الاثنين، 29 سبتمبر 2014

عذرا أقصانا الغالي..



كان تدنيس المقبور شارون ، لباحات المسجد الاقصى المبارك ، إيذانا بإندلاع انتفاضة الاقصى ، جاءت الانتفاضة المباركة لتغسل درن التدنيس وتُشعر العالم أجمع أن للاقصى سواعد صلبة وبواسل وغيورين ، تحمي الاقصى وتذود عنه وتدافع عنه ، وترد كيد البغاة عنه ، أما اليوم لم تعد تلق مقولة الاقصى في خطر عند البعض آذان صاغية ، جل الساحات ملتهبة وتئن ، والمحتل يسارع الزمن لرسم مخططة البغيض ، من تقسيم زماني بما يمارسه من تضييق على المرابطين واجحاف في حق طلاب العلم وعموم المقدسيين ، وصولا للتقسيم المكاني ، و تكرار سيناريون المسجد الابراهيمي ، لا قدر الله

يرثي الاقصى حال أمة أضحى ديدنها الشجب والتنديد ، والمحتل ماض في غيه لا يكترث لأصداء الادانة والشجب ، يصم أذانه ولا يردعه رادع ، أمة أضحت مفككة الاوصال ، وغدت ساحاتها ساحات حرب وافتقد الاقصى النصير والمعين ، أضحى المرابطون الصامدين وحدهم في الميدان ، بما يملكون من إرادة وإيمان بعدالة القضية ، يحتضنون الاقصى ويحمونه بصدورهم العارية يتصدون لغل المعتدي ، محتل مدجج بكل أصناف الاسلحة ، يؤرق الاقصى حال أمة تملك الحق ، ومن توسم فيهم الخير من بنيه ، خذلوه وانشغلوا عنه ونسوه ..

اليوم الاقصى الغالي يستنهض نخوتهكم وهممكم ، لهبة ترفع عنه الحيف وتسكن جراحه ، وتحميه مما يضمر له المحتل من مكر في غفلة وانشغال من بنيه ، ففي ظل واقع عربي مزري ومريع ، وفي غياب من يحمي مقدسات الامة ، استفرد المحتل بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، الله وحده يعلم ما تنسجه عقلية البغي من ضيم وجور وظلم في حق أقصانا الغالي ، وفي ظل أمة ترتق أوضاعها ،وقد اشتد واتسع الرتق على الراتق ، أمة تسد وترمم ثغرة، فتُفتح في وجهها ثغرات !! وبقي الاقصى وحده يجتر آلام النسيان..

يحن الاقصى الغالي لأمجاد الامة الغابرة ، ويحثها على محاكاته الماضي المجيد ، واخذ منه الدروس والعبر وأن تكمل ما شيده الاجداد ، من بنوا للأمة حصونا من المجد والاباء ، يحثهم على الاقدام ، يوقظهم من سباتهم العميق ، فلا مكان للنائم بيننا ، يتحسر أقصانا الغالي على أمة تقلدت شرف صونه وحفظه ، وفرطت في الامانة ، وضيعتها واخلت بالعهد ونكثته ، حماية الاقصى مسؤولية الامة جمعاء ، وليست مسؤولية الفلسطيني وحده ، هو يقوم بدوره في بقاء جذوة الصراع متقدة ، ويبقى دور الامة الاهم والرئيسي في خلق أسباب النصر ..

أقصانا الغالي عذرا ، فقد أرق فؤادنا ما تعانيه ، وهزّ كياننا شكواك ، كل ركن فيك يهفو شوقا وحنينا لصلاح الدين ، وينتظر ساعة الفرج وقد لاحت تباشيرها في غزة أرض العزة ، ينسج مع إشراقة كل فجر خيوط الامة في غد مشرق زاهي يعيد له رونقه ، يرنو لشمس الحرية أن تشرق ، فتفك قيده وتحرره ، وتكسوه توب الفرح والبهجة ، وتزيح عنه وشاح الحزن والسواد..

أقصانا الغالي يحن ويهفو لمقدم الفارس الهمام ، يشتد شوقه له ، مهما طال ظلام الليل ، فالفجر حتما سيبزغ ، ويعود أقصانا الغالي لحمى الامة ، وتعود للامة لسؤددها ، فقد مل ضعفنا وضياعنا ، أقصانا الغالي يا بوابة السماء ، ويا مهبط الانبياء ويا مسرى الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ..
لو نطق لقال : حرري يا أمتي خطاكِ وكوني للحرية عنوان ، واصدحي بالحق ، وانفضي عنكِ غبار الذل والهوان ، فما عاد للضعيف مكان بيننا ، وأعيدي القطار لسكته الصحيحة ، ويوم أن ينطق الحجر والشجر ، ستتطهر الارض من دنس البغاة ويعود للأقصى بهاءه وصفاءه ..

ماذا قدنا للاقصى غير ذرف الدموع أوالتحسر على مأساته والحزن على مآله ، الاقصى في خير ماكانت الامة في خير والعكس صحيح ،الاقصى ميزان حرارة إيمان الامة ، الاقصى يحتاج منا لأكثر من الدعاء ،كل في موقعه ، حتى يكتمل البناء ، ولن يعدم أي غيور طريقة لانقاذ الاقصى المبارك من براثن الاحتلال وما تنسجه عقليته الماكرة في حقه ، حتى نزيح عنه سواد الغربان ، ونعيد لحمائمه الامن والامان ، ونعيد البسمة لمحياه ، بإذن الله..



 ساهم معنا في نصرة المسجد الأقصى المبارك :

http://msajedna.ps/arb/index.php?act=post&id=284



الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

من أراد إنقاذ غزة يرفع عنها المعاناة..




الهجرة من فلسطين ، إن لم تكن لأسباب وجيهة ، للدراسة أو للتطبيب أوماشابه لفترة والاوبة للوطن ، لا تصب إلا في صالح المحتل لا غير ، وهذا الاخير ومن خلال سياسة ممنهجة دأب عليها ، يهدف لتفريغ فلسطين من أهلها منذ اغتصب فلسطين ، لذلك مطلوب من العرب والمسلمين ، أن يسندوا صمود أهلنا في فلسطين كلها ، من خلال رفع العدوان وإنهاء الحصار الجائر ودعم أهلنا في القدس وغزة وو.. ، ودعم المرابطين دعما حقيقيا ، فهم من يحفظون الحق العربي والاسلامي في أرض الرباط ، أرض الاسراء والمعراج..

إذن عندما تنتفي الاسباب تختفي النتائج ، أما أن نغض الطرف عن معاناة الناس في غزة وتداعيات الحصار ، فلن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا ، غير أن تزامن الهجرة الغير الشرعية بأجواء الحرب وما تلاها ، يطرح عدة أسئلة : هل هناك من غرر بهم وسهل لهم الطريق ، في خوض رحلة محفوفة بالمخاطر ، رحلة إلى المجهول ، فلم يقدّروا ما سيصادفونه من عقبات !!

غير أن أوروبا التي قضت مضجعها الهجرة السرية من القارة السمراء ، وباتت تكافحها بشتى الوسائل ، لا تمانع في استقبال الفلسطينيين !!وطبعا الاسباب معروفة ، إفراغ فلسطين من أهلها ، وأيضا تفتح الابواب لهجرة السوريين ، بدل إزاحة الظلم عنهم والعيش بكرامة في موطنهم ، وبدل تعريضهم للتشريد والغربة وأوجاع النزوح ، من غرر بهؤلاء العائلات أو الافراد ، هو نفسه من يسعى لوأد حلمهم في العيش بكرامة في فلسطين ، الناس استبشرت خيرا بما اتفق عليه ، ومن قبل تفاءلت بأجواء المصالحة ، لكن تلكؤ المحتل ونكوص حكومة التوافق عن القيام بمهامها تجاه غزة وتجاه موظفيها ، زادت الاعباء وأثقلتِ الكاهل ، وتسلل اليأس للنفوس ، وهنا استغل البعض هذه الظروف الصعبة ودفعهم لسلك هذه المغامرة الغير المحسوبة والتي أودت بحياتهم ، مغامرة وعرة وغالبا ما تنتهي لفواجع ،فالقصص كثيرة عن شباب كان يحذوهم الامل في عيش كريم وحياة رغدة ، وأحلام تداعب خاطرهم ، فانتهى بهم المطاف في عقر البحر..

