الجمعة، 7 يوليو 2017

في الذكرى الثالثة لمعركة العصف المأكول ..



شن الإحتلال على غزة ثلاثة حروب ، كان الهدف منها استئصال المقاومة ، وفي كل عدوان يشنه على غزة يفشل في مسعاه ، في المقابل تستفيد المقاومة من التجارب وتقوي جبهتها وتقف على مواطن الخلل وتصححها وتزداد رسوخا وثباتا وصمودا وقوة ، استطاعت المقاومة أن تهشم مقولة : جيش لا يقهر ، التي عشعشت في الأذهان لعقود ، وكان الإحتلال يقتات منها دهرا بعد أن هُزمت جيوش عربية أمامه مجتمعة ، ومعلوم الأسباب الذي أدت لنكستها ، المقاومة نزعت ذرائع كانت الانظمة تتذرع بها ، لتستكين للأمر الواقع الذي حاول الإحتلال فرضه ، وحتى لا تواجه غطرسة المحتل ، مقاومة مُحاصرة ولاتمتلك عدة وعتاد كالذي تمتلكه دول وبإمكاناتها الذاتية ، حققت ما أخفقت فيه جيوش ، وخلقت توازن الردع وفوتت على المحتل مآربه ، ولم تركن لإملاءاته أو تقبل أن يفرض عليها الأمر الواقع أو تستسلم ، وغدت غزة محرمة عليه دخولها ..

وعندما فشل المحتل في تحقيقه مراميه من شن عدوانه ، استأسد على المدنيين ، وفرد عضلاته على العزل ، وارتكب أفظع الجرائم ، واستهدف المنشآت الحيوية من مدارس ومستشفيات وبنية تحتية وو..جرائمه بحق العزل والمدنيين لن تسقط بالتقادم ..
 لذلك من المجحف أن يحمل أحد غزة تداعيات الحصار الجائر أو مخلفات العدوان ، فالإحتلال عندما اغتصب فلسطين ارتكب المجازر بحق أصحاب الأرض وخلف الآلام والأوجاع وشرد الفلسطيني ، فهل نلوم الشعب المكلوم ومن كان يدافع وقتها عن الحق الفلسطيني ، أم نحمل المسؤولية  للإحتلال البغيض ومن يغض الطرف على جرائمه ،  ومن زرع هذا الورم الخبيث في قلب الأمة ، ومجتمع دولي يساوي بين الضحية والجلاد ولا ينصف المظلوم ويهدر حقه ، ونلوم أنظمة كان همها تثبيت أركان حكمها ، لم تستعد للحرب واستسهلتها ، ونخرتها صراعاتها وكانت تُحاسب البعض على ولائه للحاكم ، تقرب هذا وتبعد ذاك ، وبذلك اضعفت جبهتها وبعدها تاجرت بالقضية حماية لكراسيها..

الإحتلال في كل حروبه عندما يفشل في تحقيق مآربه ، يستهدف الحاضنة الشعبية بغية تأليبها على المقاومة ، إلا أن وعي الشعب فوت ويفوت وسيفوت عليه مآربه ، فهو يدرك أن المقاومة هي من تصد العدوان ، وتحمي حياض الوطن ، وتبقي جذوة الصراع متقدة لتستيقظ الأمة من سباتها وتلحق بالركب ، وتحفظ الحق الفلسطيني ، وتمنع تمدد المشروع الصهيوني ..

اعتقد الإحتلال أن شن عدوانه المتكرر على غزة ، سيدفعه لفرض الأمر الواقع في كل فلسطين ، وللإستكانة وعدم النهوض لمواجهة الإحتلال ورفع حيفه ، إلا أن بسالة المقاومة وجسارتها وروحها القتالية وإيمانها العميق بعدالة القضية ، وفرت البيئة الخصبة للعمل المقاوم ، وزاد تمسك الفلسطيني بحقه والإستماتة عليه والدفاع عنه بقوة ، بل شجع هذا الإبداع في الأداء المقاوم ، الفلسطيني في كل ربوع فلسطين ومن كل الفئات للإنتفاضة على جور الإحتلال ، وبذل الغالي والنفيس فداءا لله ثم للوطن ورفضا للإحتلال ، وحماية للأعراض والمقدسات والوقوف بحزم أمام كل مكر يضمره الإحتلال للأقصى المبارك ..

نوع الفلسطيني المنتفض في وسائل المواجهة حماية لحقه في العيش بكرامة وحرية في وطنه ، صحيح أن السلطة حالت دون تطويرها وتمددها ، إلا أن النفس المقاوم لازال قائما ولم يخبو ، مادام هناك احتلال جاثم على الأرض ومقدسات تدنس ، وحيف وظلم وتضييق بحق صاحب الأرض ، فهذا هو الدافع والمحفز للفلسطيني في الإستمرار في المنافحة عن حقه ..
كما عملت السلطة في تحجيم الدور الجماهيري المناصر للأنتفاضة ، من مسيرات ومظاهرات تلتف حول العمل الفدائي والمقاوم وترفع وتيرته وتزيده زخما ، إلا أن تشييع جنازات الشهداء ، تظهر التحام الشعب والتفافه حول خيار المقاومة ، ودعم الإنتفاضة والسير على درب الشهداء والإقتداء بهم ، ورفض خزي التنسيق الأمني الذي يُقوض العمل المقاوم ويطيل أمد الإحتلال ، وإن لم تستفيد السلطة من الدروس وتصغي لصوت الشعب ، حتما سيتجاوزها وتجد نفسها معزولة ومحشورة في الزاوية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق