هل فلسطين على موعد مع انتفاضة ثالثة ؟؟
منذ ان حَلت السلطة وبرزت للوجود وهي تنادي بدولة مستقلة ، ورفعت شعارات براقة التف الكثير حولها لكن مع مرور الزمن اتضحت الحقيقة جليا حقيقة يفرضها الإحتلال على أرض الواقع ، عقدين من الزمن والقضية لم تبرح مكانها بل زادت تأزما وزاد أداءها من سيئ لأسوئ ، ومن تفريط لآخر ، بل باتت بممارساتها تعمل على إطالة أمد الإحتلال ، ممارسات بعيدة عن ترسيخ حل الدولتين ، وبدل التريت وتقييم المرحلة إستمرت السلطة في مسلسل تفاوضي مع وعود للإحتلال تنهال عليها ، ولا وجود لها على أرض الواقع ..
بل بدل أن تحصد أي نتائج تذكر شرعنة للإحتلال في التفريط في أراضي 48 ، وهذا الأخير ماضي في سياسته على الأرض وفرض الأمر الواقع ونسف أي حل للدولتين ، الإحتلال رسم مسارا محددا للسلطة وارتهنها بالرواتب ولسياساته ، فإما أن تسير وفق هذا المسار وإما هزات تقود بها للإنهار من الداخل ، وبدل السلام مقابل الأرض غدى سلاما !! مقابل رواتب مقابل أمن تخرقه الإحتلال في كل وقت مقابل شق الصف الفلسطيني وزرع بذور الفرقة ، مقابل تنازلات عن الحقوق والتفريط فيها مقابل حملات تشن على الشرفان ، مقابل وقف العمل المقاوم ، مقابل ....!!
للأسف حادَت السلطة كثيرا عن المسار الذي من أجله وُجدت أصلا ، وبلغت موت سريري لا هي ماتت ولا هي عاشت لتحقق ما كانت يصبو إليه الشعب من انفراج في القضية واستقلالية الدولة ، فهي إن بقيت فالإحتلال يحدد لها مسارها وإن هي انحلت جيش من الموظفين سيكون مآله الضياع ، يعني المحتل يريدها أن تستمر لكن كما يخطط لها هو ، لا كما يطمح الشعب ، الإحتلال يسعى لترسيخ يهودية الدولة على الأرض فحل الدولتين ينسفه يوما بعد يوم ، ليخلق واقعا كما يريده هو وكما سعى له حين قبل بالسلْطة ..
وبما أن الدول الممولة لا حل بديلا عن السلام مطروحا على الطاولة فإي اختناق تسعى لتنفيسه دون أن تجد له دواءا ناجعا يستأصل الورم ، فاستمرار السلطة على هذا النحو قطعا لن يبلغها استقلالية الدولة بل سيبلغها حافة الإنهيار فقد تراكمت أخطاءها وللأسف بدل التصحيح تقفز لخطوات خرى فتزيدها تهاويا ، ما بني على باطل فهو باطل ، أراد البعض للأسف أن يقطف الثمار قبل نضوجها بدل المضي في انتفاضة هزت العالم وانتبه لقضية فلسطين وعادت الحياة تدب في جسدها ، جاء أوسلو ليقطع الطريق على الإنتفاضة ، متى كانت المفاوضات هي من تعيد الحق ؟! ومع من تتفاوض مع محتل أرضك ؟!
فأنت بذلك تعترف به وتشرعنه ، اعتقدت السلطة أنه آن الآوان لاستقلالية الدولة فسارعت لأوسلو واليوم ها هي تتجرع علقمه وفي وضع صعب ، والحقيقة هي أن الشعب هو من يتجرع الحنظل من مآسي أوسلو وتوابعه ، وهذا الأخير ليس نصا مقدسا ممكن تعديله لما يخدم القضية أو رفضه فالأحتلال ما إن تأتي حكومة حتى تتلكأ بما قطعته الحكومة السابقة على نفسها وتنسفه ، فما نراه هو ما سعى له الإحتلال لتبقى حل الدولتين حبر على ورق ، فالسلطة أمام خيارين إما أن ترضى بوضع مزري يقدم خدمات للإحتلال من خلال التنسيق مقابل رواتب يمنّ عليها الإحتلال أو جهات أخرى ..
فتموت حل الدولتين وحتى إن رضيت هي به حتما لن يرضى به الشعب الفلسطيني الذي يرى كيف أن كل محيطه يغلي وهو من يحمل قضية عادلة وله تاريخ طويل من النضال ، سقف مطالبه يتدنى يوما بعد يوم !!
فقد تكون انتفاضة ثالثة على الابواب ، لأن أي خطوة تخطوها السلطة إلا ويرد عليها الإحتلال بمزيد من قضم الأرض وقتل أي حل للدولتين على أرض الواقع ، هذا الضغط على السلطة ليس لأن الإحتلال يسعى لإنهيارها فهو يعي البديل المنتظر ، لكن يسعى لأضعافها ، لتقويضها حتى يزيد مسلسل التنازلات الفظيع وأي حل آخر مغيب ، الإحتلال لا يعير عجعجة المجتمع الدولي الذي يسعى حسب زعمه ، لوقف الإيستيطان ، الكل يقف موقف المتفرج مما يقع ..
وكما نرى فخطوة الذهاب للأمم المتحدة كان الرد عليها آلاف الوحدات الإيستيطانية لتدرك السلطة أن موقعها في العودة للصف وليس في الإستمرار في مخطط مرسوم لها سلفا من الإحتلال وممن زرعه في قلب الأمة ، واستثمار أية خطوة وتفعيلها لنفع يعود على القضية ، بدل إعطاء تطمينات للمحتل وللمجتمع الدولي حتى ينقذها من حافة الإنهيار ، فقد بات جليا مسار السلطة ومهامها هو شرعنة الإحتلال ويبقى مصيرها بيده متى يريد أن ينسفها يعلم كيف يتسنى له ذلك ، في المقابل هي تُلوح بأوراق ضغط تزيد من تهميشها ولا تستثمرها في وجهتها الصحيحة ، فدماء الشعب ليست للمساومة..
وهذا الوضع المتأزم والخانق حتما سيقود لأنفجار يهز الضفة ، هل هذا ما يسعى له الإحتلال ؟!
واهم من يعول على مشروع حل الدولتين لأن المشهد بات واضحا على أرض الواقع
اليوم الوضع الفلسطين بات في حاجة ماسة لدعم عربي وسند قوي للقضية ، لإن فلسطين لن تقف وحدها أمام تعنت الإحتلال ، وأي دعم يسفر عن مواقف حازمة بل عن سقف مطلبي عالي ..
فالمتغيرات في محيط فلسطين والربيع العربي ومطالب الشعوب لن ترضى بسقف متدني مع تنامي الرفض للإحتلال وممارساته في تزايد مطرد ، واجبها امام شعوبها وأمام التاريخ يحتم عليها أن تتخذ مواقف حازمة للحليولة دون مضي الإحتلال في التهام الأرض ، ومطلوب منها أن تعيد النظر في مبادرات لم تعيد الحق ولم يعرها الإحتلال أي اعتبار ، معلوم أن الخيار البديل الذي سيعيد الحقوق غير وارد الآن فلا أقل من أن تُحفظ الحقوق لحين تتوفر الجهود وتكون الامة قادرة على تحقيق الخيار الناجع ، إن شاء الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق