النكسة أو ما يصطلح عليه بحرب الأيام الستة أو حرب حزيران ، والتي شنها المحتل على عدة دول عربية أفضت إلى بسط هيمنته على قطاع غزة ، والضفة الغربية ، والجولان ...
والسؤال الذي يتبادر لذهننا هو : كيف لدويلة أو كيان وليد أن يحقق هذا الإنتصار على دولا لها تاريخ وحضارة وجذور ودول قائمة ولها جيوش ؟؟ هل إعتمد على خطة محكمة ؟؟ وكيف كانت إستعداداته للحرب في مقابل إستعدادات جيوشنا العربية ؟؟ وهل كانت في تمام الجهوزية لأنها كانت تعلم أنها ستخوض حربا إن آجلا أو عاجلا معها ..
وهي تدرك أن جشع المحتل لن يبقى في حدود فلسطين بل سيتعداها لبسط هيمنته على ما يدّعيه زورا وبهتانا أرض الميعاد والسؤال الأهم كيف كانت أحوال الدول العربية التي خاضت الحرب ومُنيت بالنكسة ؟؟..
الناظر لأحوالنا تلك الحقبة لا تختلف عن أحوالنا الآن وإن شع بصيص من النور لكن لازالت الظلمة تكتنف أرجاء كبيرة من وطننا ، المهم كانت دولنا العربية أنذاك في حروب ومؤامرات داخيلة أضعفتها ونخرتها في الداخل وأصابتها بالوهن ، كانت معظم الجيوش لتوّها عائدة من حرب أخذت منها الكثير وأستنزفت قواها، وكانت مصر تعاني من صراعات داخية وعقليات عسكرية همها الإستحواذ على السلطة والإيقاع بالمنافسين لها ، حزازات وتجاذبات أنهكتها أما في سوريا فقد كانت تخوض حربا داخية بين أبناء الوطن الواحد مختلفين ، أدت إلى تصفية أعلى الكوادر والضباط وأغتيال الكفاءات همهم السلطة في حين فلسطين تغتصب شبرا شبرا ، أما الأردن كان يتحفظ في دعم الحرب ، وكان متردد دفعه ذلك خوفه من أن تسيطر مصر على الكل إن إنتصرت أو تتدفق عليه آلاف اللّاجئين إن أخفقت فكان متردد ، يقرؤون الواقع جيدا !! لكن بطريقتهم الخاصة أما العراق فكان لا يشق له غبار في حربه مع الأكراد !! هذا حال الأمة فكيف سيمنّ الله علينا بالنصر وبأسنا بيننا شديد ؟؟
مصر كانت تصلها أخبار عن المحتل وأنه في تمام جهوزيته لخوض حرب لكن التوقيت كانت تجهله ، أنت على مقربة من عدو وهو جاثم ومتهيّئ وينتظر الغفلة حتى ينقضّ عليك ، هل ستكون فريسة سهلة له ؟؟ أم تكون جهوزيتك تعادل جهوزيته أو تفوقها ، وعليك أن تكون دائما على أهبة ودائم الإستعداد ومتيقظ لأنه عدو غير مؤتمن ..
في حين وصلهم قرارت كي يضبطوا النفس ولا تقوم مصر بشن حرب حتى لا تكون بذلك قد خرقت القانون طبعا نحن نلتزم بالقوانين وبصرامة حتى كأنها نصوص مقدسة !!، وحتى مع هذا كان على مصر أن لا تركن لهذا الخطأ البليغ والقاتل ، مادامت وصلتك أخبار عن عدو متربص بك على الأقل أن تكون طائراتها في حفظ ، أو يكون سلاحها الجوي في مأمن لا يكون مكشوفا ويسهل صيده ، ويكون متأهّب لصد أي ّهجوم ،، زد على ذلك التضليل الإعلامي فقد كان الغرض منه أن تزيد حماسة المقاتلين على ما أظن ، لكنهم وصلتهم تقرارير خاطئة فبنوا عليها فكانت النكسة وعندما تكون الأنباء مضللة وغير دقيقة ما ننتظر غير الهزيمة ؟؟
سارع كيان المحتل لضرب سلاح الجو المصري عن آخره فأصبح الميدان مكشوفا.. المحتل لا يطيق حربا طويلة تستنزفه هو يعمل على حرب المفاجئة ثم الرجوع للوكر مع تكبيد عدوه أكبر الخسائر ولا يتحمل حرب عصابات أو حرب طويلة ، ففي لحظة أجهز المحتل على كل مقومات الصمود لدى مصر.
إستفدنا من حرب حزيران عدة أشياء من بينها :
- يعتمد المحتل على الإعلام أولا ، طبعااعلام تضليلي ، وقد وظف ما يسميه بالهلكوست حتى يكسب تعاطفا ودعما غربيا وإلى الآن نفس الشيئ يعتمد على الإعلام في تزوير الحقائق وأنه يدافع عن نفسه في كل حرب يشنها !! ونسي أو تناسى أن وجوده أصلا باطل هو محتل لأرض الغير ..
- يعمل على تشتيت قوة خصمه فضعف خصمه قوة له وهذا ما دأب عليه ..
- يعتمد على شبكة جواسيس حتى يلمّ بكل صغيرة وكبيرة على خصمه حتى يحطمه من الداخل وينخره فلا يبقى سوى الهيكل يسهل تدميره ، إلى الآن هذا ديدنه ،العملاء هم عيون المحتل ..
- لا يقاتل على جبهات عدة فقد عمد على تفرقة الجبهات حتى يسهل عليه أن يواجه كل جبهة على حدى وإلى الآن لا يستطيع أن يفتح أكثر من جبهة لأن قوته ستتآكل وتتفرق ..
- تجده دائما على أهبة جيش طلعه كيان مستعد للحرب مناورات دائمة إستعداد لا يتوقف طبول دائمة مستعدة للضرب عليها ، نفير دائم ..
- دراسة الخصم ومعرفة نقاط ضعفه..
- لا يشن حربا في مكانه المتواجد فيه لأنه أجبن من ذلك ، هو ينقل الحرب لأرض الخصم ..
أما العرب كانوا متفككين لا تجمعهم مصالح أوطانهم وفلسطين بل يتخوفون من بعضهم البعض في حين يصدق عليهم المثل : أكلت يوم أكل الثور الأبيض .
لم تكن لهم إدارة حرب موحدة يعتمدون عليها مع بيانات مختلفة تصل للمقاتلين شتت تفكيرهم وجهودهم .
بون شاسع بين القيادة والجيش رأسها في واد والجسد في واد آخر .
نكوص أو تردد البعض في دعم الحرب مما عجل الهزيمة.
الغرض من شن حرب حزيران :
- حرب ستة أيام إعتبرها البعض أنها لم تكن حربا فهم لم يحاربوا بل أخدتهم المفاجأة على حين غرة فأربكت حساباتهم .
- الغاية من شن تلك الحرب أن يخلق المحتل ثقافة الخوف في النفوس : جيش لا يقهر
- خلق ثقافة الإستسلام حتى يهزم العرب نفسيا ..
- زرع بذور الإذلال والوهن ..
- يعتمد المحتل على مقولة : من لم يؤخذ بالقوة يؤخذ بمزيد من القوة ..
فهذه هي أسباب النكسة ما إن نقرأ تاريخنا جيدا ونصحح أخطاءنا وليس ذلك بالصعب ونتوحد في خطابنا ، وننبذ الفرقة ونتعلم من خصمنا إدارة الحرب وتكون لنا قوة العدد والعتاد ونزرع في نفوس أجيالنا ثقافة المقاومة ، مع اليقظة التامة ..حينها لن تكون هناك نكسة في المستقبل بإذن الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق