عندما بعث الله إبراهيم الخليل عليه السلام ، رسولا لقومه وقد كانوا قوم ممن يعبد النجوم والكواكب
وكان أبوه أكبر النحَاث هو من ينحث الألهة فأي إبتلاء أكبر من هذا ؟؟
فكان لزاما عليه أن يبدأ بدعوة أبيه ، ويحذّره عواقب كفره ، لكن بأي أسلوب سيدعوه ؟؟ لقد خاطب إبراهيه أباه بكلام يهز قلوب السامعين ويخرج مكامن الخير فيها طبعا إذا كانت قلوبهم مستعدة لتقبل الخير واتلجاوب معه ، وتبحث عن الحق حتى تجده ، فكل نصيحة كان يستهلها الإبن الطيب ب : يا أبتي .. سلوك عال وخطاب كله عذوبة ولين يجذب المسامع . لنقف عند هذه الآيان من سورة مريم عليها السلام ، لنستشف الخلق الكريم والنبيل إتجاه قومه وإتجاه أبيه .. ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا) ( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ) ( يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ) ( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) ( قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا ) حنانا منه عليه حتى لا يَبلغه أي مكروه منه ، ببساطة يخبره أن هذا الذي ينحثه حجر أصم أبكم أعمى لا يجدي شيئا ، ولن يصيبك بخير أو شر ، فهو عاجز عن حماية نفسه فكيف سيحميك ، وهو من ينحثه ، كيف يعبد إلاها صنعه بيده ، وحتى لا يصف أباه بالجهل ونفسه بالعلم قال برحمة وذودة وفي منتهى الأدب إن لي علم هذا علم جائني من الله حتى أدلك على الطريق السوي وهذا الذي أنت عليه مرده غواية من الشيطان لك ، منتهى الحلم والرقة في خطاب الداعية ، لكن للأسف واجهه أباه بغلظة وتحد ووعيد فماكان من النبي الكريم إلا أن قال : سلام عليكم أي لن يصلكم مني مكروه وقد وعد أباه أن يستغرف له الله ، لكن حين علم أنه ماض في كفره وفي عناده ، تبرأ مه وهجره ، وحتى مع قومه أسلوبه في إقناعهم رائع جدا ، فقد حطم كل الآلهة إلا كبيرهم ، وحين أربكتهم المفاجأة ، أخبرهم إبراهيم عليه السلام أن كبير الآلهة هو من قام بهذا الفعل . ليلفت نظرهم لأمر مهم ، هو أنها لا تعدو كونها حجارة لا تغني ولا تنفع وعاجزة ، حتى أن تدفع عنها الآذى فكيف تحمي غيرها ، هي أذن مواقف رائعة نستفيد منها حُسن الإلقاء ، والدعوة باللين والكلام الطيب حتى يوتي أكله ، وحين تكون الأنفس قابلة للتجاوب مع الخير حتما ستفتح له آذانها وقلبها لينفذ الحق لها وتتشربه نفسها وتّذعن له .. |
مدونة الكوثر: مدونة فكرية تهتم بقضايا الأمة الإسلامية من أجل المساهمة برفعتها ورقيّها وسيجد فيها القارئ إن شاء الله مبتغاه
الجمعة، 6 يوليو 2012
ماهو السر في لين الخطاب ؟؟ نموذج النبي إبراهيم عليه السلام ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق