الأحد، 13 يناير 2013

مخيم للأجئين السوريين أم مقبرة الأحياء ...



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى". رواه كل من البخاري ومسلم 
إذا بحثت عن الموت ألف مرة فستعرف معنى المخيم للاجئين السوريين وخاصة مخيم الزعتري ، حتى وإن كان لكل دولة حساباتها التي تقيدها في دعم الثورة السورية ونوع التعامل مع الأزمة الذي يطرح عدة أسئلة ، إلا أن هذا لا يعفي أحد من تحمل مسؤولية دعم النازحين ، فالدعم لا يرقى لعاناتهم ، حيث البرد القارس يلفح أجساد الصغار وكبار السن والنساء فقد أنجبت إحدى النساء طفلا مات لتوه من شدة البرد في أحد المخيمات للاجئين ، والأوضاع تزداد سوءا ، والمؤونة لا تسد الرمق ولا تبلغ الحاجة ، مرة يتعرض المخيم لزوابع رملية تطير بالخيم ومرة يغرق في مياه الشتاء ..

أوضاع تفتقر لدعم حقيقي ، اللاجئين في ازداياد مطرد ، نزوح مستمر ودائم ما لم تجد سوريا الحل الناجع فستستمر معانات النازحين ، ومن نجى من البراميل التي يرسلها النظام الغاشم على رؤوس الآمنين وتفتك بهم مات بالبرد القارس ، أتسائل لماذا لم يكن المخيم مجهز لأي طوارئ أويكون على أهبة لكل جديد ، صحيح أن الجهات المعنية تقدم الدعم وتوفر الخدمات لكن أمام حجم الاعداد المتزايدة ، تصبح الخدمات نقطة في بحر ..

اللاجئون السوريون في حاجة ماسة لمساعدات آنية ومستلزمات تقِيهم البرد وتدفع عنهم موتا محققا ، مر عليهم صيف حارق والآن شتاء قارس ، وقد نالت منهم قساوته ، وأمام هذا الوضع المتأزم تعالت الصيحات التي تنادي بالإهتمام بحال اللاجئين وتوفير لهم حاجياتهم أو تحويل المخيم لمكان أكثر أمنا يحفظ انسانيتهم وآدميتهم ، فقد أضحى مخيم الزعتري مقبرة للأحياء ..

فقد شاهد الكل كيف غمرت المياة المخيم وهزت المشاعر كل غيور وطفح بالبعض الكيل وشكى أمر المسلمين للخالق ، أحوال مزرية ، وقد سارعت إحدى الأوساط الشبابية بكل ما أوتيت من جهد لتنبيه الجهات المعنية وتسليط الضوء على معانات اللاجئين ولمد يد العون لهم حتى يخففوا عنهم المعانات ويكونوا لهم نعم العون حتى تجتاز سوريا المرحلة بسلام ويعودوا لمنازلهم ، فلن يطول بهم الإنتظار إن شاء الله ..

فحتى إن تقاعس البعض عن مدد حقيقي فلا أقل من أن يقدموا الدعم للاجئين حتى يبعدوا عنهم شبح الموت فالمشاهد تنبئ بخطر داهم يهدد حياة اللاجئين بل ستصاحبهم أمراض من جراء البرد القارس ، وتبقى الجهود المبذولة من إغاثة وزيارات للجمعيات الإنسانية لا تسد الثغرات ولا تفي بالغرض أمام طول الأزمة وتدفق اللاجئين ، والمهم أن تتضاعف الجهود حتى تنزاح هاته الغمة ، والأهم أن يرافق هذا الدعم المحدود دعم حقيقي لإزاحة الظلم عن الشعب السوري ليعود لوطنه وأرضه ولا يطول نزوحه ..

فالأعداد في تزايد والأوضاع تتفاقم يوما بعد يوم ، أمام عجز الجهات المعنية من توفير دعم مهم للنازحين ، وهناك من في حاجة ماسة للدواء العاجل وإلا تدهورت حالاتهم ، فكارثة تطل برأسها على اللاجئين وستكون وصمة عار في جبين المسلمين وهم يقفون عاجزين عن حماية إخوانهم اللجئين..
وحسبنا الله ونعم الوكيل في نظام سقى شعبه كل أصناف العذاب وشرده ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق