته وعقليته الماكرة فهو جماعات ارهابية طلع لها كيان !
من كرامات الشهيدة اتي اندهش لها الجميع ، كيف أن الجسد غدا اشلاء إلا رأسها ويعلوه حجابها ، وكأنها رسالة للاحتلال ، الحجاب عنوان عفة وكرامة المرأة المسلمة ولن تستطيع اعتى قوة على الارض من النيل منه أوازالته ، تناثر الجسد الطاهر وبقي الرأس يجمله الحجاب ويزينه ، لم يحترق ولم يسقط وبقي شامحا كشموخ فلسطين واهلها الابطال ..
ومن الاسماء المشرقة أيضا الاستشهادية الهام الدسوقي التي فجرت نفسها اثناء اقتحام لمنزلها في مخيم جنين ، في خضم احداث مخيم جنين وصموده وبطولاته الاسطورية ..
الاثنين، 2 سبتمبر 2019
حدث عظيم أرخ به المسلمون تاريخ الامة:
(( والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك ))
مقولة قالها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وهو يهم بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، مقولة لخصت الوجع والالم الذي انتابه والشعور بالغربة عن الاوطان ومغادرة مكة التي احبها وتعلق بها وترعرع فيها، خرج مهاجرا في سبيل الله تتعقبه قريش للفتك به، ولتثنيه عن تبليغ الرسالة، وهي من اضطهدته في مكة وضيقت عليه وحالت دون بلوغ الخير للعالم..
تركوا خلفهم كل شيء، المال والجاه والمكانة، خلصوا فقط بدينهم وارواحهم، إلا أن فجرا جديدا كان ينتظرهم في المدين، كانت محنة إلا أنها حملت بين طياتها منح لا تعد ولا تحصى .
وجد فيها السند والمؤازرة والتلاحم، نور جديد بدأ يبزغ في المدينة، احتضنت الدعوة واوجدت لها التربة الخصبة لتنمو وتترعرع حتى اشتد عودها، ليعود لمكة فاتحا مهللا مكبرا متواضعا منتصرا، لذلك ارخ الصحابة رضوان الله عليهم تاريخ الامة الاسلامي بهذا الحدث العظيم لأهميته الكبيرة ، فيه اُزهق الباطل وفيه انتصر الحق، وعلا فيه شأن الامة، وما ترتب عنه من قوة ومنعة وسؤدد وخير..
وجدوا في المدينة قلوبا تتفانى في حبهم ونفوسا وادعة ندية تتسابق لارضائهم وبيوتا فتحت لهم ابوابها لتضمهم بين جوانحها وتعمم الخير. وجدوا اخوة لا نظير لها، هناك توثقت آصرة العقيدة وغدت أوثق من آصرة القرابة، هناك وجدوا مجتمعا جديدا يرسو على بر الامان، مجتمعا يسعد الكل تحت مظلة عدله، وينعم الكل ويسعد بالخير في كنفه ، منه شع نور الاسلام فبلغ كل الاصقاع ..
الأربعاء، 28 أغسطس 2019
نساء خالدات / تتمة ..
الشهيدة دارين أبو عيشة :
الاستشهادية دارين محمد توفيق أبو عيشة ، عُرفت الشهيدة بهمتها العالية ونشاطها في الجامعة وتألقت في صفوف الكتلة الاسلامية ، كانت شعلة نشاط في جامعتها جامعة النجاح ، امتازت الشهيدة بدماثة خلقها والتزامها الديني العالي ، هي أيضا وجدت بعض العراقيل وصدودا لثنيها عن مطلبها في نيل وسام الشهادة ، وهذا زادها اصرارا وحماسا وتحفيزا واستماتة على مطلبها ، دفعها هذا لطرق كل الابواب لتنال ما تتمناه ، حتى يزين جبينها نور الشهادة وتتقلد وسام الفخار والعزة والشرف ..
كانت كثيرة الحديث عن الشهادة والشهداء وكانت تشارك في تشييع جثامين الشهداء في مواكب مهيبة ، وأكيد أنها ترى الحفاوة التي يلقاها الشهيد بين الجميع والمحبة التي يزرعها في قلوب محبيه ، والافتخار بادائه المتميز والاشادة بعملياته البطولية التي تثلج الصدور ونور الشهادة الذي يشع من جبينه الوضاء وكيف كسر شوكة الاحتلال ، فتزداد همة ويزداد شوقها للشهادة ..
قبل استشهادها كتبت وصية بليغة ، تنم عن وعيها العالي بحقيقة الصراع ودور المرأة الفعال في مجابهة الاحتلال مشاركة لاخيها الرجل نضاله ، عبرت فيها بصدق عن انتمائها للارض المعطاءة والذي يجود ابناؤها لاجلها بالغالي والنفيس ، الاحتلال كان ينظر للمرأة على انها الحلقة الاضعف ، ودورها يقتصر على وداع قوافل الشهداء ودرف الدموع على فراق الاحبة ، توهم الاحتلال أن باجرامه سيغتال الفرحة في قلبها ويتركها نهبا للآلام وحتى تنهشها المعاناة وتغدو عليلة وقد تؤثر على محيطها ، إلا أنها وكما خطت الشهيدة في وصيتها ستغدو قنبلة تبدد وهم الاحتلال وتوقظه من سباته ، هذه قضية عادلة والحماة عنها اوفياء ومخلصين لها ..
المرأة الفلسطينية والتي تنجب لفلسطين مصابيح النصر وتدخرهم ليوم الانتصار ، تمنح الحياة لفلسطين ولن يستطيع الاحتلال قهرها أوالنيل منها ، هي من تودع فلذان اكبادها بالزغاريد وتتوعد قاتليهم بالرد الموجع ، وتقول للمحتل إن رحل صلاح ، ففلسطين ارض ولادة وسيأتي آلاف خالد وصلاح ليهزمون كيانكم الغاصب ويدخلون الرعب في قلوبكم ، ادركت الشهيدة بوعيها أن دور المرأة ورسالتها لا تقل شانا عن دور أخيها الرجل ، فقررت أن تقتفي أثر الشهيدة وفاء ادريس ، سيرا على درب الشهادة فهو درب العزة والكرامة والشرف ، درب عبدته الشهيدة بدمائها الزكية الطاهرة ووصت اخواتها من النساء على السير على نفس الدرب..
شاهدت الشهيد بأم عينيها كيف اغتال الاحتلال البراءة بدم بارد ، فانتفضت غضبا وتوعدت الاحتلال بالقصاص ، الغضب الذي كان يضطرم في داخلها وكاد يحرقها ، لن ينطفي إلا بالنيل من الاحتلال واحالة وهمهم لاشلاء وتمزيق جبروته ، وعدت ووفت بوعدها واقسمت وبرت بقسمها ، تقدمت بكل عزيمة واقدام ورباطة جأش لاحد الحواجز التي طالما نكل فيه الاحتلال بشعبها ، لم تتردد ولم يساوره الخوف ولم تفكر بالتراجع ولم يثنيها أي شيئ عن تحقيق هدفها المنشود ، تسير بهدوء واطمئنان حتى نالت مبتغاها ومرغت انف الاحتلال في التراب ، شعب فلسطين يستميت في طلب حقه ، ولا يهدأ له بال حتى يأخذ حقه ممن اغتصبه ويقتص منه ، شعب لا تهزمه الخطوب ولا تنال من ارادته الشدائد ولا المحن ..
الشهيدة آيات الاخرس :
عُرفت الشهيدة بتفوقها الدراسي وقد كانت مجتهدة في دراستها ونتائجها عالية ومع أنها كانت على موعد مع الشهادة وقد خططت لعمليتها البطولية، إلا أنها لم تتوقف عن الدراسة وواصلت التحصيل العلمي وذهبت لتعوض ما فاتها ، فالدراسة كانت تتوقف جراء اجتياحات الاحتلال المتكررة، كانت مواظبة على حضور كل ما فاتها وكأنها رسالة لرفيقاتها تذكرهن أن العلم سلاح في مجابهة الاحتلال، وبالمعرفة تفوت على الاحتلال مآربه من نسيان القضية أو تمرير خزعبلاته واساطيره ووهمه ومناهضة كي الوعي ومحو النكسات من قاموسهن وتحقيقهن لمجد يسطر بمداد من فخر في صفحات التاريخ، وحتى تبقى القضية حاضرة وبقوة وتٌحشذ لها الطاقة والهمة حتى التحرير، بإذن الله ..
وفيما كانت تودع صديقاتها قالت لهن أنها تريد أن تنجز عملا ولم تفصح عن طبيعة العمل، عمليتها البطولية كانت الثالثة بعد عملية وفاء ادريس ودارين أبو عيشة، جاءت لتشفي صدور الثكالى والحزانى وتقتص من الاحتلال الذي اغتال بسمة البراءة وكتم انفاسها بآلة حقده، كتبت وصيتها التي وجهت من خلالها ثلاث رسائل، الرسالة الأولى وجهتها للحكام ونددت بتخاذلهم وتقاعسهم عن دعم القضية دعما حقيقيا يرفع عنها الظلم ويعيد الحق لأصحابه، والرسالة الثانية وجهتها للجيوش العربية والتي تتفرج دون ان تحرك ساكنا وقد لاذت بالصمت المريب وهي ترى الاحتلال يستفرد بالشعب الفلسطيني ويستبيح دماء بناته وابنائه (لو قدر للشهيدة أن عاشت ليومنا هذا لوقفت على تفسير صمت هؤلاء، ورأت كيف تنكل هذه الجيوش بالشعوب المكلومة ولعلمت لماذا بقيت فلسطين لأكثر من سبعة عقود تئن تحت وطأة الاحتلال وبقيت مقدساتنا تجتر الآلام وقد أثرت على معصميها القيود ولا كيف يدنس قطعان المستوطنين طهرها، جيوش خلدت للدعة والترف والسبات العميق وعندما استفاقوا نكلوا بالشعوب).
والرسالة الاخيرة وجهتها للاحتلال، فهذه الدماء الزكية التي تسيل على مذبح الحرية لن تذهب هدرا وهي من ستؤجج جذوة الانتفاضة وتبعث روح المقاومة في جسد الشعب كله، وبها سيتحررالقدس الشريف، بإذن الله، كان مقررا أن يقام زفافها بعد شهور قليلة، وبدل أن ترتدي فستان العرس، فضلت أن ترتدي ثوب الحرية والكرامة وأن تزف لجنان الخلد، وبدل أن تغمر قلبها الفرحة وهي تزف لبيت زوجها، كانت تفكر كيف تدخل السرور على قلوب الثكالى والمكلومين وتشفي الصدور وتضمد الجراح ..
كان من المفترض أن تعيش حياتها كأي فتاة في عمرها وتحلم بموعد العرس وترتيباته وتتباهى كالبعض بملابس العرس وتتنافس مع قريناتها في حفل العرس وتكاليفه وتنسج الاحلام الوردية عن حياتها المستقلبية رفقة زوجها، إلا أن الاحتلال يجهض الفرحة، كيف تفرح ومخيمها خيم عليه الحزن جراء ممارسات الاحتلال واجرامه وجراحه تنزف واوجاعه لم تلتئم بعد، كيف تفرح والاحتلال يئد الفرحة في القلوب ويغتال براءة الاطفال، كيف تفرح في ظل احتلال نغص على الجميع حياتهم، وكيف تنجب اطفالا في ظل احتلال يهدد حياتهم ووطن محتل ولا أمن ولا أمان لهم فيه، حتما الفرحة ستكون ناقصة ولن تكتمل إلا بدحر الاحتلال وبزواله ..
اعتزت العائلة بعمليتها البطولية واعتبرتها ردا طبيعيا على اجرام وارهاب الاحتلال وزفتها الجماهير في عرس الشهادة المهيب وقد عمت الفرحة كامل المخيم وعلت الزغاريد اشادة بعمليتها البطولية واقاموا لها زفة تليق بعروس فلسطين ..
الاستشهادية : عندليب طقطاقة :
الاحتلال عندما يعتقل المعيل أو يغتاله أبا كان أو أخا أو زوجا أو ابنا، كل الاعباء تحمل مسؤوليتها المرأة فيزداد حملها، إلا أن المرأة الفلسطينية كانت اهلا لهذا التحدي، حملت الامانة على عاتقها بكفاءة وجدارة، حافظت على تماسك الاسرة وقهرت التحديات بصبرها وصمودها وزرعت حبّ فلسطين في قلوب ابنائها، فتنافسوا على نيل وسام الشهادة ولم تركن للواقع المر الذي يحاول الاحتلال فرضه، بل تحدت كل المنغصات وتمسكت بحقوقها ولم تفرط في توابثها، وبذلك ساهمت في استمرار شعلة الانتفاضة واسندتها، ولم تكتفِ بهذه التضحيات التي قدمت، بل جادت بروحها في سبيل تحرير الوطن، ادركت بوعيها دورها الفعال في مقاومة الاحتلال وبذلك شاركت أخاها الرجل النضال ومجابهته لصلف الاحتلال.
ولأن المرأة هي أيضا مستهدفة من الاحتلال الذي ادرك دورها الحيوي والهام في استمرار جذوة الانتفاضة، نكل بها على الحواجز واعتقلها ونكل بها في مقابر الاحياء واغتالها بدم بارد، واستهدفها في زهراتها وسرق البسمة من الشفاه، فقد كانت الشهيدة الرضيعة ايمان حجو والتي اختطفتها آله الحقد الصهيوني من بين احضان أمها، شاهدة على ارهاب الاحتلال وبشاعته، هذه المشاهد القاسية أثرت في عندليب ووعدت أن تقتص من الاحتلال، هي مستهدفة في كل الاحوال، لذلك حملت هموم الوطن ونفذت عمليتها البطولية التي نزلت على الاحتلال كالصاعقة.
جاءت عملية الشهيدة عندليب ردا على جرائم الاحتلال بحق الابرياء في مخيم جنين وردا على استشهاد الرضيعة ايمان حجو، عندليب التي لم يكن يفصلها عن عيد ميلادها سوى ايام قليلة، إلا أنها آثرت أن تحتفل به في مكان آخر، حيث لا حواجز تمزق اوصال الوطن، ولا سحنة احتلال بغيض تؤرقها ولا رائحة دم ولا اوجاع ولا آلة حقد تحصد ارواح الابرياء ولا دموع الثكالى ولا قلوب تحترق الما ووجعا على فراق احبتها ولا احتلال يغتال بسمة البراءة. وبدل أن تطفئ شمعة عيد ميلادها، فضلت أن تطفئ نار غضبها على الاحتلال الذي يفتك بزهرات فلسطين وبدل أن تفرح بهدية رفيقاتها في عيد ميلادها، فضلت أن تكون روحها هدية لفلسطين، وعندما كانت تهم بعملياتها البطولية طلبت من امها أن تحضر نفسها لأن خبرا سعيدا في انتظارها، كانت تدرك أنها على موعد مع عرس الشهادة وقريبا ستزف اليه، هي الاستشهادية الخامسة ..
احلامها وطموحاتها وامنياتها كانت تختلف عن فتاة في مثل سنها، بل كان حلمها كبيرا، كانت تحلم بوطن محرر يفرح فيه الكل، وكانت تفكر كيف تذيق الاحتلال الويلات وكيف توقف شلال الدم النازف وتقتص من الجلاد، كان جسدها النحيل الذي تفجر رسالة للزعامات العربية ولكل من يرى المأساة ولا يحرك ساكنا، أنها قامت بما عجزت عنه الجيوش وزعاماتها، عمليتها البطولية كانت بمثابة رد على نكوص هؤلاء عن قول الحق وانصاف المظلوم والدفاع عن حقه وصمتهم المريب على جرائم الاحتلال، واليوم اتضحت الرؤية، فحتى بيانات الشجب والتنديد والذي أدمن عليها البعض غابت وتجلت الحقائق ووقف الكل على التفسير الحقيقي لتلك المواقف المخزية والنكوص عن نصرة فلسطين واهلها ومقدسات المسلمين ..
الشهيد هبة سعيد دراغمة :
جاءت عمليتها البطلوية لتقول للجميع أن مقاومة الاحتلال هو الخيار الانجع وهو من يهز اركان الاحتلال ويوجعه ، ولأن المقاومة لا يتفرد بها الرجل دون المرأة ومجابهة صلف الاحتلال لا يختص به وحده دونها ، فكما هما متساويان في حب الوطن ، أيضا متساويان في الدفاع عنه وحمايته ، فالمقاومة ليست حكرا على هذا دون تلك ، لذلك تقدمت بكل حماسة للمقاومة ولتلبية نداء الوطن ، ..
عُرفت الشهيد بنشاطها وهمتها وتفوقها واجتهادها ، كانت محبوبة من الجميع ، وامتازت بخلقها الطيب وبساطتها وشمائلها الرفيعة وكانت لها مكانة خاصة في قلوب رفيقاتها ، نشأت الشهيدة في بيت متدين ، يولى اهتماما كبيرا لكتاب الله ويسكن حنايا قلوبهم ، أسرة متواضعة ومتماسكة ومتحابة تلك التي ضمت الشهيدة هبة بين احضانها ، اتسمت بالتزامها الديني والخلقي ، وكانت تربطها علاقة متينة بكل أفراد الاسرة ، كانت تتألم لحال وطنها ويؤرقها ومعاناة شعبها ، كانت تتطلع دوما لنيل ارقى وأعلى الشهادات ، شهادة يتسابق إليها الصالحون حتى نالتها وبجدارة واقتدار وهي الشهادة في سبيل الله ..
كانت دوما تعِد اباهها بأنها ستهديه شهادة متميزة عن تلك التي احرزتها من قبل ، يومها لم يدرك ما كانت ترمي إليه حتى بلغه نبأ استشهادها ففهم مقصدها ، تعرضت للتنكيل على احد الحواجز كما كل الحرائر في فلسطين ، مما زاد في حنقها على الاحتلال وتوعدته بالرد الذي يفهمه ، صبيحة يوم العملية اقتنت هبة اغراضا وملابس بغرض التمويه على الاحتلال وتصرفت بشكل عادي حتى لا تثير الشكوك حولها ..
وقبل أن تغادر البيت طلبت من والديها الدعاء لها بالنجاح والتوفيق في الامتحان ، الامتحان الذي كانت ترجو النجاح فيه ، هو عمليتها البطولية التي كانت على موعد معها ، والتي ذهبت إليها بكل هدوء اعصاب وسكينة ورباطة جأش وجرأة واصرار ، وهذا ما اتسمت به الشهيدة وكانت عناية الله ورعايته تحفها وبالفعل استجاب الله دعاء والديها وتكللت العملية بالنجاح ، تزامنت عمليتها بذكرى الاليمة للنكبة ، وطبعا التزامن ليس اعثباطا بل له رمزية ، فهذا الجيل الذي توهم الاحتلال أنه نسي قضيته وسيتعايش مع المحتل الذي يحاول أن يلمع وجهه القميئ بعد أن سرق الارض وبلغ تنكيله الحجر والشجر، وطال جوره كل شيئ ، وأن هذا الجيل لم يكابد معاناة النكبة ولم يعش فصولها الدامية وويلاتها ومآسيها ، خاب مسعاه ورأى بأم عينيه كيف يفدي شباب وفتيات في عمر الزهور موطنهم بالمهج والارواح ، فكيف ينسى النكبة وهو يعيش فصولها كل يوم ولا زالت النكبة مستمرة وبأشكال مختلفة ..
جاءت عمليتها البطولية لتقول للأحتلال لن تهنأ على ارضنا مادام فينا عرق ينبض ، ولتقول له أيضا أن هذا الجيل لازال وفيا لارضه ولم يسلم ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء ويسير على خطى الاجداد في مقارعة الاحتلال ، وأن فلسطين أرض تفيض عطاءََ ، ولم ينضب عطاؤها ولازال يتدفق وقوافل الشهداء هي من تصنع النصر ، ولتقول له أيضا أن هذا الشعب لازال متمسك بأرضه وبحقوقه ولن يفرط فيها ..
وكما وعدت والدها بأن تقدم له أجمل وأروع واعلى الشهادات وفّت بوعدها ، بعد استشهادها جلس الاب يتحدث عن كريمته بكل اجلالا واحترام واعتزاز وفخار وتقدير ، وثمن تضحياتها ووفائها لموطنها ، احتجز الاحتلال جثمانها الطاهر لتسع سنين وبعدها سلمه له ، لتسكن أخيرا أوجاع وآلام العائلة ، سلام لروحك الطاهرة في الخالدين ..
الخميس، 22 أغسطس 2019
نساء خالدات ..
نســــاء خــــالدات
المرأة الفلسطينية لا تحرس العرين وتربي الأشبال وتتعهدهم حتى يشتد عودهم ويغدوا فرسان الميادين، وتزرع في نفوسهم معاني العزة والأنفة والشموخ والكبرياء وتعدهم ليوم النزال فحسب، بل تخوض غمار التحدي والصمود وتجابه صلف الاحتلال بصلابة وقوة ورباطة جأش، وتجود بنفسها فداء لله ثم للوطن، وتسطر بدمائها الزكية الطاهرة أروع الملاحم، بطولاتها حُجة على المتقاعسين والمتخاذلين، من يبحثون عن الأعذار
حتى لا يدعموا القضية وينصروها.
الاستشهادية: الحاجة فاطمة النجار، هي الحرة الأبية التي عايشت فصول النكبة وشاهدت ما كابده شعبها من محن اللجوء ومعاناة التشرد،
رفضت عيشة الذل والهوان وتطلعت لوطن محرر تسعد في كنفه ويرفل بين أفيائه أبناؤها وأحفادها، مع أن عمرها قارب على 70 سنة، إلا أنها امتازت بإرادة فولاذية وعزيمة قوية وهمة عالية يفتقر إليها غيرها، طلبت الشهادة بكل اصرار وتصميم ونالت ما تمنته، تقدمت للشهادة بروح جسور وبشجاعة قل نظيرها.
قمة في الوفاء والتضحية، بشهادتها تجلت صور التضحية والفداء والصمود والتحدى في أبهى وأرقى صورها، إذا كان هذا حال حرائر فلسطين، فكيف بحال الابطال الأشاوس من يذودون عن الحمى؟
شعب تجود حرائره بالغالي والنفيس وهمته عالية، لا بد أن يكون النصر بعون الله حليفه.
سجل حافل بالنضال والصبر والوفاء والفداء، مصنع الرجال وعرين الابطال، دائمة الابتسامة في الشدة والرخاء، قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء، عندما تودعهم توصيهم بأن يثخنوا في العدو، فإما نصر أو شهادة، منبع الحنان وعطاء لا ينضب، لم تستسلم ولم تيأس أمام صلف الاحتلال، في كل مرة تودع فيها فلذة كبده، شامخة دوما، عجز الاحتلال عن كسر إرادتها، مهما توالت عليها الخطوب من فقد الاحبة بين شهيد وأسير وهدم للبيت، تجلدت بالصبر.
كان بيتها عرينا للأسود، يأوي المجاهدين وكانت أما حنونة على الجميع، صبورة وصامدة رغم المحن. لم تفت في عضدها الشدائد. انجبت لفلسطين قناديل النصر ومصابيح النور ومشاعل الخير، تعلم أن الولد غال والوطن أغلى، ارضعت بنيها العزة والكرامة وفي حضنها الدافئ تنسموا عبير الحرية والشهامة ولوسام الشهادة اشرأبت اعناقهم وتطلعت نفوسهم، تودعهم بالزغاريد، تضمد الجراح بكلماتها الطيبة، وفي بيتها تتنسم عبق الشهادة
الشهيدة ريم الرياشي :
الأم الفلسطينية تختلف عن غيرها من الامهات إضافة لحبها الكبير لفلذات أكبادها وسعيها لإسعادهم، همتها عالية، فهي تتطلع لأن تهب لهم وطنا محررا يسعدون في كنفه وينعمون بالحرية في حضنه، تحب أن يكبر أبناؤها في وطن يفخر بأبطاله، جادت بأغلى ما منحها الله إياه لتصنع نصرا مؤزرا لأبنائها وشعبها وأمتها، الحت على طلب الشهادة ودللت كل الصعاب بإصرارها واستماتتها حتى نيلها .
شابة في مقتبل العمر لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها، من اسرة غنية ولها زوج وأم لطفلين، مع ذلك لم تركن للاحتلال وقد نغص عليها حياتها وتاقت روحها للشهادة، نشأت نشأة صالحة وترعرعت في كنف اسرة اتسمت بالاخلاق الرفيعة وقد وجدت في المسجد مبتغاها. فيه نهلت القيم والمبادئ والمثل العليا وقد امتازت بالتدين والالتزام منذ صباها.
هو اصطفاء من الله لها لحمل لواء الجهاد والفداء والتضحية، إن اشترط غيرها من النساء عند الخطبة المال أو الجاه أو شيئا من لعاعة الدنيا، فهي اشترطت أن تنخرط في العمل الجهادي، بل وتجود بروحها فداءََ لله ثم الوطن، نساء من طراز رفيع، تطلعت للشهادة منذ صباها وهي في الصف الاعدادي، ولم تنجح محاولاتها ومع ذلك لم تفتر همتها وكررت المحاولة، ولم تكل ولم تمل واستماتت على مطلبها حتى تحقق مناها ونالت ما تتمناه، تقدمت للشهادة بكل سكينة وطمأنينة، رسالتها للاحتلال كانت بليغة، نساء فلسطين لا يلدن الاشبال فتتعهدها حتى تغدو فرسان الميدان وتحث على الصمود والثبات فقط بل تتطلع للشهادة ولا تثنيها الصعاب ولا المتاريس في بلوغ مبتغاها. ..
كل الناس لهم وطن يعيشون فيه وينعمون بخيراته ويسعدون تحت ظله، إلا الفلسطيني الذي هاجر موطنه قسرا، والذي شرده الاحتلال عن مهجة فؤاده، حب فلسطين تربع على عرش قلبه، فبذل له الغالي والنفيس وتفانى في الدفاع عنه، فدائية لم تتجاوز العشرين ربيعا، تنحدر من مدينة يافا، لجأت إلى لبنان ابان نكبة 1984، عُرفت دلال منذ صباها بجرأتها وحماسها الثوري والوطني، والتحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية وهي على مقاعد الدراسة، ومع أن العملية البطولية التي نفذتها الفدائية دلال لها عقود من الزمن إلا أن وقعها كان ولازال وسيبقى شديدا على الاحتلال، لا زالت تؤرقهم وتقض مضجعهم، فقد اوعز نتنياهو لسفير بلاده لدى الامم المتحدة لتقديم شكوى ضد السلطة لاحتفائها بذكرى استشهادها ..
عملية نوعية هزت أركان الاحتلال حتى كلف فرقة خاصة للتعرض للحافلة ومن فيها من الثوار والتي كانت دلال في مقدمتهم وهي من كانت تقود العملية، العملية البطولية هشمت مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون، الكبار لم يفرطوا والصغار لا ولن ينسوا، الصغار كبروا واصبحوا ثوارا، وبددت وهم أن الشتات والبعد عن الوطن سينسي الفلسطيني ارضه وقضيته وجرحه ولوعته وحبه لوطنه، إلا أن عملية دلال البطولية عبرت عن وجدان كل فلسطين في الشتات وما يكنه من حب ووجد وحنين وشوق لوطنه، من يحمل هم وطنه أينما حل أو ارتحل، ويسعى بكل جهده لفك قيوده وتحريره من براثن الاحتلال ومجابهته بقوة حتى دحره عنه، تركت دلال وصية بليغة تكتب بماء من ذهب وتحفظ عن ظهر قلب، دعت فيها لتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات وتوجيه البوصلة نحو وجهتها الصحيحة، نحو محتل غاشم، وحثت على استقلالية القرار والذي تحميه بنادق الثوار ودعت للسير على هذا الدرب، درب التضحية والفداء، فهذا هو الخيار الذي اثبت نجاعته، وهذا ما يوجع الاحتلال ويؤرقه ويعجل بزواله بإذن الله
ارهاب الاحتلال لم يسلم منه أحد، رجلا كان أو امرأة، طفلا كان أو مسنا، بل حتى الشجر والحجر لم يسلم من بطش الصهاينة، وبهذا زادت التحديات وزاد حجم المعاناة وثار الشعب بكل شرائحه فالكل مستهدف والكل اكتوى بنيران الاحتلال وبات على كل غيور رجلا كان أو امرأة خوض غمار التحدي ومقارعة الاحتلال، فحجم القهر والمعاناة دفع الجميع للتسابق للجنان والاثخان في العدو ..
ادركت الشهيدة هنادي أن الكل مطلوب أن يلبي نداء الوطن ويشارك في صنع الانتصار ويكبد الاحتلال الخسائر للجم شره ووقف صلفه، وأدركت أن زوال الاحتلال والخلاص من شره وبطشه لن يتحقق إلا بالبذل والعطاء والفداء والتضحية، ويبقى الجود بالنفس أرقى واعلى مراتب الجود، لم تتأخر عن تلبية نداء الواجب، فسارعت إليه واثقة الخطى موقنة بالنصر والفوز والنجاح، عازمة على تنفيذ عمليتها على اكمل وجه، لم ترتبك ولم تثر الانتباه حتى لا يثنيها أحد أو يعرقلها شيء عن اداء واجبها، ولم تثر الشكوك حولها حتى تتكلل عمليتها بالنجاح، الشهيدة هنادي كانت ستمارس مهنة المحاماة، غير أنها أدت مهمة المحاماة في أرقى صورها، فقد دافعت عن حق شعبها في العيش بكرامة وحرية ودافعت عن حقها المسلوب بدمائها الزكية بكل قوة وصلابة، فهي صاحبة حق وذادت عنه كما المطلوب، وجهت للاحتلال ضربة في الصميم اهتزت لها اركانه، فقد احزنها وحرمها أحبتها واغتال كل فرحة في قلبها وكدر صفوها وشاهدت غطرسته وشره وارهابه بأم عينيه، اسفرت عمليتها البطولية عن مصرع العشرات من شذاذ الآفاق عدا عن الجرحى ..
نالت وسام الشهادة الذي تمنته بجدارة والذي تاقت إليه ورسمت ابتسامة الرضا على محيا اهلها رغم مرارة الفراق، افتخروا بشهادتها واثلجت صدورهم عمليتها البطولية، فقد ردت للاحتلال الصاع صاعين وهزت عرش الجبناء من يستقوون على العزل والابرياء، بدمائها الطاهرة، عبدت طريق الحرية والكرامة والاباء، زرعت الامل في النفوس التي اغتمت لفراق الاحبة فلن يتسلل إليها اليأس وقد أخذت بثأر كل المكلومين وشفت صدور المؤمنين.
نساء فلسطين قبل رجالها سيبقين شوكة في حلق الاحتلال، هن فخر الامة وعنوان العزة والكرامة، وحق على الأمة أن تحتفي بهن وأن تعتز وتفخر بهن. بأدائهن المتميز رفعن قدر الامة وأعلين شأنها، هن تاج على الرؤوس وهن من علمن العالم أجمع كيف يكون حب الوطن: فلسطين
حكاية الألم والوجع لشعب شرده الاحتلال عن موطنه تتشابه، تختلف فقط في الاسماء ولكن الجرح واحد، تعددت فصول الحكاية والمعاناة واحدة، وقصة الشهيدة وفاء ادريس واحدة من تلك القصص المؤلمة.
هجر المحتل عائلتها من مدينة الرملة التي احتلها عام 1948، ليستقر بهم المقام في مخيم الامعري. كانت الظروف الاجتماعية للعائلة جد صعبة، الاحتلال نكل بها واعتقل معيلها وضيق عليها سبل الحياة، إلا أن الشهيدة تحدت كل تلك الظروف القاسية وكل المنغصات ولم تكسر ارادتها ولم تهزمها ولم تنل من عزيمتها.
تطوعت كمسعفة في الهلال الاحمر الفلسطيني لتكون قريبة من هموم شعبها، وتخفف عنهم آلامهم وتداوي جراحاتهم وجرحاهم، وفاء كانت للاخلاص والتفاني في عملها الانساني قمة في الوفاء، وكانت محبوبة من الجميع..
عملها كمسعفة جعلها تقف على حجم ارهاب الاحتلال ووحشيته وفظاعته وبشاعته، تأثرت بمشاهد الموت والدم والاشلاء وآهات الضحايا ودموع الاحبة على فراق فلذات اكبادها، كانت ترجو أن يأتي يوم وتوقف فيه هذا الصلف وتنتقم من الاحتلال الذي اوجع قلوب الاحبة وادمع عيونهم وأرق حالهم وفرق شملهم.
كانت ترى بأم عينيها كيف يستبيح الاحتلال دماء الابرياء وكان قلبها يتمزق ويحترق ويعتصره الألم وهي تودع كل مرة مواكب الشهداء، تداوي جرحى الانتفاضة وتئن لاناتهم وتضمد جراحهم ومع كل قطرة دم زكية تسقط من جريح أو شهيد ينفطر قلبها وتكتوي بنيران الآلام. أدركت أن هذا الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة وما اخذ بالقوة أو بالأحرى ما أخذه بالوحشية والاجرام لا يسترد إلا بالقوة.. فهذا الاحتلال البغيض الذي هجرها قسرا عن موطنها هو من اوعزها لعيشة الهوان وضيق عليها معيشتها ونكل بشعبها وأهدر دماءهم الزكية.
هذه المشاهد المؤلمة دفعتها لأن يكون لها هي أيضا دور في الدفاع عن موطنها والنضال لاجله، ردت على اجرام الاحتلال باللغة التي يفهمها، بعملية بطولية. ودّعت صديقاتها يومها وقالت لهن: سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن. وقالت لأهلها بأن الوضع صعب ورمبا يستشهد الانسان في أية لحظة، يبدو أنهم وقتها لم يلتفتوا لتلميحاتها ولم يفهموا كنه عباراتها وما ترمي إليه، حتى اُعلن عن العملية ومنفذتها، عندها فهموا مقصدها.
لقنت وفاء الاحتلال درسا لن ينساه، فهذا الشعب الذي ينبض بالحياة وتسكن فلسطين حنايا قلبه ويفديها بروحه لا ولن يرضى الذل والهوان، كل شرائحه ستقتص منه، هذا شعب لا ينام على ضيم ولا يقبل الظلم ويرفضه ويجتهد لرفع الجور عنه، عمليتها البطلوية اصابت الاحتلال بالذهول والصدمة. تجلت فيها معاني البطولة والتضحية والشجاعة في ابهى صورها. فتاة في مقتبل العمر تجود بنفسها، ليتحرر الوطن من براثن الاحتلال ولتسكن جراحات القلوب المكلومة ولتوقف إجرام الاحتلال بحق الأبرياء. وبهذه اللغة التي لا يفهم الاحتلال سواها، قالت له: لن يطول مقامك على ارضنا وأنتم حتما إلى زوال.
بإذن الله ..
هجر المحتل عائلتها من مدينة الرملة التي احتلها عام 1948، ليستقر بهم المقام في مخيم الامعري. كانت الظروف الاجتماعية للعائلة جد صعبة، الاحتلال نكل بها واعتقل معيلها وضيق عليها سبل الحياة، إلا أن الشهيدة تحدت كل تلك الظروف القاسية وكل المنغصات ولم تكسر ارادتها ولم تهزمها ولم تنل من عزيمتها.
تطوعت كمسعفة في الهلال الاحمر الفلسطيني لتكون قريبة من هموم شعبها، وتخفف عنهم آلامهم وتداوي جراحاتهم وجرحاهم، وفاء كانت للاخلاص والتفاني في عملها الانساني قمة في الوفاء، وكانت محبوبة من الجميع..
عملها كمسعفة جعلها تقف على حجم ارهاب الاحتلال ووحشيته وفظاعته وبشاعته، تأثرت بمشاهد الموت والدم والاشلاء وآهات الضحايا ودموع الاحبة على فراق فلذات اكبادها، كانت ترجو أن يأتي يوم وتوقف فيه هذا الصلف وتنتقم من الاحتلال الذي اوجع قلوب الاحبة وادمع عيونهم وأرق حالهم وفرق شملهم.
كانت ترى بأم عينيها كيف يستبيح الاحتلال دماء الابرياء وكان قلبها يتمزق ويحترق ويعتصره الألم وهي تودع كل مرة مواكب الشهداء، تداوي جرحى الانتفاضة وتئن لاناتهم وتضمد جراحهم ومع كل قطرة دم زكية تسقط من جريح أو شهيد ينفطر قلبها وتكتوي بنيران الآلام. أدركت أن هذا الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة وما اخذ بالقوة أو بالأحرى ما أخذه بالوحشية والاجرام لا يسترد إلا بالقوة.. فهذا الاحتلال البغيض الذي هجرها قسرا عن موطنها هو من اوعزها لعيشة الهوان وضيق عليها معيشتها ونكل بشعبها وأهدر دماءهم الزكية.
هذه المشاهد المؤلمة دفعتها لأن يكون لها هي أيضا دور في الدفاع عن موطنها والنضال لاجله، ردت على اجرام الاحتلال باللغة التي يفهمها، بعملية بطولية. ودّعت صديقاتها يومها وقالت لهن: سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن. وقالت لأهلها بأن الوضع صعب ورمبا يستشهد الانسان في أية لحظة، يبدو أنهم وقتها لم يلتفتوا لتلميحاتها ولم يفهموا كنه عباراتها وما ترمي إليه، حتى اُعلن عن العملية ومنفذتها، عندها فهموا مقصدها.
لقنت وفاء الاحتلال درسا لن ينساه، فهذا الشعب الذي ينبض بالحياة وتسكن فلسطين حنايا قلبه ويفديها بروحه لا ولن يرضى الذل والهوان، كل شرائحه ستقتص منه، هذا شعب لا ينام على ضيم ولا يقبل الظلم ويرفضه ويجتهد لرفع الجور عنه، عمليتها البطلوية اصابت الاحتلال بالذهول والصدمة. تجلت فيها معاني البطولة والتضحية والشجاعة في ابهى صورها. فتاة في مقتبل العمر تجود بنفسها، ليتحرر الوطن من براثن الاحتلال ولتسكن جراحات القلوب المكلومة ولتوقف إجرام الاحتلال بحق الأبرياء. وبهذه اللغة التي لا يفهم الاحتلال سواها، قالت له: لن يطول مقامك على ارضنا وأنتم حتما إلى زوال.
بإذن الله ..
الأربعاء، 31 يوليو 2019
صبرا أل الشاويش فإن موعدكم الجنة..
كان الأمل الذي يمده بالصبر والصمود ويشحن طاقته ويخفف عنه آلام القيد ، أمل ملاقاة أمه الصابرة والمحتسبة ، وقد كان ينتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر ، بعد سبع سنين من الفقد والبعد ، حيث تعلو الزغاريد وتستقبله أمه بالاحضان وقد ارتسمت البسمة على محياها ، وتعم الفرحة والبهجة قلوب محبيه وينثر الورد وتُقام الاعراس ، ويلتمّ شمل العائلة وتتلاشى الأحزان ، إلا أن الإحتلال وحقده الدفين حرمه تلك اللحظات التي ينتظرها كل أسير بلهفة وشوق ، واغتال الفرحة في قلبه ، لم يُفرج عنه إلا بعد رحيلها بساعات قليلة !! حتى القاء نظرة الوداع عليها حرمه منها..
كانت تعد الأيام وتنتظر ساعة الفرج بصبر ، كي تقر عينها به وتحفل برؤيته ، وهي من انتظرته طويلا وكلها أمل أن تلقاه وقد تحرر من براثن الأسر وعاد لحضنها الدافء ، وقد انهك قلبها الإنتظار واوجعها بعده عنها ، ولم يبقى إلا أيام قليلة وتطوى صفحات الالم والمر والحرمان والبعد ، وكان نجلها البار بدوره يحمل همها وقد أرقه مرضها وآلمه حزنها عليها وكان هوأيضا ينشد أن يلقاها لتغمره بحبها وتغدق عليه من حنانها وتغمره بدفئها ..
كان ينتظر بزوغ فجر الحرية برفقتها ، فطعم الحرية رفقة الاحبة له طعن خاص ، ليرفل في جنانها ويغرف من معينها الفياض كل حب وحنان ، كانت رحلة الانتظار مضنية ومليئة بالشجون ولوعة الحنين والآلام ، مع ما رافقها من معاناة مع المرض ، والذي زاد من معاناتها ، فقد حكم الاحتلال عليها بالحبس المنزلي لعامين بعد زيارتها لنجلها في سجون الاحتلال ، عامين حُرمت فيهما العلاج مما فاقم من معاناتها ، عامين حُرمت زيارة نجلها وتجرعت آلام الفقد ومرارة الحرمان ، الزيارة لا تطفئ لوعة الشوق ولكن تخفف الآلام ، عامين نهش المرض جسدها فاوهنها وأثر على صحتها وازدادت آلامها..
أما الاحتلال فقد امعن التنكيل به ليحول دون ملاقاة أمه ، بعد أن انهى محكوميته حوله على الاعتقال الأداري ، بعد أن اضاف لمحكوميته عامين ، وكان من المفترض أن يفرج عليه بعد أيام قليلة ، إلا أنه افرج عليه بعد وفاة امه بساعات قليلة ، الاحتلال ينكل بالاسير واهله ، لا يفرج عنه إلا بعد أن يرحل محبوهم بعد انتظار طويل يؤرقهم وينهك قواهم ، وكأن الاحتلال كان ينتظر وفاة أمه ليفرج عنه ، حتى يقتل الفرحة في قلبه وينغص عليه بهجته بحريته ويفتك بقلبه الألم ، بدل الفرحة انسابت دموع الحزن على فراق أمه ، إلا أن أهل القدس كانوا له نعم السلوى والسند ساهموا في التخفيف من مصابه ..
أراد الاحتلال أن يكدر صفوه وينغص عليه فرحته بالتحرر ويجعل الاجواء شاحبة ذابلة بلا طعم ، فمن كانت تنتظره بلهفة وشوق واراها الثرى ومن كانت تعد الايام لتستقبله بحرارة وتقيم له عرس التحرر رحلت عنه ، الاحتلال ينكل بالاسير مرات عدة مرة باعتقاله وتكبيل حريته ومرة بحرمانه من زيارة أهله ومرة بحرمانه من إلقاء نظرة الوداع على محبيه وو..
إلا أن اهل القدس اهل الوفاء والاخلاص والعرفان ، كانوا الامناء على والدته واوفياء لتضحياتها ، بعثوا رسالة للاحتلال من خلال تضامنهم مع نجلها ، أن مصاب محمد هو مصابهم وألمه ألمهم ، شيعوها في جنازة مهيبة وشاطروه أوجاعه ولم يخذلوه وهو خلف القضبان وكانت الفقيدة أما للجميع شارك جمع غفير في تشييع جنازتها ، ساندوه في محنته وضمدوا جراحه وربطوا على كتفه وثمنوا مواقف أمه الباسلة والبطولية وفداءها لوطنها وصبرها وصمودها ، فصول من حكاية أل الشاويش الأليمة والتي قد لا يخلو منها بيت فلسطيني في ظل احتلال بغيض يغتال الفرحة في القلوب ، توزعت فصولها الاليمة بين اعتقال وابعاد وموت الأحبة ، فصبرا آل الشاويش فإن موعدكم الجنة ..
الاثنين، 1 يوليو 2019
لا لصفقة القرن ..
لطالما لاك أذناب الصهاينة أكذولة "باع الفلسطيني أرضه" حتى ينفض الشارع العربي يديه عن القضية ولا يدعم صمود أهلها ويتقاعس عن نصرتها وحتى يستفرد بها المحتل ، إلا أن الشعوب العربية تدرك قيمة القضية العادلة ، فقد بقيت وفية لها مخلصة في حبها لها ، تتفانى في دعمها وتوفر الجهد والوقت لإسنادها ..
وعندما جاءت ورشة البحرين وتهافت المطبعون ليبيعوا القضية ، لم تعد أكذولة بيع الأرض تنطلي حتى على من كان يلوكها !! وهم يرون بأم أعينهم كيف يفدي الفلسطيني أرضه بروحه ودمه ويرفض المساومة على حبة رمل من أرض فلسطين ويستميت على حقه ولا يفرط في توابثه ، وبذلك بدد الوهم الذي طالما رددوه وهشم الأكذوبة بصبره وصموده وثباته ، اليوم يسوق أذناب الصهاينة ذرائع واهية ليبرروا خياناتهم اتجاه القضية الجوهرية ويشنون حملة شعواء على كل من يستهجن ورشة البحرين ..
يسعون لبيع فلسطين وبأبخس الأثمان حماية لكراسيهم وعندما يناهض الفلسطيني وأي حر جريمتهم يتنكرون لمقدسات الأمة ويحملون الفلسطيني ما جنته أيديهم هم ، من تفريط وتنازلات مريعة والتي أرادوا أن ينهونها بخيانات فظيعة بحق الارض الطاهرة والمقدسة ، دعم القضية ليست منّة من أحد بل هو واجب الامة نحو أرض الرباط ونحو مقدساتها ، فالأقصى عنوان كرامتهم ومعقل عزتهم ، أرض طاهرة تحفل بمكانة رفيعة في ضمير ووجدان المسلمين وتضم بين جوانحها مسرى الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وثاني المسجدين وضع على الأرض بعد المسجد الحرام وثالث المساجد التي تشد لها الرحال فالأقصى المبارك جزء من عقيدة المسلم والدفاع عنه والذود عنه واجب ..
وبعد أن تاجر الإستبداد بالقضية حماية لكراسيهم ومن قبل سعوا لتثبيت أركانهم من خلال حروبهم الهزيلة وخياناتهم التي تزكم الأنوف وكيد بعضهم للبعض ، اليوم يحملون الفلسطيني مسؤولية حماية الارض بمفرده !! كلما علت أصوات الإستهجان وتخليهم عن واجبهم نحو الارض المباركة ومقدسات المسلمين ، يريدون أن يكافئوا السارق على ما سرق ، حتى إن عجزت أو جبنت عن مقارعة السارق واسترداد حق الامة ، فلا أقل من أن تبقى النظرة والشعور نحو المحتل قائم كما هو ولا يتغير ، فهو محتل الارض ومغتصب للحق ، حتى عندما يشتد عودك وتملك أسباب القوة تسترد حقك وتهب لتعيد ما سرقه وليس التسليم للسارق بما سرق !!..
حتى مقولة بني اسرائيل لنبيهم موسى عليه السلام : ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ، كررها أذناب الصهانة وفي أسوأ حالة ، تآمروا على القضية ويسعون للعصف بها ووأدها وفتح الباب على مصراعيه للتطبيع مع الصهاينة وتبني رواياتهم بحذافيرها وكذا تبني مواقفهم المجحفة بحق المقاومة وعندما يصرخ الفلسطيني في وجههم مطالبا بحقوقه رافضا بيع أرضه مستنكرا ومستهجنا ما يُضمر للقضية من شر ومكر، يكررون مقولة بني اسرائيل لنبيهم وبأسوأ الألفاظ !! بنو اسرائيل حال دونهم ودون الامتثال لأوامر نبيهم جبنهم وخوفهم وخورهم وقد ألفوا الإستكانة وحنوا لسنيّ العبودية والذل والهوان وكان التيه مصيرهم ، أما أذناب الصهاينة حال دونهم ودون دعم القضية تآمرهم وخياناتهم ومصالحهم وكراسيهم ولؤمهم وقضت مضجعهم ثورات الشعوب والتي كشفت حقيقتهم للعيان ، وبذلك يتنصلون من واجبهم نحو مقدسات الأمة ودعم من يشكل رأس حربة في وجه المشروع الصهيونى ويدافع عن المقدسات ويبذل الغالي والنفيس لأجلها ، فكان وقع الخذلان اشد وانكى ..
ولو حملوا حقا هم القضية لما انتهى بهم المطاف لبيعها ، الناصر صلاح الدين ومن حوله من الصالحين والذي كانت القضية أولى أولوياته وشغله الشاغل وكان يؤرقه حالها سعى طيلة عقود لتعبئة الأمة لنصرتها ، من بث الوعي واصلاح ما أفسده الاستبداد من صلف وجور والاخلاد للدعة والترف والترهل ، وتنقية الأمة من كل ما اعاق مسارها وأوهنها حتى غدت لقمة سائغة بين يدي عدوها وقارع الاستبداد من انهك الامة بصراعات ونزاعات أضعفتها ووحد الامة وسعى لنهضتها وطهرها من كل الأدران التي علقت بها ونهض بهاهو وكل من حوله على كل الصعدة وفي كل المجالات وحصنها حتى عادت لمنعتها وقوتها وصلابتها ومكانتها وازاح عنها كل أسباب الفرقة والتشرذم الذي انهكتها وحقق بذلك الانتصارات والفتوحات وطهر الأرض المقدسة من دنس الصليبيين ، وكما قيض الله عز وجل من يحررها ويفك قيدها ، بإذن الله سيقيض لها اليوم من ابطالها وأشاوسها وحماتها وكل الاحرار وكل مؤمن بعدالتها من سيعيد بهاءها ..
وماضاع حق وراءه مطالب ..
وعندما جاءت ورشة البحرين وتهافت المطبعون ليبيعوا القضية ، لم تعد أكذولة بيع الأرض تنطلي حتى على من كان يلوكها !! وهم يرون بأم أعينهم كيف يفدي الفلسطيني أرضه بروحه ودمه ويرفض المساومة على حبة رمل من أرض فلسطين ويستميت على حقه ولا يفرط في توابثه ، وبذلك بدد الوهم الذي طالما رددوه وهشم الأكذوبة بصبره وصموده وثباته ، اليوم يسوق أذناب الصهاينة ذرائع واهية ليبرروا خياناتهم اتجاه القضية الجوهرية ويشنون حملة شعواء على كل من يستهجن ورشة البحرين ..
يسعون لبيع فلسطين وبأبخس الأثمان حماية لكراسيهم وعندما يناهض الفلسطيني وأي حر جريمتهم يتنكرون لمقدسات الأمة ويحملون الفلسطيني ما جنته أيديهم هم ، من تفريط وتنازلات مريعة والتي أرادوا أن ينهونها بخيانات فظيعة بحق الارض الطاهرة والمقدسة ، دعم القضية ليست منّة من أحد بل هو واجب الامة نحو أرض الرباط ونحو مقدساتها ، فالأقصى عنوان كرامتهم ومعقل عزتهم ، أرض طاهرة تحفل بمكانة رفيعة في ضمير ووجدان المسلمين وتضم بين جوانحها مسرى الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وثاني المسجدين وضع على الأرض بعد المسجد الحرام وثالث المساجد التي تشد لها الرحال فالأقصى المبارك جزء من عقيدة المسلم والدفاع عنه والذود عنه واجب ..
وبعد أن تاجر الإستبداد بالقضية حماية لكراسيهم ومن قبل سعوا لتثبيت أركانهم من خلال حروبهم الهزيلة وخياناتهم التي تزكم الأنوف وكيد بعضهم للبعض ، اليوم يحملون الفلسطيني مسؤولية حماية الارض بمفرده !! كلما علت أصوات الإستهجان وتخليهم عن واجبهم نحو الارض المباركة ومقدسات المسلمين ، يريدون أن يكافئوا السارق على ما سرق ، حتى إن عجزت أو جبنت عن مقارعة السارق واسترداد حق الامة ، فلا أقل من أن تبقى النظرة والشعور نحو المحتل قائم كما هو ولا يتغير ، فهو محتل الارض ومغتصب للحق ، حتى عندما يشتد عودك وتملك أسباب القوة تسترد حقك وتهب لتعيد ما سرقه وليس التسليم للسارق بما سرق !!..
حتى مقولة بني اسرائيل لنبيهم موسى عليه السلام : ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ، كررها أذناب الصهانة وفي أسوأ حالة ، تآمروا على القضية ويسعون للعصف بها ووأدها وفتح الباب على مصراعيه للتطبيع مع الصهاينة وتبني رواياتهم بحذافيرها وكذا تبني مواقفهم المجحفة بحق المقاومة وعندما يصرخ الفلسطيني في وجههم مطالبا بحقوقه رافضا بيع أرضه مستنكرا ومستهجنا ما يُضمر للقضية من شر ومكر، يكررون مقولة بني اسرائيل لنبيهم وبأسوأ الألفاظ !! بنو اسرائيل حال دونهم ودون الامتثال لأوامر نبيهم جبنهم وخوفهم وخورهم وقد ألفوا الإستكانة وحنوا لسنيّ العبودية والذل والهوان وكان التيه مصيرهم ، أما أذناب الصهاينة حال دونهم ودون دعم القضية تآمرهم وخياناتهم ومصالحهم وكراسيهم ولؤمهم وقضت مضجعهم ثورات الشعوب والتي كشفت حقيقتهم للعيان ، وبذلك يتنصلون من واجبهم نحو مقدسات الأمة ودعم من يشكل رأس حربة في وجه المشروع الصهيونى ويدافع عن المقدسات ويبذل الغالي والنفيس لأجلها ، فكان وقع الخذلان اشد وانكى ..
ولو حملوا حقا هم القضية لما انتهى بهم المطاف لبيعها ، الناصر صلاح الدين ومن حوله من الصالحين والذي كانت القضية أولى أولوياته وشغله الشاغل وكان يؤرقه حالها سعى طيلة عقود لتعبئة الأمة لنصرتها ، من بث الوعي واصلاح ما أفسده الاستبداد من صلف وجور والاخلاد للدعة والترف والترهل ، وتنقية الأمة من كل ما اعاق مسارها وأوهنها حتى غدت لقمة سائغة بين يدي عدوها وقارع الاستبداد من انهك الامة بصراعات ونزاعات أضعفتها ووحد الامة وسعى لنهضتها وطهرها من كل الأدران التي علقت بها ونهض بهاهو وكل من حوله على كل الصعدة وفي كل المجالات وحصنها حتى عادت لمنعتها وقوتها وصلابتها ومكانتها وازاح عنها كل أسباب الفرقة والتشرذم الذي انهكتها وحقق بذلك الانتصارات والفتوحات وطهر الأرض المقدسة من دنس الصليبيين ، وكما قيض الله عز وجل من يحررها ويفك قيدها ، بإذن الله سيقيض لها اليوم من ابطالها وأشاوسها وحماتها وكل الاحرار وكل مؤمن بعدالتها من سيعيد بهاءها ..
وماضاع حق وراءه مطالب ..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)