عندما نكتب نعبر عما يختلج أرواحنا ، فحين يبلغ السيل الزبى ويبلغ الحزن منتهاه ،
حينها تبحث عن مكان تجد فيه السلوى كلماتك علها تجد صدى ، فلنعلم أن الله ما خلق خلقا
أهون عليه من الدنيا ، هي الدنيا ذاك البحر العريض ، كلما شربت مه زدت عطشا ، هلك
فيه الكثيرون ، حين تركوا الحمى الآمن ، والأخوة الصادقة والهدف النبيل ، فأجعل
سفينتك تقوى الله ، وعدتك التوكل عليه ، وزادك العمل الصالح ، وأعلم أن الصبر مفتاح
الفرج ، وأن مع العسر يسرا ، الكتابة لاتفقد المرء ملامحه أو تجرده عن روحه ، بل هي
من تجعله يدرك مكنون روحه وتخفف عنه أحمالا أثقلت كاهليه ، ..
في المقابل حين يكون لأحد إحساس وهاج وصدق في الكلمة ، لماذا يخفيها حتى لا يحضى بها غيره ، فقد يتعرف عليه آخرون عن قرب من خلال كلماته ، ولو فكر كل إنسان أن يحجر على كلماته في مكنون روحه لماتت ولم تعد لها معنى ، أو لحرم الناس عطاءه ، لأن روحه لها طاقة تحمل فنحن بشر ، ففي البوح بما يكتم أنفاسنا نرتاح وخاصة حين نجد من يتجاوب مع كلماتنا ، ويهتم لها ، فقد يظلم المرء نفسه حين يسجن كلماته ، وفي حبسها دون وجه حق سيحرم الآخرين أن يتلمسوا من خلالها شخصك وروحك ، إطلق لها العنان وفك أسرها فقد تكون في سراحها أحسن بكثير حين تكون مكتومة أو مسجونة .. سيقف عندها الآخرون وسيقرأون ما بين السطور وما تحمله تحت طياتها ، وستلقى بعون الله كل الإهتمام ، لن يستطيع المؤمن أن يحيا في عالم وحده بل يعيش مع إخوته يقاسمهم أفراحهم وأتراحهم ويخفف عنهم ، والذئب يأكل من الغنم القاصية .. لا تعطي الكثير فقط النزر القليل حتى لا تفقد روحك ، لكن لماذا علينا أن ربط الكلمات بالروح، فتضحى جسدا واحدا لو إنفكت عنه حينها تموت الروح .. لولا فسحة الأمل لمات المرء كمدا، اليأس لامكان له في قاموس المسلم ، لا نكتب حتى يمدحوننا او يقولوا عنا كتاب ، بل حتى نحس بالراحة ونحن نلقى آّذانا صاغية تهتم لنا ونهتم لها .. أخوة قد لا تجدها في موطن آخر ، فاللهم أجعلنا خيرا مما يظنون وأغفر لنا مالا يعلمون ، أكيد أنك حين تتكلم لن تفقد روحك بريقها ، بل ستجدها بعدما إفتقدته وسيرتاح الفؤاد لأنه خفف عما يثقله ، الإبتلاء قد يختلف من شخص لآخر لكنه يبقى إبتلاء ، إستمد القوة من الله حتى تتغلب عل معيقات الدنيا.. كم أحببنا من خيار هذه الأمة وكم تمنينا أن نحضى بالتعرف عليهم، ونقطف الأزهارمن شدى كلماتهم ونسيم عبيرهم ، لكن الشهادة كانت غايتهم كلماتهم كانت سلوى لنا ورغم ذلك عزاءنا أن نلقاهم في الجنة بإذن الله حين يجمعنا الله تحت ظل عرشه الكريم إن شاء الله ، وجوه كالقمر ضياءا يغبطهم الأنبياء والرسل هم من جمعهم حب الله هم القابضون على الجمر هم كوكبة ندرت لله نفسها حتى تلقاه وهو راض عنها .. اللهم إجعلنا منهم .. |
مدونة الكوثر: مدونة فكرية تهتم بقضايا الأمة الإسلامية من أجل المساهمة برفعتها ورقيّها وسيجد فيها القارئ إن شاء الله مبتغاه
الجمعة، 6 يوليو 2012
إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق