قبل مجيئ الإسلام الذي أضاء بنوره كل الأرجاء ، كانت الأرض تعج بالجاهلية والضلال والظلم والحيف واستعباد الغير والحمية للقبيلة واستغلال مجهود المستضعفين وو.. ثقافة غير سليمة سادت لعقود ورغم ذلك كانت مكة لا تخلو من شيم أبقى عليها الإسلام كإكرام الضيف و الوفاء بالعهد ونصرة المظلوم وكان ذلك في حلف الفضول الذي شهده النبي عليه الصلاة والسلام وزكاه وتمنى لو دُعدي له في الإسلام لأجاب وغيرها ، وحين حلّ الإسلام بكرمه وشمائله وفضائله أعاد للإنسان إنسانيته ، فوجهه للخير وجلى صدأ نفسه وروحه فتشرب معاني الإسلام الراقية السامية ، فخلق بذلك مجتمع متماسك ، جسد واحد ، أخوة ، رحمة ، فضيلة ، خير ، فبسط العدل رداءه وعمّ الكل ، أضحى الكل في سفينة واحدة ، يأخذون على يد من يريد أن يغرقها ليسلموا جميعا ، ضياع الإنسان أصعب من أي ضياع كان ، فهو من يبني حضارة فإن ضاع حتى وإن حرر الأرض مالم يحرر نفسه من علتها و من شوائبها فلن يحفظ تلك الحضارة بل سيضيعها ..
المجتمع المسلم في المدينة المنورة قام على جهود كل المسلمين من جميع الأقطار ، صهيب الرومي ، وسلمان الفارسي ، وبلال الحبشي وعماربن ياسر اليمني وهكذا ، تجمعهم لحمة واحدة بعد أن آخى الإسلام بينهم ونفض عن نفوسهم أية ثقافة سادت في المجتمع الجاهلي ، لا يقاتل حمية ولا يقاتل كذا وكذا بل يقاتل لإعلاء كلمة الحق ، اختفت كل نقائص الجاهلية وحلّ الإسلام بصفاءه ونقاءه وحتى في الحرب تسود ألأخلاق والضوابط التي تنظمها ، وبذلك بلغ عز الأمة مشارق الأرض ومغاربها ، جعل الكل سواسية كأسنان المشط الأفضلية للتقوى لاغير ، ليتنافس عليها الكل ، أما حين تسيست الحياة وقع ما تخوف منه النبي عليه الصلاة والسلام تفرق شمل الأمة وحلت العداوة وتعمقت الجروح والإختلاف أصبح هو اللغة السائدة ..
الثورة ما لم تبلغ وجدان وفكر المواطن العربي وتغير من واقعه وتتجسد بقيمها السامية فسيظل واقعه مزري ، الإستبداد ولعقود رسخ ثقافة بائدة شتت الوطن وزرعت فيه بذور الأنانية وعدم المبالات والإقصاء وإلغاء الآخر وتغليب حظ النفس والإستئثار بالسلطة وغيرها ، وحين نتشرب قيم الإسلام التي هي نفسها قيم الثورة لتجسدت على واقعنا ولغيرت من حالنا ، ولحل الوئام وصفت القلوب وعمل الكل لخير الوطن ، فالناظر اليوم لواقعنا يشك أن الإستبداد وحده هو من شكل واقعنا المزري ، لا ننسى أن نفوسنا أيضا ابتعدت عن النهج القويم ، كما أثرت في نفوسنا عقود الإستبداد وعمقت خلافاتنا ، وأضحى بأسنا بينا شديد وغاب الحوار ، لانجتهد في البحث عن نقاط تقارب لنُبقي على الوطن متماسكا ولا تتفكك عراه ويبقى قوي متماسك اللبنات ..
جائت القصص في القرآن للعبرة ، ولنتعلم منها الدروس ونتفادى أخطاء وقع فيها من قبلنا، بنو إسرائيل ألفت نفوسهم الذلة والمسكنة وقابلوا نعم الله بالجحود والكفر ورفضوا الحرية والكرامة التي سعى موسى عليه السلام لترسيخها في نفوسهم وتخليصهم من العبودية نفوس أضحت كالحجارة أو أشد قسوة ، أفشلوا مسعاه وظلوا على تيههم ، وحين جفت قلوبهم عن سماع الحق ، نالتهم النقم وتاهوا ولازالوا تائهين....
قبل أن نحرر الأرض نحرر الإنسان ننشر ثقافة الإيخاء الإيثار قيم الإسلام التي غابت عنا ، نزرع معاني الرحمة نفسح قلوبنا للكل ، نتعلم معنى الصفح ، معنى الإصغاء للآخر معنى الحوار ، حتى حين نحرر الأرض نعمرها بالخير والعدل والإيخاء ..
مجتمعاتنا ماتزال تنزف جهلا
ردحذفوهي بحاجة الى وقت ربما طويل من اجل التغيير الحقيقي
اوروبا وغيرها لم تصل بسهولة الى ما وصلت اليه لكن الطريق الاقصر الى الخروج من جهلنا هو التقرب الى الله والى ثقافة الدين - فالجريمة متفشية والعنف ضد المراة ايضا متفشي وغيره وغيره وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم صدق الله العظيم - تحياتي ام كوثر
الكل يتحمل مسؤولية تصحيح المفاهيم ونشر العلم ، مادام الهدف واحد والكل ينشده: التغيير للأحسن ،وأن تعود لأمتنا إشراقتها وتبلغ ركب التنمية وتبلغ مصافا متقدمة ، لنكون كما قال الله عز وجل : كنتم خير أمة أخرجت للناس
ردحذفونعيد للإسلام رونقه وبهاءه وحتى يعم الكل بوجهه المشرق وحتى يبسط رداءه لتسعد به كل البشرية إن شاء الله
ما نراه من اضطرابات في دول الربيع العربي ، ما هو إلا حركة بعد جمود طويل وسبات عميق إن شاء الله حين ترسو سفينة الإصلاح ستتغير النظرة ويزول الجهل ، وهذا الحال إن كان صحيّ ، ووُجه لوجهته الصحيحة ، حتما ستبرز في أجواء التنافسية والإبداع ، والأرض لم تستقر إلا بعد هزات عديدة ، ظهرت على إثرها جبال ووديان بل وجزر وإلى الآن لم تستقر ، الكون كله في حركة دائبة لا يفتر ، هي البداية في تصحيح المسار والقادم خير إن شاء الله إن كان الكل معول خير للوطن ..
الغرب لم ينعم بهامش من الديمقراطية إلا بعد هزات وثورات توالت عليه فكيف إذا كنت تريد تغيير جذري يعيد أمة الإسلام لمصاف عالية، وتريد أن يعود الحياة للجسد المنهك والمثخن بالجراح ، فلابد من مكابدة وصبر وتحدي حتى تبلغ مبتغاك إن شاء الله ..
اكبر ظالم لحقوق الناس هي حكومة اليمن نهب وسرقة اليمن
ردحذف