قصة النبي موسى عليه السلام مع العبد الصالح : العبر والدروس
دأت القصة حين كان موسى عليه السلام يخطب في قومه فانبرى أحدهم سائلا النبي عليه الصلاة والسلام ، قائلا : هل على وجه الأرض من هو أعلم منك ؟
فلم يردّ العلم لله بل ردّه لنفسه وهنا جاءت المعاتبة من الله له أن هناك من هو أعلم منك ، وهو درس لنا نحن ، مهما بلغ علمنا فلا يساوي شيئا أمام علم الله ، وفوق كل ذي علم عليم فجاءت المعاتبة الخفيفة واللطيفة حتى نستفيد نحن منها الدروس والعبر ، في رحلة طيبة تحمل تحت طياتها علما قيما ، فأخبره الله عز وجلّ أن تمة من هو أعلم منه ، فدله على مكانه ، وأرشده إليه ، واطلعه على أوصافه وبلغه الآية التي بها يتعرف عليه ..
ورغم أن موسى عليه السلام يعلم بمدى المشقة التي سيلاقيها في طريقه ورغم ذلك ركب كل المخاطر ومناه أن أن يلتقي بالعبد الصالح وينهل من علمه الغزير .
ويقف على معينه الوافر ، وبعد جهد جهيد أخيرا إلتقى به عند الصخرة ، فطلب موسى عليه السلام من العبد الصالح مرافته حتى يتعلم من علمه الراشد وينهل من معينه الفياض ، لكن كان العلم الذي أعطاه الله للعبد الصالح فوق طاقته فخشي عليه واشفق عليه منه وأخبره أنه لن يستطيع أن يتحمل ما سيصادفهما من أحداث ولن يصبر حتى يدرك كنه الاشياء ويدرك الحكمة من أي أمر ، لأننا نحن البشر لا نعلم الغيب ونجهل ما وراء أي أمر وما هي غاية منه الله فتكون ردودنا في غير محلها ، لكن موسى عليه السلام أصر على مرافقته وردّ عليه بثقة عالية أنه سيتحلى بالصبر والسمع والطاعة ..
طبعا تابعه ورأى من الامور ما عجز عنه عقله أن يستوعبه وعجز أن يدرك الحكمة التي قضاها الله وقبل إنطلاقتهما رأيا عصفورا يشرب من البحر قطرات قلائل فقال العبد الصالح لموسى عليه الصلاة والسلام : أرأيت ذلك العصفور فما علمي وعلمك من علم الله إلاّ كما نقر ذلك الطير من ماء البحر يعني مهما بلغ علمنا فسنظل قاصرين عن علم الله الذي أحاط بكل شيئ علما، وقبل أن يتفارقا ، أحاط العبد الصالح بكل ما فات النبي موسى عليه السلام من علم ولم يدرك كنهه واطلعه على علم غاب عنه ..
الأمر الأول الذي صادفهم هي السفينة فقد حملاهما صاحب السفينة دون أجر في حين أقدم العبد الصالح على خرق السفينة خرقا طبعا لن يؤثر عليها وستواصل مسيرها ، هنا موسى عليه السلام ثار ولم يقبل الأمر واستهجنه ، كيف يرد الجميل بخرق السفينة والحاق الضرر بها !!
وكلنا نعلم تفسير العبد الصالح لهذا الأمر الذي قام به وهو أن هناك ملك ظالم يأخذ كل سفينة غصبا وأما العيب الذي أحدثه فيها لن يضرها ولن يجعها تغرق فقط سيجنّبها ويقيها جبروت الملك الظالم ، وممكن اصلاح الخلل بعدها
وهنا نستفيد نحن أن لا نحزن إن واجهتنا مكاره أو تعطّلت لنا مشاغل فقد يكون الخير في أن يؤجلها الله لنا وفي ذلك حكمة هو يعلمها ونجهلها نحن ..
أما الغلام الذي أقدم العبد الصالح على قتله والذي أثار غضب موسى عليه السلام ولم يصبر عليه مستنكرا فعله وتساءل كيف يقتل طفلا بريئا بدون ذنب وبدون وجه حق ؟؟!! هنا جاء الرد المبين
أخبره العبد الصالح أن هذا الصبي لو كتب له وعاش سيرهق أبويه المؤمنين بكفره وبطغيانه وسيقودهما حبهما له أن يتبعاه فجاء أمر الله وأقتضت حكمته أن يقتل الصبي الذي يحمل طبيعة الكفر وأن يبدلهما ربهما بطفل مؤمن صالح يعينهما على طاعة الله ..
ونحن نستفيد من هذا العمل أن لا نجزع على أمر فاتنا أو فقد عزيز لنا ، ونرضى بقضاء الله وقدره و نعلم أن الخير فيما اختاره الله لنا ، لا فيما أحببنا ..
أما الجدار الذي بناه العبد الصالح فقد تعب العبد الصالح في بناءه ولم يطلب الأجر ولا الجزاء رغم أن الجوع نال منهما ورغم فضاضة أهل القرية التي رفضت أن تستضيفهما وجعل هذا موسى عليه السلام يطلب من العبد الصالح أن يطلب الأجر لقاء بناء الجدار
إلا أن العبد الصالح أخبره أن تحت الجدار يكمن كنز لغلامين يتيمين في القرية ضعيفين لصغر سنهما ولو إنهار الجدار لبرز الكنز ولا يستطيع الطفلان أن يدافعا عن أنفسهما وكان أبوهما صالحا
وهنا نستفيد درسا مهما أن الله يحفظ حق الأيتام وأن الله يجازي الذرية الصالحة لصلاح أبويها وأن الله لا يضيع أجر الأب الصالح بل يمتد أجره ليعمّ ذريته وأن صلاح الأبوين يكون رحمة للأبناء فالله يحافظ ويحمي حق الضعفاء ويدافع عنهم ..
MERCI BOOOOOOOOOKE
ردحذفشكرا جزيرا لكم على هدا الموقع
حذفشكرا جزيرا لكم على هدا الموقع
حذفشكرا
ردحذفسراها اعجبني جدا جدا شكرا لكم
ردحذف