اللوم ينصب على من ترك غزة تعاني ويلات الحصار ، وفرض عليها ثلاث حروب ، في كل مرة تدمر ويـتأخر الاعمار ، فتتراكم الازمات ،وتأتي حرب أخرى لتزيد الوضع تأزما ، تجاهل المعاناة يزيد من حدتها ، وتسكينها لا يفيد ، بل تسديد السهام لمن أغلق المنافذ وجعل غزة تختنق ، ومن تناساها لثماني سنوات وهي تتجرع مرارة الحصار ..
 وهناك من سيس الواقعة ، خدمة لاهدافه وليس رأفة بمن قضوا غرقا ، لأن الاحتلال هو المسبب الرئيسي في هذا الواقع وكذا من أحكم الحصار وأغلق شريان الحياة ومن هدم الانفاق في غياب البدائل وو.. وليس من دافع عن القطاع وصد عنه العدوان ، كم من مشاريع توقفت وكم من أوراش البناء تجمدت ، بفعل الحصار وحتى المخزون بدأ ينفد ..

المحتل وأذنابه يوقعون على الشعب الفلسطيني عقاب جماعي ، والغاية ضرب عصفورين بحجرة واحدة ، خنق المقاومة وضرب الحاضنة الشعبية ، ودفع الناس للشعور باليأس ،وربط حياة "كريمة" بنزع سلاح المقاومة!!
والضفة ماثلة أمام ناظرينا ، وهْم الانتعاش الاقتصادي ، واستباحتها من المحتل متى شاء ، ما يسكن أوجاع غزة ، هو رفع العدوان والاسراع في الاعمار ، وكسر الحصار ، من أراد إنقاذ غزة يرفع عنها المعاناة..


الجمعة، 19 سبتمبر 2014

ماذا بعد مئة يوم من حكم السيسي ؟!!



مع انطلاقة المئة يوم من حكم د.مرسي  ، تجندت أذرع الانقلاب للعمل على نسف المسار الديمقراطي وعرقلته، ورافق ذلك حملة مسعورة من التشويه والتخوين وبث الاشاعات المغرضة ، وضع المتاريس أمام مشروعات وعد بها الرئيس وعرقلة كل مساعيه ، ومع هذا كان القطار يمشي ببطء وسط هذا الكم من التحديات ، وبدأ الناس يحسون بالتغيير ، لكن أبواق الدعاية كانت تشوه أي انجاز ، وما لبثت أن انقضت المئة يوم حتى تعالت الاصوات منتقدة ، وبلغت حد التجريح في شخصه والمدرسة التي جاء منها ، وتناسوا أن التركة ثقيلة ، والتحديات جمة ، مع حقائق تجلت فيما بعد ، ومعلوم أنه انزاح فقط رأس الفساد وبقيت منظومته تنخر البلد ، وجيشت الدولة العميقة كل مفاصلها لنسف كل ما تحقق ، تمهيدا للإنقلاب..

وكان التدرج في التغيير هو السمة السائدة ، لكن بعض من تعجل قطف الثمار وتأثر بالاشاعات ، عصفوا بالثورة وها هم يتجرعون مرارة خذلانهم لها ، بعد أن زُج بهم هم أيضا في المعتقلات ، عاد الاستبداد بوجه قميئ ، بل وأكثر قتامة من سلفه ، كانوا يرصدون كل خطوات مرسي ، بل يحسبون عليه أنفاسه ، ويعدون الايام ، كل الانجازات التي وضع لها الرئيس حجر الاساس، نسفها الانقلاب ولم ترى النور ، مرسي كان له برنامجا ، لكن لم يجد البيئة النظيفة لزرع البذور ، في حين السيسي جاء بلا برنامج ومع هذا هلل له الحاقدون والناقمون على أداء مرسي دون أن يدركوا الاسباب الحقيقية ، وكذا السذج والمنتفعون ووو..

وبعد مرور مئة يوم على حكم السيسي ، لماذا لم نرى تقييما لحكمه كما شأن مرسي ؟!! بل وجدنا من يبرر له فشله الذريع في حل أزمات مصر ، وكيف أن مئة يوم غير كافية وأن التركة ثقيلة ، ومصر تعيش وضعا استثنائيا ، ومصر تكافح ما يسمى "الارهاب" مع أن التبريرات وُجدت لهذا الغرض ، حتى يمتطونها ، بل زاد الوضع تأزما ، قد يكون تحديد مرسي لمئة يوم تقديرا واجتهادا منه، ومع هذا لو وجد مرسي الارضية الخصبة والمساندة والدعم لتغير الكثير ، ولشقّت مصر مسارها نحو نهضة حقيقية ، من يهلل للسيسي يرصد وعود مرسي و(صراحة) السيسي الذي لم يعدهم بشي !! ويقارن بينهما ..

السيسي عندما قال : معنديش ، مفيش ، مش قادر أديك وو...
لم يكن صادقا ، مصر لها مواردها وطاقاتها وعقولها النيرة ، ومخلصوها ، لكن الفساد المستشري هو من حال دون  بلوغ نهضة ، هو قالها ليس لانه صريح ، بل لأنه يستند للقوة الغاشمة ، من سيجرء على محاسبته ؟!!
وأي بشر مكنت له السلطة المطلقة ، واعطيت الضوء الاخضر لاعلام الدعاية ، كي يضفي عليه هالة القداسة !! وتبرير جرائمه والتهليل لانجازاته الخيالية والوهمية  ، فسيبطش دون حسيب أو رقيب ، ولا يستطيع أحد أن يلومه أو ينتقده ، بذلك أنت صنعت فرعونا جديدا ..

بعد مرور هذه الفترة ، زاد الفقير فقرا وزاد الغني غنى ، وانشغل المواطن البسيط بهمومه الحياتية اليومية ، التي باتت تؤرقه ، وضُيق على أرزاق الناس ، وزاد عدد المعتقلين في السجون مع ما يرافق الاعتقال من تعذيب وسوء معاملة ، بل أضحى الاعتقال على حمل دبوس رابعة أو شعار حتى وإن لم يشارك في المظاهرات ، ولفقت التهم جزافا ، وتعالت أصوت المنظمات الحقوقية العالمية مستنكرة تردي أوضاع حقوق الانسان ، لم ينصف أحد شهداء كُثر سقطوا في ميادين شتى ، تكميم الافواه ، إعدام لحرية التعبير ، إبقاء بوق واحد يهلل للعصر الجديد !!

 إجراءات تعسفية طالت الجامعة أساتذة وطلبة ، وسيبقى سؤال يطرح : هل ما زال بعض المغرر بهم والمخدوعين ، يلوكون حشود 30 يونيو ويعتبرونها تصحيحا لمسار الثورة ؟! أم أن الوقائع عرتهم وكشفت الخبايا ، الناس متذمرون من الواقع ، وغير راضين عنه ، لكن لا يستطيع أحد التعبير بصراحة عن معاناته ، لأن الألة القمعية لا حدود لبطشها ، استطاع الانقلاب للاسف ، أن يهوي بمطالب الشعب من مطالب عالية السقف : كرامة ، حرية ، عدالة إجتماعية ، للتنديد بالكهرباء ، حتى يجعل من المطالب العليا التي رفعها الثوار في 25 يناير ،يستحيل تحقيقها ،حتى في الاحلام !!

كان من سبقوه يفتح سيرته بالافراج عن المعتقلين ، ويفتح هامش من الحرية ، أما في عهد السيسي ، بدأ مساره بالمزيد من التنكيل والقمع ، يبدو أنه من أصحاب المقولة : من لم يرتدع بالقوة ، سيرتدع بالمزيد من القوة!! ومادام يملك القوة الغاشمة ، فلن يقف عند حد ، هو يعمل على تركيع الشعب لاملاءاته ، لا قدر الله ، ومع هذا لا ولن يضيع حق وراءه مطالب ..

الأحد، 7 سبتمبر 2014

يا مصنع الرجال ..




انتصار غزة شاركت فيه كل شرائح المجتمع ، الصغير والكبير والمرأة والرجل على السواء ، كل في موقعه ،هي غزة أرض العزة والاباء ، خاضت معركة الحرية ببطولة وإقدام ، الابطال في الميدان يسطرون أروع الملاحم ، والحرائر يحرسن العرين ، هن السند وقت المحن ، هي الام والاخت والزوجة والبنت ، هي من تستقبل استشهاد ثمرة فؤادها بالزغاريد ، تزفه للحور العين ، صلبة المراس ، تودعه برباطة جأش ، كلها أمل ويقين أنها ستلقاه في الجنة بإذن الله ، هي من تزين ربوع فلسطين بمشاعل النور وقناديل الفجر ، تلقي على مسامعه كلمات الرضى ، ويلهج لسانها دوما بالدعاء له ، بأن يكلل الله جهاده بالنصر و أن يتوج جبينه الوضاء بنور الشهادة ..

تسدد خطاه بكلمات خالدة ، قدوتها في ذلك السيدة أسماء رضي الله عنها ، وهي تودع ابنها وتوصيه ، أن يموت كريما ولا يستسلم ، وأن لا يطلب الدنيا وأن يموت على الحق ، تشاركه في بناء مجد النصر ، بصربها بصمودها ،بتربيتها لابناءها ، جيل يحفظ الحق ويذود عنه ، ويحمل همّ التحرير ويعد له العدة ، ويكمل المشوار ، اعتقد المحتل أن الكبار سيموتون وأن الصغار سينسون ، بيد أن الكبار زرعوا في قلوب الصغار حب الانتماء لهذه الأمة المجيدة ، من بنت مجدها التليد بسواعد المخلصين ، حتى يحدو حدوها ، وزرعت فيهم حب الارض المعطاءة التي تجود بالغالي والنفيس ، شقّت لهم الطريق وعبدته بسلاح المعرفة والعلم والتشبت بالحقوق وعدم التفريط في شبر واحد من أرض الرباط ، حتى في الشتات، تحمل في فؤادها ذكريات الماضي ومفتاح العودة وترنو ليوم تحتضن فيه وطنها الغالي وتقبل ثراه الطيب ..

بقيت مخلصة للوطن الغالي وتعد أبناءها دوما ليوم النزال ، صانت الامانة وحفظت العهد ،واليوم أثمر جهدها نصرا تغنى به الاحرار ، ربت جيلا ظل وفيا لقضيته ، تدرك أن طريق النصر تبذل لأجله التضحيات الجسام ، تروي بدماءها الزكية الارض الطيبة فتغدو شجرة وافرة الظلال ،قوية لا تهزمها الجراح ولا تهزها الاوجاع ، تدرك أن الضنى غالي وأن الوطن أغلى ، هي من تنجب لفلسطين شموع تنير الدرب ومصابيح النور ، تصبر على رحيله ، حتى يُحمى الوطن ، فإن ضاع ضاع الامل وضاع الحضن الدافئ والملاذ الآمن ، بإبتسامتها المشرقة تبدد الظلمة وتعيد الامل للنفوس العليلة ، شامخة أنت لا تهزك ريح ، علمتي بنيك كيف يكونون للحرية عنوان وكيف يقاومون بجلد وثبات ، أنت رمز العطاء والطيبة ، قلب ينبض بالحنان ، تتحمل الصعاب ، لا تكل ولا تمل ، مجاهدة مرابطة كلها يقين بنصر الله ..

هي المخلصة الوفية تربي بنيها على النهج القويم ، تحفظ الامانة وترعى الاشبال ، تنشئهم على البذل والعطاء ، تدرك أن الوطن غالي ويستحق الفداء ، معين من العطاء الفياض لا ينضب ، تغرس في نفوسهم مكارم الاخلاق وحب الاقصى المبارك وتسرد على مسامعهم قصص الابطال من تزخر صفحات التاريخ بعطاءهم الفياض ، من بنوا عز ومجد الاوطان ، تتعهد أغصانها حتى يشتد عودهم ، فتثمر للوطن رجال الله ، تصبر على رحيلهم ، وتعد استشهادهم وسام فخر تستحقه وتعتز به وتفحر به، لك مني كل الاجلال والاكبار والتقدير .