هذا العمل مستفز لمشاعر المسلمين قاطبة هذا لا جدال فيه ..
وفي المقابل لن يكون غضبنا من هذا العمل المشين يجعنا نفقد أعصابنا ، ونقدم على أعمال تنال منا ، أو قد يجل منها البعض مطية ليخرّب ممتلكات الوطن ، بل تدعونا الحكمة أن ننهج سبلا ناجعة حتى نبلّغ رساتنا للمعنيين بالأمر ، كي يأخذوا خطوات فاعلة في محاسبة كل من يسيئ لمعتقدتنا ..ولنا القدوة الكريمة في سيد الخلق عليه الصلاة والسلام .
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه ، بل يغضب لله وحين تنتهك حرمات الله ، لكن لا يمطتي الغضب وسيلة للإساءة أو خروجا عن أخلاق الإسلام ، بل يحافظ على إتزان ورباطة شأشه ، عادي أن يحتج المسلمون هناك ويغاروا على هذا العمل المشين ، لكن برزانة عقل ، هناك سبل عدة نبدي بها غضبنا بطريقة حضارية تُنمّ عن أخلاق الإسلام وصفاته الجليلة ، فهناك قانون ومحاكم وآليات ، لا يحتج كل فرد منا بطريقته الخاصة ، بل بطريقة يفهم المسيئ إسائته ويعتذر ويصحح من ِشأنه ...
فالإسلام دين يسر وليس دين عسر ، والأولى أن لا تخرب ممتلكات الدولة ، نعم نَغير أن يمس إسم الجلالة ، لكن نطرق قنوات خاصة لهذا الأمر لإيصال غضبها وإحتجاجاتنا ، مثلا : رفع دعوة قضائة أو رفع الأمر للمجلس العلمي حتى يقول كلمته الفاصلة ، وإصدار قوانين صارمة ، رفع ملتمس للجهات المعنية ، للضرب على أيدي كل من سولت له نفسه مس مشاعرنا كمسلمين ، لكن بأسلوب لائق يبدي أخلاقنا العالية ، حتى يعلم العالم أننا شعب حضاري ، لا أن يأخذ العالم نظرة شاذة عنّا ، ويتخوف منّا ، نطالب بحقنا لكن بطريقة عقلانية ومتّزنة وبأُسلوب يوافق ديننا وقيمنا ، لا نغرق البلاد في الفوضى ، وقد يركب الموجة من لا يهمه إسم الجلالة ، لكن همه بث سمومه وليشوه صورة الإسلام هناك ، فالعالم أضحى قرية صغيرة فأي تصرفات تحسب لنا أو علينا .
وقد ينظر لنا العالم أننا قوم لا نفهم معنى الحرية ونحيلها لفوضى ، وأننا لا يردعنا سوى القبضة الأمنية ، فياريت نتفهم الأمر ولا نتسرع ونترك القضاء يقول كلمته ، ونتصرف بحكمة وروية ، فقد يستغل البعض هذا الواقع ويبني عليه ، وينال من الكل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق