الجمعة، 22 مارس 2013

وماذا بعد زيارة أوباما لفلسطين ؟؟!!..





من يعول أن يجني خيرا من زيارة أوباما لفلسطين واهم ويستمر في خداع نفسه ويغطي شمس الحقيقة بالغربال ، والحقيقة أن سياسة أمريكا منحازة للمحتل ولن تحمل الزيارة خيرا لفلسطين ولن تحمل حلولا لهمومها ، هي جاءت لحتى تزيد من دعم المحتل وهناك من صنفها في خانة التصحيح خاصة أن ولاية أوباما الأولى استهلها بزيارة للقاهرة وكأنه الآن جاء ليصحح مسار وسياسة أمريكا اتجاه حليفتها ويجدد الولاء والدعم للمحتل ، ليس إلا ..

أي خير قد يحمله لفلسطين وهو من أصر على يهودية الدولة ونسف حل الدولتين ، المتتبع للزيارة يحس بخضوع تام لسياسة المحتل ، بل زاد سخاءا عن من سبقه ، خطابه وكلماته تخلو من أية لغة للسلام المزعوم بل لغة الإستسلام لإرادة المحتل ، جاء ليعطي دعم معنوي لحليفته بعد الدعم المادي المطلق ، اللوبي الصهيوني هو من يؤثر في سياسة أمريكا وهو من يضغط على صناع القرار فيها ، وحين يغيب أي تأثير للعرب والمسلمين حتما سنجترآلام الحيف ..

الحلف الذي يجمع أمريكا مع المحتل لم يُبنى عن قناعة بل تحكمه لغة المصالح ، فكل المرافق الهامة في أمريكا تجد للوبي الصهيوني فيها مكان ، لن تتغير سياسة أمريكا إلا حين نبني قوة اقتصادية ننافس بها الغير ، وحين يكون لنا مكان في سياسة أمريكا ودور مهم فيها ، الزيارة جاءت إثر مخاوف المحتل من تطور الأوضاع في سوريا ليجدد دعمه ألاّ محدود للكيان ويطمإنه وقوله : لستم وحدكم يوضح مدى الدعم السخي الذي يحضى به المحتل في سياسة أمريكا ..

للأسف الطرف الفلسطيني المفاوض والذي قدم كل شيئ ليحل السلام !! لم يجني شيئا في المقابل ، يعتقد أن بمقدور أمريكا أن تضغط على المحتل أو تغير من سياساتها نحوه ، ما يهم الغرب كله هو تثبيت مصالحه ، ومن يراهن على دور أمريكي لإيجاد حل لن يجني سوى الخيبة أو الفتات الذي لا يسمن ولا يغني ، بل العكس هو الحاصل الذي يملك أوراق الضغط هو المحتل ، وصول حكومة متشدده في كيان المحتل إشارة أن سياسته ستزيد تعنتا ..

 وفي هذه المواقف الصعبة وانسداد الأفق ، ألا يدعو هذا السلطة التي راهنت على الوهم أن تجتهد لعقد مصالحة تقوي بها المواقف وتصحح المسار ، وتكسب للقضية أوراق ضغط توقف بها تعنت المحتل حتى لا يجعلها مطية للمقامرة بمصير فلسطين ، الإنقسام ليس في صالح فلسطين ، والخيار الأنجع هو في العودة للصف ولخِيار التفت حوله كل مكونات الشعب ، الاحتلال جعل من السلطة معبرا لتحقيق مشروعه في الهيمنة على كل فلسطين في غياب قوة تحمي المواقف أو حل عربي ناجع حتما سيستفرد بها ، و كيف ستواج السلطة حكومة المحتل وهي من تجاهر بالعداء وبيهودية الدولة وتنسف كل حل وماضية في سياسة مجحفة ؟؟!!

هناك 4 تعليقات:

  1. بدون شك ان زيارة اوباما لها بعض التاثير في المنطقة
    لكن انا في تقديري البسيط من يحدد مستقبل فلسطين هو الشعب الفلسطيني مهما كانت بعض الاطراف تمتلك من القدرة ومن التاثير هنا او هناك
    فلو فكرنا قليلا بالحالة الفلسطينية سنستطرد شيئين الاول
    ان الاهتمام بزيارة لرجل هو اساسا يمثل وجه الشر وهذا طبعا من جانب جهة معينة هي لا تفكر الا في حلول انهزامية ومنقوصة - هذا جزء من الخضوع للفكرة التي تقول مازالت طائفة من الشعب تسير وتغوص في وحل التوسل و القبول بنواقص الحلول وبالتاكيد هذا مرفوض تماما
    والامر الاخر اننا لم نزل لا نمتلك شجاعة الوحدة والعمل من اجل ان فلسطين لا تتحرر ولا يمكن ان تتقدم قضيتها الا بالقرار الواحد والموقف الواحد وهذا ما تعانيه الجهة المتصدرة للقرار الفلسطيني والمتنصبة على انها وجه الشرعية للشعب الفلسطيني المتمثلة بسلطة رام الله
    فلقد جرب شعبنا الميول نحو المفاوضات ومسايرة الامور فماذا جنينا الا مضيعة الوقت والمزيد من التراجع والضعف ودون الحصول على شيئ
    وعلى الصعيد الاخر جربنا المقاومة فوجدنا انها طريق من الممكن البناء عليه ومن الممكن ان توصلنا الى شيئ ملموس
    فالعدو دائما لا يفهم الا لغة القوة -
    تحياتي - الكاتب سليم المدهون

    ردحذف
  2. شكر الله لكم اهتمامكم بالموضوع وبالمدونة وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم :

    الكثير انتبه للعنوان ، لكن مضمون المقال يوضح سياسة أمريكا والمحتل للقضية ، لن يحددوا مستقبلها ، مستقبلها حدده الله بالتحرير الكلي إن شاء الله على أيدي رجال أشاوس ، مستقبلها حدده النبي عليه الصلاة والسلام بوحي من الله أن فلسطين ستعود لحمانا مهما طال غيابها ، القصد من المقال هوابراز سياسة امريكا للمنطقة بأكملها سياسة دأبت عليها ومن يعتقد أنه ستتغير بتغير الوجوه فهو واهم .
    من يشكل سياسة أمريكا ليس شخص معين من يشكلها مجموعه مصالح تكالبت على أمتنا في ضعف منا ، للأسف السلطة تتكلم بإسم الشعب وهذا الأخير يرفض مساومة على حقوقه وهذا الذي يجب أن يبلغ مسامع السلطة ، فلسطين ليس إرثا لأحد حتى يقامر بمصيرها ، صحيح ما تفضلت به ، الخطاب الموحد لا زال غائبا لكن السلطة تعي أن أية انتخبات حتما ستتجاوزها لأنها باتت لا تخدم مصالح فلسطين ، مسلسل التفاوض أثبت فشله الذريع بل أعطى للمحتل مالم يكن يحلم به ، والخيار الناجع هو من التفت حوله كل مكونات الشعب وهو من أثبت جدارته ، الشعب يجب أن يعبر عن صوته في رفض ممارسات السلطة التي تقامر بمصير فلسطين ..

    ردحذف
    الردود
    1. رائع - ولكن الشعب منهك والشعب هذه الايام اصبح لا يبحث الا عن لقمة العيش - اوصلتنا السلطة وحكامها الى مواقع البحث عن رغيف الخبز من خلال سياساتها الفاشلة . جعلت اسرائيل وقبلها امريكا وحتى الغرب ينظرون لنا على اننا طلاب مأكل ومشرب وبفضل حماقات السلطة ظهرنا وكأننا متسولون .
      ولكن لابد ان تعود الامور الى طبيعتها فنحن من اكثر الشعوب التي قدمت التضحيات من اجل حريتها ومن اجل العيش بكرامة .
      فلا يعقل ان شعب قدم الشهداء وقدم الدم وقدم القادة دفاعا عن الكرامة والحق ان يظهر بهذا المظهر .
      وبالنسبة للمقالة انا قرأتها كاملة - تحياتي ..

      حذف
  3. السلطة تدرك أن مسارها خاطئ ، رهنت مصيرها بالمحتل وبالخارج وبذلك ضيعت استقلالية القرار ، الشعب الفلسطيني قدم ولازال يُقدم تضحيات جسام لإحقاق الحق ، ينشد العدل والإنصاف والكرامة والحرية ، لكن المحتل يعمل بمقولة لن يقطع الشجرة إلا احد أغصانها فهو قد جعل من السلطة مطية يمرر من خلالها سياساته ، فنجح في شق الصف وفي تمزيق النسيج الفلسطيني وإن استمرت الحال على هذا المنوال فالخطر يحدق بفلسطين وبالمقدسات ، فلسطين تحتاج لقيادة تعيد الأمور لنصابها وتحيي القضية وتعيد لها وهجها وبريقها الذي خفت وخبى في ظل سلطة تساوم على ثرى فلسطين الغالي ..

    ردحذف