عندما كان للحجاب وزن وقدر وحس في واقع الفتاة وينعكس على سلوكها فيهذبه ويرتقي بها، كانت تتمسك به وتعتز به، فهو عنوان كرامتها وعزتها وانفتها وعفتها وطهارتها، كانت تستميت عليه وترفض نزعه مهما تعرضت لكل اسفاف وتنكيل وانتقاص، ترفض أن تزيله مهما كانت العقبات والمتاريس التي يضعها امامها دعاة التغريب وتتحدى كل المضايقات التي تصادفها.

أما اليوم فقد افرغوه من مضمونه وغدا خرقة توضع فوق الرأس ولا تنعكس على السلوك ولا تُهذب الاخلاق وقد جاءها سهلا هينا دون تضحيات ولا معاناة، لذلك تستهين به ولا تعيره اهتماما وممكن أن تزيله بسهولة عند أول اختبار، لانها لم تبلغ قيمته وشرفه وقدره ومكانته ولم تتعرض لما تعرضت له اختها سالفا، غالبا النصر الهين والسهل ما اسهل التفريط فيه والعصف به والتخلي عنه، أما النصر الذي بُذلت لأجله التضحيات الجسام تتمسك به وتأبى أن تفرط فيه.

اوهموا المرأة أن الحرية تكمن في نزع لباس العفة والطهارة، وأن الحجاب والامتثال لاوامر الله اغلال وقيود!! فرضيت أن تكون مستعبدة لكل الحثالات بدل أن تمتثل للطاعة، وإلا ماذا تعني الحرية الفردية بنهجها المنحرف ومفهومها السلبي المستورد من الغرب الغارق في مهاوي الرذيلة، أوهموها أن الحرية تكمن في التبرج والعري والسفور، يتهمون الاسلام بأنه اساء للمرأة والاساءة الحقيقية هي أن تقبل أن تكون سلعة مبتذلة لكل الحثالات، ويتم استغلالها ابشع استغلال.
هل تريد للعالم أن يتحدث لجسدها بدل أن يتحدث لعقلها ويستفيد من عطائها، وكل ما منحها الله عز وجل من ملكات وهبات ومنح؟
جسدك ليس ملكك بل هو ملك لخالقه وإليه سيعود.

دعاة التغريب هم ادوات بيد أعداء الامة ينفذون مخططاتهم الجهنمية بحق الاوطان، يستوردون كل ما هو غريب عن قيمنا وبعيد عن اسلامنا ويعارض أعرافنا ومبادئنا وتقاليدنا، شوهوا مفهوم الحرية وحرفوه عن مقصده وحصروه في كل ما خالف الشرع، قزموا مفهوم الحرية وهو الاوسع رحابا وأولوه حسب هواهم، بينما الحرية الحقيقية تكمن في التعبير بحرية دون خوف عن رأيك في قضايا وطنك وقضايا أمتك بلا وجل من التبعات، وأن يكون صوتك مجلجلا في الحق وله وزن ولا يُصادره أو يضيق عليه أحد، الحرية في أن تشاركي في نهضة أمتك وبناء صرحها وإعداد جيل التحرير والتمكين بإذن الله..

الحجاب يصون كرامتك ويحفظ مكانتك ويحميك من كل الشرور، علاوة على أنه مظهر من مظاهر هويتك الاسلامية وبه تتميز المرأة المسلمة وهو تاج على رأسك، فأنت جوهرة ثمينة، لذلك صانك الاسلام واعتنى بك واعلى قدرك والحجاب يزيدك هيبة ووقارا ويرفع قدرك. الامتثال للطاعة يعني حفظ المجتمع من الانحراف، حتى لا تبتعد المرأة عن رسالتها النبيلة في اعلاء صرح الامة وتشييد مجدها، فالمرأة المسلمة التي تلقت التربية الصالحة، المتمسكة بحجابها وبأخلاق الاسلام، ينعكس أداؤها المتميز على سلوك واخلاق اطفالها وبذلك تنجب للأمة جيلا تعتز به وتفخر به والعكس صحيح، ومن يستهدف المرأة ولباسها الشرعي وحجابها شعار عفتها ورمز طهارتها، يستهدف نواة المجتمع وهي الأسرة ويقوض بنيانها ويعصف بتماسكها ويعرضها للانهيار، لا قدر الله.