وحّدنا الميدان وفرّقتنا السياسة ..ماهو المطلوب الآن والعاجل
والملح ؟؟
تجاوزنا
الصدمة لنضع النقاط على الحروف وندرك مخاطر المرحلة الراهنة ، فهذا الوضع يدعونا
لحسم المواقف ، وحشد القوة حتى نحمي الثورة ، كنا نرجو أن نختار بين من يجتهد في
تحقيق أهداف الثورة التي سطرها الثوار ، إذ بنا نُخير أن نحفظ الثورة حتى لا تُجهض
ويجهز عليها .. والواجب اليوم أن يقف الكل وقفة حازمة حتى لا تُغتال الثورة ،
شباب الثورة يتمنون لو أن محمد مرسي غادر الحلبة لأنها مفبركة ومعدّ لها سلفا ،
ومحبوكة التفاصيل ومطبوخة من قبل ، لكن حتى وإن قبل التحدي وأكمل المسير فستدعمه
بقوة وهذا هو الموقف السليم ، لقد كان ما مضى درس لنا ، نستفيد منه مستقبلا ،
ودائما نعوّل على الميدان ولا ننفصل عنه ، مهما كان الواقع لصالحنا أو ضدنا حتى
نرسي أهداف الثورة كاملة وننهض لعملية البناء .
فالميدان هو من وحدنا وهو من
سيوحدنا من جديد إن شاء الله ، لا نراهن إلا على الله أولا ثم شباب الثورة لا
نستهين بهم أو بوعيهم فهم يمتازون بوعي كبير ونضج ولهم ثقل وهم معادلة من الصعب
تجاوزها أو الركوب عليها ، ثم خيار هذه الأمة من يحملون همها ..
كانت
النتيجة مخيّبة لآمال الشباب ، فقد أحس أن ثورته تُسرق بإنقلاب ناعم ، وما أثلج
صدرنا هو تكاثف كل القوى في الساحة السياسية ورفضهم قرارات المحكمة وبنوا موقفا
موحدا منها ، وهذا هو المطلوب الآن ، أن نحشد كل القوى الفاعلة حتى ننقد الثورة
ونتعالى عن صراعاتنا ونكون على قلب رجل واحد ونحمي الثورة ، ولا ننسى أن كل القوى
الحية قدمت شهداء ، فلا نخون تلك الدماء الزكية ، اليوم على الكل أن يتريت ، ويدرك
أن الصوت أمانة وأن يضعه في موضعه الصحيح ، والإخوان من واجبهم أن يرسلول رسائل
تطمين حتى يزيلوا مخاوف البعض ممن أحجم عن العملية برتها ، وقرار الإحجام غير صحيح
ويصب في مصلحة الفساد والأصح أن تُقبل على التصويت حتى تقطع دابر الفساد
.
مصر اليوم تطلب من أبناءها الأوفياء نبذ الفرقة والتوافق ، وأن نكون يدا
واحدة وأن نقطع الطريق على رموز الفساد ، فإختلاف البعض مع فكر الإخوان لا يجعلهم
يسلمون رقابهم للفلول ، وعلى الإخوان أن يفهوا رسائل الشباب ويتجاوبوا معهم ، فمن
أعطاهم صوتهم في مجلس الشعب هو من قيّم خطواتهم وحكم عليها وبنى عليهم ، وكانت
النتيجة ما أفرزته الجولة الأولى ، من واجبهم أن يتعاملوا مع شباب الثورة بطريقة
ترقى لطموحهم وتطلعاتهم ، فهم ينشدون الشراكة وحماية أهداف الثورة ، وعدم التهميش ،
فهم الشرارة الأولى التي أشعلت لهيب الثورة ...
ولا ننسى الإعلام ودوره
السيّئ في تشويه صورة الإسلام في شخص الإخوان ، في حين يتجاهلون أعمالا نبيلة تحسب
للإخوان ، ونعلم أن الإختيار الصعب الذي نعيشه الآن سيصب في مصلحة محمد مرسي وليس
لمنافسه ، فالعاقل يقيس الأمور جيدا قبل الفصل فيها أو الحكم عليها ، فإن فاز محمد
مرسي ، حتى إن وقعت أخطاء نطالبه بتصحيحها أما لو فاز مرشح الفلول سنتحتاج لثورة قد
تكلفنا جهدا مضاعفا كي نقاومه ، أو قد تدخل البلاد في دوامة ونفق مظلم لا يدري أحد
خفياه ، لا قدر الله .
فاليوم الوطن يدعوكم لخلق لحمة ووحدة الكلمة وزرع روح
الثقة في الشارع المصري وطمأنته ، وخلق جسور الحوار ، وتوحيد الصفوف ، نسأل الله
السلامة لمصر ولشعبها ...اللهم آمين
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق