السبت، 5 مارس 2016

سوريا : إرادة شعب لن تنكسر



مع سريان الهدنة في عدة أرجاء من سوريا ، حل هدوء نسبي في عدة محافظات ، وعمت المظاهرات وخرج الشعب ليرفع نفس الشعارات والتي ثار من أجلها : إسقاط النظام ،في رسالة للعالم مفادها ، أن الشعب السوري لم ولن يستسلم رغم بطش النظام الغاشم وحلفائه ورغم المحن وقساوة العيش وضراوة المعارك وطول المحنة ، لن يرفع الراية البيضاء ، ولازال مصرا على مطالبه في نيل الحرية والكرامة ..

شعب أبيّ يتطلع لحياة كريمة في وطنه ، يقاوم القهر بالصمود والصبر والأمل ، النظام الغاشم هو من غيب المظاهرات السلمية بفعل براميله المتفجرة والقصف الروسي الغاشم ، خرج الشعب ليفند أكاذيب النظام ، الذي يزعم أنه يقاتل ما يسميه (الإرهاب) ، وهو يغتال شعب  صدح بصوته مطالبا بالحرية والكرامة ..

خرجوا من بين الأنقاض ليذكروا العالم بثورتهم السلمية ، والتي أدماها الطاغية بنيران دباباته وعسكرها ، وحتى يقولون له لن نستكين ولن نتراجع مهما علا طغيانك ،فالشعب لازال يستميت على مطالبه ، لازالت الحناجر تردد نفس الشعار : إسقاط النظام ، الذي مزق أوصال سوريا ، وأذاق شعبها كل أصناف الويلات ، شعب حيّ ودماء الحرية تسري في شرايينه ، يقارع عدوان النظام ببسالة وصمود..

شعب يتعالى على جراحه ويرسم البسمة على الثغور ، كله أمل في أن يكلل الله صبره وصموده بالنجاح وتشرق شمس الحرية والتي طال انتظارها وتزيح عن كاهليه العناء ، وأن يطهر وطنه من درن الباطل وأن يتخلص من الطغيان وأن ينعم بظلال الحرية بعيدا عن أزيز الطائرات المرعب ، وعن آلة الحقد التي حصدت آلاف الأرواح البريئة ، خرجوا ليدحضوا روايات النظام الغاشم فيما يدعيه محاربة (الإرهاب) ويقولون له لن يثنينا حقدك ولن توقفنا براميلك المتفجرة عن مبتغانا ..

هذا هو الشعب الذي ثار على نظام غاشم ودفعه هذا الأخير لحمل السلام للدفاع عن كرامته وعرضه ووطنه ، مع أن هذه المناطق التي عمت بالمظاهرات هي بحوزة المعارضة المعتدلة ، لم يخرجوا ضدها فهي تدافع عن حياض سوريا وتدفع صلف الغزاة وترد كيدهم ، وهي من حررتها من براثن الظلم، بل خرجوا ضد النظام الغاشم من دمر سوريا ومن هجر الآلاف ومن اغتال البسمة بل ومن اغتال الحياة برمتها في كل ارجاء سوريا الجريحة..

شعب يتوق لحريته ، بإرادته قوية وعزيمة لا تلين ، رغم جرحه النازف لم يدب الخور أو الضعف في جسده ، ولم تفت في عضده المحن والأهوال والخطوب ، لازال صلب المراس ، ولازال مصرا على اكمال مشواره حتى دحر الغزاة من على أرضه الطاهرة ، ولا زالت الثورة مستمرة وتشق طريقها نحو الحرية وتتحدى كل العقبات ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق