السبت، 27 مارس 2021

الثوار لا يموتون بل يخلدهم التاريخ ..



بقلوب يعتصرها الالم ونفوس يلفها الحزن ودعت فلسطين ابنها البار وجبلها الاشم وبطلها الهمام الاسير المحرر والقائد الفذ عمر البرغوثي الذي أمضى عقودا من الزمن في سجون الاحتلال، وهو شقيق عميد الاسرى الفلسطينيين الاسير نائل البرغوثي الذي أمضى أكثر من أربعة عقود خلف القضبان، وهو أبو الشهيد صالح البرغوثي وألاسير عاصم البرغوثي، رحل المناضل المقدام بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والتضحيات الجسام ..

آل البرغوثي كانوا فرسان الميادين، وافقت أفعالهم أقوالهم، إن تحدثوا عن العزة والكرامة كانوا السباقين لتحقيقها وبذلوا لأجلها الأرواح والمهج وجادوا في سبيلها بفلذات الاكباد، كان الفقيد يبث الوعي بين الصفوف ويبدد أوهام المثبطين والمشككين، فما دام هناك أسرى وشهداء وحواجز وحرمان وهدم للبيوت وتنكيل وو...، لا بد أن يكون هناك في المقابل رفض للاحتلال ومقارعة ومقاومة لا استكانة أو مهادنة أو جمود او استسلام ..

آل البرغوثي عائلة فلسطينية كريمة عُرفت بالصمود والثبات، لم تهادن الاحتلال ولم تستكِن له، بل قارعته بكل جسارة وقوة وإصرار، كان يردد الفقيد دائما أن الجنة غالية ولها ثمن، فكان الثمن حاضرا دوما بتضحيات وأسر وشهادة وصبر وثبات وتحدٍّ واصرار على تكملة المشوار مهما كانت الصعاب، كان يدرك أن حرية الأوطان لا توهب من الاحتلال ولا تتأتى بالمفاوضات العبثية ولا تتحقق بالاستجداء بل تُنتزع ودونها بذل وعطاء وتضحيات لم يكسر الاحتلال إرادتها بل زادتها الخطوب والمحن قوة وصلابة وتحدٍّ واستماتة ..

درب الفلاح يحتاج لعزيمة وصبر وصمود وإرادة فولاذية، فالأوطان غالية وفي سبيل تحريرها يُبذل الغالي والنفيس. وبهذه التضحيات الجسام التي قدمتها العائلة، التف حولها الشعب وأحبت فلسطين أبا عاصف البرغوثي بل وأحبه كل الاحرار وحزنوا لرحيله وعزاؤهم أن فلسطين أرض مباركة لا ينضب عطاؤها ولا تجدب والجود فيها متأصل ومتدفق، ودعه الآلاف وهم يؤكدون على المضي على نهجه والسير على دربه وإكمال رسالته، درب خطه بصبره واحتسابه، درب عبده بدماء الشهداء وهو درب الصمود والإباء ..

الحضور المهيب في تشييع جنازة المناضل عمر البرغوثي استفتاء متجدد ومتجذر لخيار المقاومة، هذا هو نبض الشارع الفلسطيني المحب لوطنه والغيور عليه والذي يثمن تضحيات الشرفاء ويتطلع لوطنه وقد تحرر من دنس الاحتلال، ها هو يلتف من جديد على خيار المقاومة والذي أثبت فعاليته ونجاعته، هي ضفة العياش التي لا ينضب عطاؤها والتي أزهر ربيعها، لم تهزها غطرسة الاحتلال ولم يرهبها بطش سجان ولم يهدها جبروت الاحتلال وأذنابه ..

أراد الاحتلال من خلال احكامه الحصار على غزة التي اختارت نهج المقاومة الناجح أن يثني الشعب عن هذا الخيار الفعال، خاب مسعاه فها هي الضفة تسيرعلى نفس المنوال وتسلك نفس الدرب، رغم كل المحاولات البئيسة لاجتثاث المقاومة إلا أنها باقية وتتجذر وتترسخ ، فهذه الآلاف التي تُودع هذه القامة العالية تنشد وطنا عزيزا كريما وقد تحرر من براثن الاحتلال وستسير على نهج الفقيد الذي لم تلن عزيمته أمام بطش الاحتلال وصلفه وستبقى وفية لعهده ومخلصة لرسالته ..

فنم قرير العين أيها الجبل الاشم فقد أينع ثمرك وهذا غرسك الطاهر قد أثمر فبارك الله في عطائك وتقبل الله وفاءك واخلاصك وتفانيك في خدمة وطنك وسلام لروحك الطاهرة النقية الطيبة في الخالدين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق