السبت، 15 فبراير 2014

الفرق بين العلماء ووعاظ السلاطين ..



العلماء ورثة الانبياء وهم صمام أمان للأمة ، ويتجلى ذلك في قول الحق والذود عنه مهما كانت التضحيات فقد تحملوا ثقل الامانة في حين وعاظ السلاطين يصفقون لكل شاردة وواردة ويزينون أفعال المستبدين الشنيعة وبذلك يخدعون السذج ويتحملون أوزارا مع أوزارهم ، العالِم الحقيقي له بصمة قوية وله أثربليغ على واقعه ، ويتخذ مواقف حازمة في شتى قضايا الامة ، لا يهادن السلطان ولا يطلق الفتاوى على عواهنها ولا تكن فتاويه وفق الطلب ، جاهزة لا تنتظر إلا الضوء الاخضر، بل تجد له وقع في الساحات الملتهبة يحمل همّ الكلمة فهي مسؤولية يعلم أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، حين يأتي على تحريم أو منع أمر منافي لأعرافنا وثقافتنا وقيمنا لا يقتصر على التحريم فقط بل يوضح للعامة سبب التحريم أوالمنع ..

في الآونة الاخيرة عجت مواقع التواصل الاجتماعي بفتاوي عديدة تحرم ما يسمى الفالنتاين وكان الاولى أن لا يقتصرالامر على التحريم فقط ، بل يبرز أضرار التقليد الاعمى للغرب وفي المقابل يتناول الحب الاسمى والاقدس والذي يتجلى في حب الله عز وجل وحب النبي عليه الصلاة والسلام ، باتباع النهج القويم والامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه ، والتنافس في حب الطاعة ، أن نغرس في نفوس شبابنا وبناتنا قيمنا السامية ونعززها فيهم وما يحمله الاسلام تحت طياته من معاني راقية ، أن نعلمهم معنى الحب الحقيقي وكيف يتجلى في أبهى صورة في حب نبي الرحمة لامته وحب الله عز وجل الذي يتجلى في رحمة واسعة لعباده وفي إرسال الرسل لهداية الخلق ديننا دين الفطرة السليمة ، ونبين لهم مضار التشبه بالغرب وأن هذا الاخير اختلق الاعياد حتى يذكّرون شعوبهم بقيم افتقدوها طيلة العالم ، من أواصر المحبة بين الاسرة والاخوة وروابط العائلية ، التي تفككت تحت ذرائع شتى ، وطبعا ليستِ الدعوة أن نلفظ كل ما يأتينا من الغرب كلا ، نلفظ الذي لا يوافق قيمنا ومبادئنا ويتقاطع معها أو يمزق شملنا ونقبل ما سيعود علينا بالنفع والفائدة والتقدم ..

وعاظ السلاطين تجد لهم جعجعة في مواضيع هامشية أو أقل قدر أوأقل قيمة أولا ترقى لما تمر به الامة من محن وشدائد ، لا نرى لهم حس أو خبر فيها ، غابوا عنها ، أين صوتهم فيما تمارسه الانظمة الاستبدادية من تعذيب وانتهاك لحقوق الانسان ووئد لحلم الامة في العيش بكرامة والتحرر من التبعية والتطلع لاستقلال القرار والعدل ، وماذا عن دماء غزيرة سالت في سوريا ومصر والعراق ومسلمي إفريقيا الوسطى وبورما المضطهدين في دينهم ، وماذا عن نصرة المظلوم ورفع الحيف عنه وعن حصار جائر على أهلنا في غزة ، وماذاعن ما تعانيه ألامة من ضيم وقهر وضعف وتقهقر ، وماذا عن دول تدعم الانقلاب إما صمتا أو بغض الطرف عن جرائمه أو دعمه بالمال ، لماذا يهتمون بأمور لن نقول عليها تافهة بل جانبية ، وحتى هذه الامور لا يتناولونها بالشكل المطلوب ، وإلا لكانت لكلماتهم وقع وأثمرت في النفوس..

في حين لا تجد لهم وقع في قضايا مصيرية ، تعصف بالامة ، وتضعفها وتجعل منها لقمة سائغة بين يدي أعداءها ، الشعوب ملت خطاب بعض من يلبسون عمائم العلماء ، وتنظر لهم على أنهم فقط أبواق الاستبداد أو ووعاظ السلاطين وحتما سينعكس هذا على مستقبل أمتنا وشبابنا ويهدد دعائمها والخوف من تلاشي الروح الحقيقية للاسلام وجوهره بسبب مثل هكذا مواقف غير مقبولة ، مهمة العالم الحقيقي أو الداعية تتجلى في حفظ الحق حتى يشتد عود الامة وتنفض عن كاهليها سنيّ الذل والهوان وتسعى لاقامة العدل وتعيد القطار لسكته الصحيحة ، وليس بث اليأس في النفوس والخوار والضعف أو دعوة الشعوب للركون لإملاءات الاستبداد أوالتفريط في الحق أو التصفيق للظالم أوالقبول بالامر الواقع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق