الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

قتلة بإسم الدولة ..



الجرائم لا تسقط بالتقادم ولن يطويها الزمن ، وللباغي وقت يقدم للمحكمة ليُتقص مما اقترفته يداه وإن طال الزمان ، ورغم أن كل الوقائع على الارض ، أشارت لتورط المحتل في مقتل الرجل الثاني في منظة التحرير الفلسطينية أبو جهاد في تونس إلا أن التسويف طال القضية ، ولم يحرك أحد هذا الملف وطاله النسيان ، فجاء اعتراف الاحتلال بكل صلافة على حادثة الاغتيال وبالتفصيل ، وكأنهم يعلمون أن لا أحد سيطالهم ، ولن يحاسبهم أحد على جرائمهم وكأنهم فوق القانون ! فمن أمن العقاب استمرأ الظلم ، وكرر عدوانه ..

وبدأت مجريات الاحداث من زمن الانتفاضة التي هزت كيان المحتل ، ومهما اوغل في القمع ليخمدها زادت رقعتها حتى عمت كل الاراضي الفلسطينية المحتلة ، رغم الاعتقالات ورغم شدة القمع لم تثني الشعب الفلسطيني من مواصلة انتفاضته المجيدة التي أعادت نبض الحياة للقضية وتنبه لها العالم ، وزعزعت كيان المحتل الهش وزعزعت ثقته بجيشه الذي لا يقهر !!
والذي قهرته صلابة أطفال الحجارة وصمودهم المبهر ، وبلغت معنواته الحضيض.

فخطط المحتل لإغتيالات تطال الرموز ظنا منه أن فعله الشنيع سيوقف الانتفاضة أو يكتم أنفاسها ، انصب الاختيار على أبو جهاد في تونس ، فعمدوا لرصد تحركاته ،أين يتواجد ، الاماكن الذي يقصدها ، رصد لكل تفاصل حياته ، من هم حراسه ، الغريب أنه عرفوا تفاصيل البيت من درج وغرفة نوم وغيرها ، تعرفوا حتى على رقم هاتفه ، حقا هناك ثغرات ينفذ منها المحتل تكون قاتلة ، اتصلوا بزوجته ليتأكدوا أنه موجود ، وكانت بحوزتهم خريطة للمنطقة برمتها ، حتى ينفذوا جريمتهم ويلوذوا بالفرار ، والآن وبعد اعتراف المحتل بجريمته النكراء ، أليس مطلوب فتح هذا الملف وتقديم الجناة للمحاكمة ؟ ومحاكمته على انتهاكه لسيادة دولة ، الادانة وحدها لا تكفي بل تصاحبها اجراءات أكثر صرامة توقف تعنت المحتل ..
وسؤال : لماذا لم تتتخذ اجراءات احترازية لحماية أبو جهاد ؟! 



اعتقد المحتل أنه أخمد جذوة الانتفاضة ونحى من كان يعده خصما لدودا له ، فكانت حماس في المشهد ، بتضحياتها ومقاومتها التي أبهرت العالم ، بلغت عمق المحتل وسددت له ضربات موجعة ، وطورت في أشكال المقاومة من ثورة بالحجارة لحرب السكاكين للإستشهاديين..

 جن جنون المحتل وحددوا الهدف : خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الاردن ، يريدون من خلال العملية الجبانة أن يسددوا ضربة موجعة للحركة لكن قدر الله فوت عليهم مآربهم ،  وكان هاجسا واحدا يقض مضجعهم ، كون المحتل مبرم اتفاقية سلام مع الاردن وتخوف أن تكون للعملية تأثير على الاتفاقية ، أو تشكل تهديدا لها ، لذلك تفتقت عقليتهم الماكرة على قلته بالسم ، وجندوا لذلك عميلين من الموساد على شكل سائحين ، وقد تحدث البرنامج عن الطريقة بالتفصيل ، المهم كانوا يريدون أن يكون الامر مجرد حادث عابر من سائحين وقد جربا الطريقة أكثرمن مرة وأدخلوا عليها تحسينات حتى تنجح !!

 كان ثمن هذه العملية الفاشلة ، الافراج عن الزعيم الروحي لحركة حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين ،والافراج عن مجموعة من الاسرى الفلسطينية ،  كانت وقفة جادة للملك حسين و قد تم الضغط على المحتلين لانقاذ حياته ، وقد أشاد بذلك خالد مشعل في تصريح له ، أدرك الملك حسين أن العملية الجبانة انتهاك صارخ للسيادة وتظهر نوايا المحتل الحقيقية ، اعتبر المحتل العملية فاشلة نظرا لتكفلتها الباهضة الثمن ، وبكل وقاحة وصلافة وأمام أنظار العالم يعترفون باغتيال الشهيد أحمد ياسين ، خطوة منهم للتشفي ، الشيخ كان مقعدا وكان يعاني من أمراض عدة وإن كان فقده ثلمة في الجسد الفلسطيني ، إلا أنه خلف وراءه رجال أشاوس يحملون الراية ويكملون المسير ..


وجاءت عملية اغتيال الشهيد المبحوح في إحدى الدول العربية ، غيّر المحتل من شكل خططه الجهنمية ،فرغم أن المكان فندق ويعج بالزوار وبالكاميرات استطاعوا أن يصلوا للشهيد ويغتالوه ، بعد سلسلة من الاجراءات اتخذوها ، تغيير أشكالهم جزاوات مزورة ، السؤال : هل توقفت الاغتالات أم لازالت مستمرة ؟!
رغم تباين التقارير بين مختبر الفرنسي والسويسري إلا أن أصابع الاتهام تشير للمحتل ، أنه هو وراء اغتال الراحل عرفات ..

 وكما اعترف المحتل بجرائمه في حق رموز سابقة ، سيأتي وقت ويعترف بجريمته الحالية ويكشف عن تفاصيلها ،ويكشف عن الايادي المنفذه ، قد يكون التزام المحتل الصمت الآن لغاية ، قد يكشفها في وقت هو من يحدده ، عندما يستنفذ مبتغاه من المنفذين والله أعلم 
عندما يُغتال عضو بارز أو قائد أو رمز في بلد ما ، فهو خرق لسيادة تلك البلد وانتهاك صارخ لسيادتها، ومطلوب متابعة الجناة وتقديمهم للعدالة ، لأن السكوت عنهم مدعاة لمواصلة بغيهم وظلمهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق