السبت، 27 ديسمبر 2014

لأجل هذا خُلقنا ...



الهدف المنشود والذي خلقنا الله لاجله وسخر لنا الكون لخدمته ، ووهب لنا نعمة العقل ، وفضلنا على سائر خلقه ، وضع حجر أساسه سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، فأنا وأنت وهي وهو ، لبنات تتكامل فيما بينها ، لنعلي دعائم هذا الصرح الشامخ ، وحتى يبلغ البناء تمامه ويغدو مبهرا للعين شاهقا، خلد إسمك عبر مسيرة العطاء ، وضع بصمتك ، وزين البناء بإبداعاتك ، واحرص عليه ، حتى لا تمتد له يد المتبرصين به ، من يسعون بكل السبل لهدمه ..

فالقطار ماض لهدفه ، فاحجز لك مكانا فيه ، لا تتخلف ، واختار الصحبة الصالحة من تدلك على الخير وتعينك عليه وتسند ظهرك ، فالسفر طويل ، قدم لامتك من الخير والبذل ماستطعت ولا تبخل عليها ، لا تكترث لمن فرط أو بخل أو قصر ، فهؤلاء سيتجاوزهم القطار ، وسيأتي يوم يتحسرون فيه على وقت ضيعوه في غير منفعة ، ويوم جني الجوائز ويوم الحصاد ، سيتمنون لو كانوا ترابا ، أو هباءا تلاشى ..
 في كل محطة ستجد ذوي الهمم ، وقد حجزوا أعلى وأرقة الاماكن ، كلّ على قدر همته وعزيمته وصلابته ، تذكر دوما فهدفك المنشود يقوي ضعفك ويمنحك القوة ، ويشد عضدك ، حتى تتخطى ما عرقل مسارك ..

انطلق من نقطة توقف عندها غيرك ، اجعلها أرضية للانطلاقة ، لكن لا تقف عندها طويلا ، طور وابدع في مجالك بما يناسب ويوافق واقعك ، من مروا قَبلنا أثروا واقعهم بأفكارهم الابداعية ، وكانت مفيدة لزمانهم ، أفكارهم ذخرا لك ، ولكل زمان آلياته ووسائله التي تبلغك للهدف ، اليوم يعيش عالمنا ثورة معلوماتية ، استثمرها في الخير ، ولتكون لم وسيلة لبلوغ الهدف المنشود ، لا تخلق الذرائع وتركن إليها ، فأنت لست مخلدا في الدنيا ، الدنيا مزرعة للآخرة ، فاختر أجود البذور ، ليكون الحصاد وفيرا يوم القيامة ليبهج العين ويسر الروح ويعلي درجتك ويقلب ميزان حسناتك ، بإذن الله ، ضع بصمتك على واقعك ، تزيدها إثراءا وزخما..

كُثر هم من مروا من هنا ، ورحلوا عنا وما إن غابوا ،حتى طوتهم صحائف الزمن ولم يعد لهم ذكر ، عاشوا فقط لانفسهم ، رسموا أهدافا صغيرة ، لم يرتقوا للهدف الاسمى والاعلى :عمارة الارض بالخير ، بسط العدل ، إنقاذ البشرية من التيه ، البحث عن الدواء الناجع لتسكين أوجاع أمتك ، العمل على نهضة الامة وو..، أما أصحاب الهمم العالية أثروا الساحة بعلمهم بعطائهم الفياض ، وصفحات التاريخ تفوح شذا وعطرا ببصماتهم الجلية ، ذكراهم تزين سمانا وعطاؤهم ينير لنا الدرب ، وهذا البقاء المستمر والمتواصل ، لم يأتي عبثا ، بل دونه تضحيات جسام ، ومثابرة واستمرارية وبذل وعطاء ، وطريق الالف ميل يبدأ بخطوة ، لنقتفي أثرهم ونحدو حدوهم ، فأبواب الخير كثيرة ، قد تتعدد الينابيع والمصب واحد ، كلها متجهة نحو الهدف.

تحملت شرف حمل ألامانة ، فكن جديرا بها ، ولأجل هذا خلقت ، ستصل للهدف المنشود ، بإذن الله ، بعزيمة قوية واصرار عالي ويقين بالله وثقة بسداده وتوفيقه لك ، لا تصغي للمثبطين ، من يسعون لبث اليأس والاحباط في النفوس واحتك بالكبار تغدو كبيرا ، وتكبر الاهداف وتعلو الهمة وتسمو نحو القمة ، كما استطاع غيرك أن يصل ويخلد إسمه ، أنت أيضا يإذن الله ستصل ، احرص على أن ترسل للعقل الباطن رسائل إيجابية ، حتما سيتجاوب معها وسيتفاعل معها ، وسيتفاءل وسينعكس ذلك عليك خيرا ويحفزك لتغيير من واقعك ، ولا تنس الدعاء ، فهو مفتاح لكل خير..


هناك تعليق واحد: