الأربعاء، 7 أغسطس 2013

سلفيو الانترنيت ...


قد يبدو المصطلح غريبا للبعض نوعا ما ، وقد يتسائل ، هل هناك فرق بين سلفيي الواقع و سلفيو الانترنينت ؟ سيكون الرد هناك فرق من حيث طريقة تناول الاحداث ، وسنورد الفرق إن شاء الله في هذا الموضوع ، صحيح أن الانقلاب جعل من السلفيين مطية لتمرير الانقلاب وخدع بهم السدج وقد عزى السيسي الانقلاب أنه جاء لحقن الدماء ، وبعدها كشر الانقاب على أنيابه وبدى وجهه المقيت ،وما كان من حزب النور السلفي إلا أن غادر المبادرة ، وأبان حزب مصر القوية عن امتعاضه من الاجراءات التي تلت الانقلاب ، لا أعلم هل هي حقيقة اكتشفوها مؤخرا أم هو عذر أقبح من زلة ، لأن القاصي والداني يدرك أن الانقلاب لا ولن يفرز ديمقراطية وثبت عبر التاريخ أن الانقلاب يفرز ديكتاتورية ..

ظهر للعيان خطر الانقلاب ، ورافقه رفض ممن شاركوا فيه ومن صفق له ، ورفض ما اسفر عنه من اجحاف ، والبعض من السلفيين انتقدوه ومنهم من انضم لميدان رابعة ، وحتى من انتقد منهم مسار الرئيس محمد مرسي لم يبلغ حد تخوينه كما سلفيو الانترنيت ، تجدهم  يهادنون زمرة انقلابية ويحابونهم ..

 أهل الباطل لبسوا توب السلفية لغاية ، حتى يشقوا الصف ويزعزعوا البنيان ، تجد لسانهم سليط عل الاخوان وينتقدوا مسار محمد مرسي انتقاذا لاذعا ، بل يشنعوا عليه وينالوه بكل تجريح ، ويتهمون حماة الشرعية بكل نقيصة ، وبعبارات مقيتة تعبر عن خفايا مكنونهم ، في حين لسانهم ليّن  حين يتناولون زمرة انقلابية وأدواتها ، بل ولا يأتون على ذكر الانقلاب ، سلفيو الانترنيت جعلوا من السلفية مطية للنيل من المخلصين والكيد لهم ،  حتى يلبّسوا الامر على عموم الشعب لضرب عصفورين بحجر واحد : الاخوان والسلفيين ، أو التيار الاسلامي ككل 

يشوهون صورة الاسلام ويمزقون النسيج المصري ويصورون كل السلفيين على أنهم انتهازيين محابين للانقلاب وهذا غير صحيح هناك من انضم لرابعة ورفض خارطة الطريق ورفض الانقلاب ، ولو كانوا حقا منصفين لتناولوا الانقلاب وآثاره المذمرة وبينوا خطره على الوطن ، وعلى الجوار بل وعلى الربيع العربي برمته ، سلفيو الانترنيت  متلونون دوما ، يهادنون الانقلاب ، مرة يصطفون مع الشعب المكلوم في سوريا ومرة يحابون الانقلاب الذي بات شره ظاهر للعيان على الثورة المصرية والسورية..

ومرة تجدهم يتذمرون لمآل فلسطين ويتخوفون على مصيرها !!ولا تجدهم يتناولونها حين يأتي انقلاب ثبت للكل ضرره البليغ على فلسطين ، مهما نمقوا من خطابهم فلحن القول يكشف مكنون نفوسهم ، لن يأتيك الباطل في توبه الحقيقي المقيت ، وبوجهه القاتم فقد أدركت حقيقته ، لكنه سيلبس مسوحا ليخدع بها السدج ويتغلغل في الجسد الواحد ويدق فيه إسفين الفرقة ، هؤلاء هم دعاة الانقلاب ..

بعد أن آمن الكل بالديمقراطية وسعى لها وبعد عزوف شعبي دام عقود ، عاد الشعب ليمارس حقه في التصويت ، فاز الاخوان وارتضاهم الشعب وفسح الرئيس محمد مرسي للكل في المشاركة في العملية الديمقراطية ولم يضيق على أحد ولم يكمم الافواه ولم يغلق قناة وأبانوا عن نضج ووعي عالي وتقبل للآخر ، هذا الآخر ما إن انقلب على الشرعية حتى انكشف قناعه ، دعاة الانقلاب الذين يتهمون الاسلامين بعدم تقبل الآخر هم اليوم من يقصي كل التيار الاسلامي ويحرضون عليه العسكر كي يبيدهم ، ويلفقون للمخلصين التهم جزافا ، نكصوا على أعقابهم وكفروا بالديمقراطية حين انتجت غيرهم ، وبهذا انفضح للعالم وجههم المقيت ، وامتطوا فيما بعض السلفيين لتمرير انقلابهم وهم اليوم من لبسوا توب السلفية حتى ينفثوا السم ويفرقوا الشمل ..

يتناسى سلفيو الانترنيت أن سلفيي الواقع هم حماة الشريعة كما يتردد على لسانهم وأنصارها، فكيف يتسنى لحماة الشريعة محاباة الانقلاب !! أوكيف يصفقوا لزمرة انقلابية تعادي الشريعة !! وتشيع علمانية الدولة (بالفطرة)كما يدعون ، سلفيو الانترنيت أخطؤوا الحسابات ، أو فاتتهم هذه ،كلماتهم تنم عن خفايا وخبايا نفوسهم وما يضمرونه من شر للكل ..

 بعلم منهم أو بجهل جعل الانقلاب سلفيو الواقع مطية لتمرير الانقلاب والآن سمعنا كيف يتهمونهم هم أيضا بأبشع الالفاظ ، عاد لبعض سلفيي الواقع  رشدهم عندما بان للعيان انتهاكات صارخة للانقلاب ونددوا به ، لكن سلفيو الانقلاب أو سلفيو الانترنيت ، لا زال الغي يعمي أبصارهم ، والحقد ران على قلوبهم يتخذون من ستار السلفية مطية للنيل من الاخوان والتشهير بهم ..

صحيح لا ولن ينسى أحد تخاذل السلفيين وحزب النور بالذات في وقت حساس وحاسم ، إما بسداجة منهم أو قصر في قراءة الواقع ، لكن سلفيو الانترنيت يفضحهم لحن القول ، لسانهم حاد على الاخوان رطب على الانقلابيين وهذا ما يقوي عندنا قناعة أن سلفيو الانترنيت ما هم إلا دعاة الانقلاب ، لبسوا توب السلفية ليمرروا مآربهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق