الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار
فهو موسم الخير والطاعات قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) سورة البقرة وقد جاءت هاته الآيات بعد الآيات التي تحث على الصوم والغاية منه ، : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : 183] والدعاء محبوب في أي وقت وحين وخاصة تحري ساعات الإجابة وما أكثرها ، في الثلث الاخير من الليل ، حيث يتنزل الله تبارك وتعالى فيقول : ( هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له ) . وفي الحديث القدسي : "ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"أخرجه الترمذى وابن ماجه والإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة فلا نحرم أنفسنا بركاته والدعاء فيه ، فقد تكفل الله عز وجل بالإستجابة وخزائنه لا تنفذ ، فحين تُدرك الغاية من صومك وتقف عليها وهي تقوى الله ، حجاب يَقيك من السيئات ، حاجر لنا من كل شر ، والدافع لنا لكل خير يأتي الدعاء له بأسلوب رقيق شفاف ، ينفذ لحنايا القلب : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ... وكثير آيات جاءت بمعنى يا محمد خبّر أمتك إلا الدعاء ليس بينه وبين الله حائل أوحاجز ، فقط ندعوه فهو قريب ، يسمع الدعاء ويتعهد بالإجابة ، معان تُضفي السكينة على قلب المؤمن فيطمئن فؤاده ، الله عز وجل قريب منا ودود بنا رؤوف بنا ، لا يَرد لنا دعوة إن شاء الله .. الصدقة : فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى شبهه بالريح المرسلة عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " . رواه البخاري . فالجود والعطاء والكرم من صفاته عليه الصلاة والسلام ، والحسنات تتضاعف أجرها في رمضان .. صلة الرحم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من سره أن يبسط في رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمه ) ومعنى ينسأ أي يؤخر [رواه البخاري] . وما فيها من زيادة عرى الأخوة ، وادابة أي جليد شحناء وغرس هذا الخلق الكريم في أولادنا والسير عليه ، صلة الرحم حتى ولو بالسؤال على أحوالهم والسلام عليهم وتفقد أحوالهم ، ففي صلة الرحم قد تقف على حاجياتهم وتقضيها لهم .. كثرة قراءة القرآن : ففي رمضان أُنزل ، شرّف الله هذا الشهر الكريم بنزول القرآن ، فلنحرص على ختمه فيه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) / رواه مسلم العمرة في رمضان : فهي تعدل حجة أخرجه مسلم في صحيحه مسلم بلفظين أحدهما (عمرة في رمضان تعدل حجة) والثاني (عمرة في رمضان تعدل حجة معي) فهي زيادة في الثواب ، والرغبة في نيل الأجر الجزيل ، واغتنام الشهر الفضيل في الطاعات . القيام : قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) [أخرجه البخاري ومسلم] . وقال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً . والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ) [الفرقان صفة عالية من صفات عباد الرحمان ، ففي الليل وقد غادر النوم أجفانهم خَلوا بالرحمان فزادهم خشوعا ، ونور وجوههم بنوره ،وكيف ينام من طريقه فوق الصراط أحد من السيف وأدق من الشعر ، فحين آثر غيرهم النوم أثروا هم الأنس بالرحمان ، يتضروعون إليه في خشوع ، حتى تُدركم رحمته عز وجل ..إن شاء الله السحور : لما فيه من خير وبركة وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) متفق عليه وليس ضروري أن تأكل حتى التخمة كلا ، فالبركة قد تحصل ببعض التمر أو الماء وهو سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام .فلنحرص على الإقتداء به .. الإجتهاد في العبادة خاصة في العشر الأواخر: فلنحرص عليها ونجتهد فيها بالعبادة وحث الأهل أيضا على إحياء تلك الليالي العظيمة وتحري فيها ليلة القدر .. وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره . كناية على الحرص على الجد والإجتهاد في تلك الليالي الكريمة ، والتشمير في العبادة والزيادة فيها ، حرصا منه صلى الله عليه وسلم على اغتنامه في الطاعات والإهتمام بها ، حتى ننال المغفرة والعتق من النار فقد يكون أخر رمضان نصومه فمن يدري ، فلنغتمنه قبل فوات الآوان . وطبعا تبقى ليلة القدر من الأسرار التي احتفظ بها المولى حتى نجدّ في طلبها وقد تواتر الأحاديث في تحريها في العشر الأواخر وفي الوتر منها ، كان السر في غيبيتّها حتى تكون كل أيامنا طاعات حتى إن حلت نلنا شرف إحياءها إن شاء الله .. قال تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر ) سورة القدر فهاته الآيات تُنبئنا بشرفها وعظمتها وقيمتها .. فهي أفضل من عبادة ألف شهر ، لكلم أن تحسبوها معي ، فأي شرف وأي مكانة وأي قدر خصها الله به لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى .. عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ) رواه البخاري 4/259 . هذا وقد تكون غابت عنا أعمالا جليلة ، أو لم نسلط عليها الضوء نسأل الله لنا ولكم التوفيق ...اللهم آمين |
مدونة الكوثر: مدونة فكرية تهتم بقضايا الأمة الإسلامية من أجل المساهمة برفعتها ورقيّها وسيجد فيها القارئ إن شاء الله مبتغاه
الثلاثاء، 31 يوليو 2012
من أجل الأعمال في رمضان ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق