قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
البقرة ..
|
هذه الصورة مصغره ... اضغط هنا لعرضها بالمقاس
الحقيقي ... المقاس الحقيقي 640x400 والحجم 159 كيلوبايت
. |
المؤمن كل أيامه طاعة
وكل عمره يغتنمه في الأعمال الصالحة ، لذلك حين يحل رمضان يجده قد تهيأ وتأهب
لإستقباله ، ففيه يُضاعف الأجر وتزيد الحسنات ويُجزل العطاء ، وتكون المكآفة في
العيد ويوم القيامة تجد أعظم مكآفئة الجنة إن شاء الله ..
ففي العيد توزع
الجوائز وما أغلاها من جزائز ، حيث تحل الرحمة ويغفر الذنب وتُعتق الرقاب من النار
إن شاء الله ، ولنعلم أن كل عمل إبتغيته به وجه الله إلا كُتب لك به الأجر فاغتنمه
في الطاعات ولا تُحرم أجره ، فلا يفصلنا عنه إلا أياما معدودات، فلو أن ضيفا عزيزا
لقلبك طال شوقك له وقد إقترب مجيئه ، كيف ستستقبله ؟؟
وبأي حفاوة ستقابله
بها ؟؟ حتما بحبور وفرحة غامرة فهو أحب الشهور للقلوب ، فيه يدعو الداعي يا باغي
الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر ، فلا نطيعه في رمضان ونعصيه في أيام اُخر ، ولنجتهد
فيه ، حتى نكون من عتقاءه إن شاء الله ، الصوم يُعلمنا قوة الإرادة ويعرفنا معنى
الصبر ، فالطاعات الأخرى علانية في معظمها أما الصيام فهو بينك وبين خالقك ، لا
يطلع عليه سواه ، هو تزكية للنفس ، وتدريب لها حتى تُغير من المألوف ..
ففي
الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان
إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .. فهو وقاية وهو مدعاة لنا لترك
المعاصي والتوبة النصوح والإياب والعودة لله ، وإخلاص النية له ، فالصائم هو من كفّ
كل جوارح عما يُغضب الله ، والترفع عن إذاية إخوانه ، هو إذن مدرسة وهو محراب
العابد ، تجد فيها سعادة حين تصومه مخلصا وحين تُفطر فرحا بصيامك ، ولو علمنا ما في
رمضان من خير لتمنينا أن تكون كل أيامنا رمضان ، فيه تُغسل الأنفس من أرْدانها
وتتجرد لخالقها ، فيه نعرف قيمة نِعم الله علينا ، لا تعرف قيمة النعمة إلا إذا
حُرمتها ، مثلا الماء موجود في كل ساعة وحِينْ فلا نُدرك قيمته ، وحين نفطر ونرتوي
بعد عطش ونأكل بعد جوع تجد اللسان رطبا بذكر الله يحمده ويشكره على نعمه الجليلة
..
والصيام يجعلك تحس بما يُحس به الفقراء والمساكين ، وتعطف على حالهم
وترأف بهم وتكفيهم حاجاتهم ، وتُعينهم وترحمهم ، فأنت صائم شهرا فقط ، فكيف بمن
يصوم لأشهر ، فهم في كل البقاع محتاجون لمواساتك لهم والتعاطف معهم ..
إذن
فالصيام مدرسة لتهذيب النفس وتنقيتها وهو إمتحان لأنفسنا حتى تجتهد وتَجد في
الطاعات ، فالروح تسمو في رمضان وتقترب من بارءها ، وأعظم نعمة الكل ينتظرها بعد
الرحمة والمغفرة وهي : العتق من النار .. نسأل الله عز وجل أن يعتق رقابنا
ورقابكم ورقاب كل المسلمين والمسلمات من النار يوم القيامة ...اللهم آمين ورمضان
كريم ..:
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق