الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

أسرى الحرية ..




دقائق معدودة جمعت الاسرى البواسل بزوجاتهم بعد غياب دام سنين من الزمن أو لأكثر من عقد ، دقائق قد لا تطفئ لوعة الشوق والحنين ، إلا أنها تبعث الأمل في النفوس وترفع المعنويات وتحشد الهمم وتشد من الأزر ، مرارة الأسر لايتجرعها الأسير بمفرده ، بل يكتوي بنيرانها ذووه ومحبوه ..

لحظة جددت فيها الزوجة عهد الوفاء والإخلاص لزوجها وتضحياته ، ورسالة محبة من الأسير لزوجته على صبرها وتحملها أعباء الحياة ومرارة البعد وتثمين جهدها ، لحظة توطد العلاقة وتعمق اللأفة بينهما ، رغم توالي المحن وعناء البعد ، لم تفتر العلاقة بل زادت متانة وتماسكا ، كلاهما يتجمل بالصبر وينتظر ساعة الفرج ..

معاناة زوجة الاسير لا تقل معاناة عنه ، فالأسر يؤثر على الجميع وخاصة الام والزوجة ، للأم هو مهجة فؤادها وفلذه كبدها وللزوجة هو توأم روحها ، وكذا الأهل والأحبة وكافة العائلة ، بين صمت وابتسامة ارتسمت صورة تلخص آلاف الكلمات التي احتضنتها حنايا القلوب وعجزت الألسن في التعبير عنها ، مشهد مفعم بالمشاعر الجياشة ، شجون مكتومة في الصدور تنتظر بدورها ساعة الإفراج ..

إن كان السجان توهم أن يرى انكسارا أو عتابا أو لوما أو احساسا بالقهر أو صدمة أو ضعفا ، فقد رأى ما يفقع مرارته ، رأى شموخا وعزة النفس وهمة عالية من الأسير ورأى من الزوجة اصرارا على استثمار اللحظة بإبتسامة قهرت جبروت السجان ..

رغم طول المشوار ومتاعب الطريق وحواجز التفتيش ، هي رحلة عذاب مرهقة ، إلا أن كل التعب يتلاشى عند رؤية الاحباب والحديث إليهم والتملي في قسمات وجههم ، لحظة تنسيها كل المتاعب التي صادفتها في الطريق ، لحظة تخفف ما أرقها من متاعب ومشاق وتخفف عن الاسير عناء الاسر وقساوته وكل ما أثقل على الكاهل ، هذه اللحظات على قلتها تزرع في نفوسهم الأمل وتذكرها بلحظة التحرير ، هكذا هي لحظات اللقاء عند التحرير ، تُمحى كل الآلام وتنجلي كل الاحزان وتبقى فرحة اللقاء هي العالقة في الأذهان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق