أعتبرتهم ذوي القربة وقربتهم من نفسي وجعلت لهم مكانة لا تقل عن باقي عائلتي ، انطلاقا من أن آصرة العقيدة أوثق من آصرة القرابة ، كنا نعتقد أننا جسد واحد ما يؤرقهم يؤرقنا وما يكدر صفوهم وما يحزنهم يحزننا وما ينال منهم حتما ينال منا ويكدر صفونا ، تخطينا الحدود التي رسمها الإستعمار الذي فرق الشمل ، فغدونا نسيجا واحدا بنينا جسورا من أخوة عالية ولو في عالم افتراضي على أمل أن تتحقق يوما ما على أرض الواقع فتصبح حقيقة واقعية ملموسة ، نبغي بذلك الوحدة ونسعى لرأب الصدع وتوحيد الجهود ، كنا جسدا واحدا أو هكذا كنا نحس إذا نال منهم البغي لفنا الحزن سعينا للتخفيف عنهم بكل ما نملك ، وإذا بلغهم الفرح واكتسى محياهم اكتست قلوبنا فرحة غامرة ، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ، نقوي بذلك روابط الأخوة ونعزز تماسك الجسد الواحد فتزيد اللحمة متانة وقوة ، الوحدة تخلق النصر أملا في وحدة كبرى تعيد لأمتنا عزها وجاهها ..
لكن حل الجفى مكان الصفى ، وما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ، خاب الظن في بعضهم وتبددت الأحلام وذاب المنى واستيقظنا على كلام لاذع مؤثر يحسسك أنك غريب وأن لا مكان لك بينهم ، فألمتنا كلماته ، وتركت في نفوسنا أخاذيد حفرت جروحا عميقة في نفوسنا ..
أفسحنا لقضايا أمتنا مجالا واسعا في حياتنا ، اضحت شغلنا الشاغل مذ بلغ وعينا الهم النازف ووقفنا على الوجع ، انصبت جهودنا لها ، أولينا لها كل اهتمام ورعاية ، صارت من بين اهتمامنا ولها وطننا أنفسنا ولها ادخرنا كل جهد وكل وقت ولم نبخل عليها ، ليس منة بل هو واجب يمليه علينا اسلامنا ، مادمنا جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ..
حين ينال منك الباطل ويريد أن يشوش عليك مسارك ويسعى للنيل منك وتشويه صورتك ويناصبك العداء تقاوم وتعلم هدفه وتتصدى له وتفوت عليه مبتغاه ، لكن يبقى باطلا ولن يؤثر في مسارك ، لكن ما يحز في القلب حين ينالك القريب بالإساءة ، من كنت تكن له كل احترام وتقدير ، هنا يبلغ الحزن منتهاه ويتكدر صفو نفسك وينال منك الألم ويغرس إسفين في حنايا نفسك ويجرح روحك ، قد يؤوب لرشده ويطلب منك الصفح والسماح ، قد تسامحه لكن قطعا لن تنسى الإساءة وقد أدمعت عيناك وادمت قلبك وأو جعت فؤادك
لماذا لا تقرء ما بين السطور قبل أن تحكم على أخا لك ؟! وتفصم بذلك عرى الاخوة ، حتى وإن عادت المياه لمجاريها هل ستبقى صافية كما الأول ؟! قطعا ستشوبها شوائب وعنصر الثقة سينحسر ومن تم ستحتاط حتى لا تلذغ من الجحر مرتين ..
ومع هذا سنبقى إن شاء الله صامدين على الطريق ، طريق اختاره الله لنا ، ولا يثنينا عنه أي خطب ولن تقف أمامنا أية صخرة ، سندلل صعابه إن شاء الله بسلاح الإصرار وقوة العزيمة ، نذود عن حياض الحق وسنبقى إن شاء الله أوفياء لقضايا أمتنا باقون على العهد كما عهدنا الجميع ونعي أن الدنيا ليست مفروشة بالورد وأن دونها شوك ستصادفه في طريقك سيدمي قدميك وما عليك إلا أن تواصل درب الفلاح ، متسلحا بالإيمان ، حتى تحقق الهدف المنشود الذي خلقك الله له اعمار الدنيا بالخير وزرعها بالعدل وغرس جشرة يبقى ظلها إلى ماشاء الله ويبلغك فيئها وخيرها أينما حللت أو ارتحلت ، إن شاء الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق