المطالبة بمقاضاة المحتل على خلفية استشهاد الاسير عرفات جردات ..
عندما حازت فلسطين على عضو غير مراقب في الأمم المتحدة استبشر الفلسطيني خيرا وعدّه البعض نصرا مؤزا وفتحا مبينا !! وأنه خطوة جادة في رفع المعاناة ووقف الإستيطان ومحاكمة المحتل على جرائمه واستثمار الخطوة في انصاف المظلوم وتحقيق الحق وتفائل البعض به وأن تغييرات ستتلوه وتعود بالخير على القضية ، غير أن الأحلام تبددت وبدأت تضيق ويخبو التفائل أمام تعنت المحتل واستمراره في سياسته التي دأب عليها ..
وبدأ الفلسطيني يتساءل ما الذي تغير !! وكل الملفات بقيت عالقة بل زادت سوءا وخاصة ملف الأسرى خلف السجون وهناك من يقبع في الأسر دون أن توجه له أية تهمة ، وطوت معاناتهم الأيام في صمت مطبق ، غير أن استشهاد الاسير عرفات جردات أعادت ملفهم للواجهة ليقف الجميع على حجم المعاناة ، هي جريمة نكران تنضاف لسجل المحتل الأسود ، جريمة في حق الأنسانية ، من خلف الأسلاك حكايات تُروى تختلف من شخص لآخر عنوانها واحد : معاناة
حكاية من آلاف الحكايات التي ترويها أجساد منهكة كُتبت لها الحياة لتكون شاهدة على ما يعانيه الأسير من تعذيب نفسي وجسدي، ولتقص علينا ولو النزر القليل منها ويمضي الأسير لمثواه الأخير يحمل معه اسرار معاناته ما يعجز عن وصفه القلم و اللسان ، أقبية التحقيق أضحت مقابر للأحياء ، تكسير لمعنوات الأسير بشتى أنواع التعذيب لينالوا من جسده ونفسه وروحه وتنكسر عزيمته وصلابته ، استخفاف بكرامة وآدمية ألإنسان ، وأقسى أنواع الإعتقال الذي ابتكره المحتل !! العزل الإنفرادي ، الذي يترك أثرا قويا على نفسية الأسير ، وبدل احصاء شهداء الأسرى العمل على وقف التعذيب وتحسين ظروف المعتقل والعمل على تحريرهم ، أمام هذا الوضع المرجح للتفاقم فهناك أسرى يعانون وشبح الموت يطاردهم في كل وقت وحين وحياتهم مهددة ، يخوضون اضراب الكرامة ، ألا يدعونا هذا لمقاضاة المحتل على جرائمه فهو قد صادق على ميثاق جنيف الذي يحضر التعذيب ويجرمه ؟
هذه مسؤولية الكل وخاصة المؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان والدول التي صادقت على اتفاقية جنيف ..
بدل انتظار تحقيق المحتل الغير النزيه المطالبة بتحقيق شفاف ونزيه لبلوغ الفاعل ومحاسبته ، قضاء المحتل غير جدي ومنحاز ومحابي للظالم ، ولا يحمي حق الأسير ، وتفعيل الإنجاز الذي حضيت به فلسطين في الأمم المتحدة وإلا ما جدواه إن لم يرفع ظلما ولم ينصف مظلوما ، البعض قال : لن يذهب لمحكمة الجنايات إلا في حالة اعتدت فيها ( اسرائيل ) ألا يُعد استشهاد الأسير عرفات اعتداءا صارخا ، أم هو استهانة بالدماء والأرواح ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق