هلّ الربيع من جديد بجوه الصافي ونسماته العليلة وشمسه الدافئة ، يبهج الروح بمناظره الخلابة ويسحر العين بجماله الساحر وبساطه الملون ، فيه تزهو الأرض وتزداد جمالا بألوانها الزاهية ، ألوان تأخذ ألأباب فيها الأحمر والأصفر والبنفسجي والأبيض والاخضر ، أشكال مختلفة تبهر العين ، تشدك منظر الفراشة وقد خرجت لتوها من شرنقتها وطارت بأجنحتها ذات الألوان النضرة وحطت على الأزهار ، تفرد جناحيها في زهو وتبختر ، فتبدو عظمة الخالق في سحر الالوان ، تطير من زهرة لزهرة مسرورة وقد زادت الجو بهاءا وجمالا ..
اكتست الأرض لونا زاهيا يبعث في النفس الإنشراح وتنبسط له الأسارير ، يبهج الروح ويسر العين ، يطرب الأطفال خاصة بمقدمه ويغدون أكثر حركية يتنسمون عبير الأزهار ويستعذبون زقزقة الطيور وهي تفرح بمقدم الربيع تعلو ضحِكاتهم وهم يتنقلون من مكانلمكان بين الحدائق والمروج يقطفون الأزهار ليتزينوا بها ، يأخذك منظر الطيور وهي تحثّ الخطى لتبني أعشاشها بعد أن عادت لموطنها تحضنه بعد غياب ، تحن للإعشاش وقد مدها الله بكل أسباب الرزق لتستأنف حياتها من جديد ، تبني أعشاشها وهي تغني لحنا عذبا ، كلها حماسة وطاقة تتحرك هنا وهناك بروح مرحة تسمع لحن أصواتها الجميلة العذبة من بعيد ، وكأنها تتبادل التحايا معلنة مقدم الربيع .
.
اكتست الأرض حلة بهية مزركشة الالوان ، من بعيد يسحرك منظر البساتين والمروج وقد أنبتت من كل لون بهيج ، ارتدت الأرض أبهى حله تزهو بأريج الزهور ، لازالت قمم الجبال تكسوها بعض بقايا الثلوج ، اما في السفح فقد تدفقت الانهار والوديان بمائها الصافي الرقراق ، تنساب عذبة طيبة ، هو فصل الربيع فصل يدخل على القلب البهجة والسرور وتصفو فيه النفوس ، ليس كباقي الفصول بل له طعم خاص يضفي على الارض بهجة وصفاء وجمال آخاذ ، شكّل الربيع للشعراء وقودا وزادا لقصائدهم يتغنون بجمال طبيعته ، ينسجون الأشعار الجميلة فتنساب الكلمات عذبة صافية جميلة كجمال فصل الربيع ، يخرج الناس جماعات لاستقبال الوافد الجديد يستظلون بظل ألأشجار الخضراء المورقة فيسرحون في جمال الربيع وقد غدت الأرض حديقة غناء ، تتبختر في توبها الجذاب ..
الكون كله يسبح للخالق المبدع ، الذي خلق الأرض وشكل تلك الجوهرة الزرقاء لتبرز لنا سره عز وجل في خلقه وقد حوت كل المباهج ، تسعد الروح وهي تتملى في سحرها الطيب ، هنا تشتاق للجنة التي أعدها الله لعباده الصالحين ، جنة فيها أنهر من عسل مصفى وأنهار من حليب صافي كصفاء قلوب الصالحين من أية شائبة ، فيها أشجار يمتد ظلها لمدى واسع بل أوسع مما نتخيله ، مهما اجتهدنا في وصفها ، لن نبلغ ما أعدّه الله لعباده المؤمنين فيها ما لم تراه عين أو تسمعه أُذن أو خطر على قلب بشر تشتاق الأرواح لها وتعلم أن الطريق لها محفوف بالصبر والثبات والعمل الطيب الجاد ، والصمود على درب الحق ، اللهم اجعلنا وإياكم ممن يحظون بالفردوس الأعلى ، اللهم آمين..
زادك الله فصاحة وتعبيرا ..بالتوفيق غن شاء الله
ردحذفموضوع رائع وجميل
ردحذفتسلم على جمال الموضوع
شكر الله لكم مروركم الطيب إخوتي الأكارم : غير معرف وسليم المدهون
ردحذفبارك الله فيكم على كلماتكم الطيبة وجزاكم الله خيرا ، ووفقنا وإياكم لرضى الرحمان وسدد خطانا ورزقنا الإخلاص في الأقوال والأفعال ، اللهم آمين
الموضوع مش حلو عفكرة
ردحذف