الشعب الذي ينشد الحياة الكريمة يتحدى الصعاب ويكسر القيود ، إذا أراد الشعب الحياة فلا بد للقيد أن ينكسر ولابد للفجر أن يبزغ ولشمس الحرية أن تسطع إن شاء الله ، سطر الأسرى بصمودهم صفحات مجد وعز ، فالأسر الحقيقي هو من يكسر الإرادة ويقيد الروح فلا تنطلق ولا تسمو للعلياء ، أما قيد الجسد لن ينال من الروح في شيئ بإذن الله ، قوة الإرادة والتصميم والإصرار في عزة وإباء تعزز صمود الروح ، الأسير يملك روحا عالية متفائلة ، كلها يقين بفرج الله
الصمود على المبادئ والقيم هو أيضا مقاومة ، نستمد من صبرهم وثباتهم وقوة عزائمهم ورسوخهم الدروس والعبر ، سيسجلها التاريخ في صفحاته بمداد العزة والكرامة ، صمودهم قبس من نور يضيئ الدرب ، هو طريق التضحية والتحدي والصمود ، إرادتهم القوية لن تلين إن شاء الله ، صمودهم غدى أسطورة شدتِ الأنظار ، تفانوا في حب الله فأورثهم حبه حبّ ثرى فلسطين ولم يبغُوا عنه بديلا ، رغم الاسر تظل همهم عالية ماضون على درب النضال ، درب الأولين من سبقهم في هذا الدرب سائرون على خطاهم يستمدون من صمودهم القوة ليكموا هم المشوار عازمون على التحدي ، ما زاحوا عنه وما حادوا
درب العطاء المتدفق ، حتما لن يموت الأمل في نفوسهم وسيظل حياً في القلوب ، هي الحرية ثمنها غالي لا يستشعر طعمها إلا من حُرمها ولا يستعذبها إلا من تاقت روحه إليها ، كم من محنة تحمل تحت طياتها منح كثيرة ، وطريق الحق هو طريق الصبر والصمود ، ما إن تعانق روحهم الحرية حتى تذوب كل الآلام وتتلاشى كل العذابات ، الأسر ينال من الجسد أما الروح تظل صافية متجهة لبارءها ، الروح لا تقف أمامها سلاسل القيد أو قضبان الأسر فهي تسبح في ملكوت الله تتنسم عبق فلسطين الفواح
لن يكسر الأسر عزائمهم وسيظل الحق يصدح حتى يبلغ عنان السماء ،مقاومتهم الباسلة تروض النفس فتغدو صافية رقراقة ، وتزرع فيها الأنفة وعدم الركون أو الإستكانة واليقين أن النصر قادم إن شاء الله ، صبرهم كالصخر يعجز الأسر أن ينال منه ، الأسر أعلى درجات المقاومة ..هم في حاجة منا لوقفة جادة توازي تضحياتهم الجسيمة وتزيل عنهم قهر الأسر وتخفف عنهم معاناتهم ، فهم من عانوا الحيف والتعسف
يقارعون الباطل بتحدي يضحون من أجل مواقفهم الصلبة في تحرير الوطن ، هدف أعلى وأسمى فالمطلوب أن نكون لهم العون وأن نعرّف بقضيتهم حتى لا ينالهم النسيان ، الحرية نعمة نرفل فيها ولا نستشعر قيمتها ولوعلمنا مقامها لأحسسنا بمن حُرم هاته النعمة وطالهم الحيف ، نصرتهم حافزا لهم للمضي على درب النضال ، وقفتنا معهم هي من تضمد جراحهم وتكون لهم البلسم الشافي وتزرع في نفوسهم الأمل أن الغد الآتي حرية إن شاء الله ، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه
على هذا المبدأ قام المجتمع الرباني المسلم على النصرة والذود عن أخيك والعمل على إزاحة الظلم عنه
عندما تعيش لمبدأ أو قضية وتدافع عنها وتنافح بكل ما أوتيت من جهد وتحس بدفئ الأخوة وأنهم يدعمون صمودك تزداد جلدا وصبرا ، كلنا مطالبون بتحمل مسؤولية دعمهم والدفاع عن حقهم في الحرية ، حتى تستفيق أمتنا من سباتها وتنتبه لهم وتتحمل مسؤوليتها اتجاههم وحتى نكون لهم نعم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق