الأحد، 24 مارس 2013

ماهو الدور الجديد الذي ستلعبه تركيا في المنطقة ؟؟...




بعد الأعتداء السافر على سفينة مرمرة ، ظلت تركيا متمسكة بحق اعتذار المحتل عن الإعتداء الصارخ في حق النشطاء ومقتل عددا منهم ، كانت سفينة مرمرة ماضية في رحلة لكسر الحصار عن غزة ، فتعرضت لعدوان سافر من الإحتلال ، اقتحام وقتل واحتجاز وبعثرة للمواد الإغاثية وتنكيل بالنشطاء وخاصة أن الإعتداء وقع في المياه الدولية وهذا يعد انتهاك لقوانين الملاحة وقرصنة ، واليوم جاء الإعتذار ليعيد لتركيا هيبتها وخاصة بعد قبول المحتل بشروطها ..

منذ ذلك الحادث اهتزت العلاقة بين الجانبين ، علاقة لم تكن وليدة فترة حكم أردوغان بل كانت قبل فترة حكمه ، فقط تأزمت بحلول الحادث وتعمقت حين رفض المحتل أن يعتذر لتركيا و يقبل بشروط الإعتذار الذي فرضتها تركيا قبل عودة العلاقات وهي : دفع التعويضات لأسر الضحايا ورفع الحصار عن غزة ، طبعا في السياسة ليس تمة أسود وأبيض بل هناك عدة ألوان تفرضها لغة المصالح ، وهذه الخطوة تُعد بداية لدور جديد ستلعبه تركيا سيعزز من مكانتها في المنطقة وقد يخلق توازنات في ظل القطب الواحد المستفرد بالقضية الفلسطينية ، فالإعتذار لم يأتي اعتباطا بل له أبعاد ، المحتل يعيش تخوفات جمة من محيط يشهد متغيرات ، ومستقبل غامض لا يعلم ماذا تخفي له الأيام تحت طياتها ..

تركيا لها مصالح تبحث من خلالها ليكون لها موقع ، مصالح تحقق لها مكاسب ، ليس الضير في أن تبحث دولة ما على مصالح لها في المنطقة ، المهم أن تفعّل تلك المصالح في خدمة قضايا الأمة ، العرب لعقدين من الزمن وهم يلوكون سلاما مجحفا ، لم يحقق أدنى حق للشعب الفلسطيني ، لأنهم لا ينطلقون من مصالح أمتهم بل من مصالحهم الشخصية ، تركيا تدرك أن المحتل يسعى لإعادة العلاقات خاصة وأن محيطه يهتز وحتى يفكك عزلته ، فلو استثمرت تركيا مصالحها في إعادت العلاقات لخدمة القضية لكان أنفع ، المحتل يحس بعزلة تامة وقد تهاوى حلفاءه واحد تلو الآخر ،هذا ما دفعه للقبول بالشروط ، متى اعتذر المحتل عن جريمة اقترفها ؟!
هذا حتما يعبر عن وضع جديد ، تركيا سيكون لسياستها وقع وحس إن فعّلت مصالحها ومصالح المنطقة في ضوء هذه المستجدات وما تشهده المنطقة من حراك ، فقد وافق المحتل على شروط تركيا بناءا على المتغيرات التي تحيط به ..
لغة المصالح لا تعني الحميمية في العلاقات كما يعتقد البعض ، لكنها تعني تعزيز مواقع وتتبيث مكانة وتبادل مصالح ، والمستقبل سيكشف مدى انعكاس تلك العلاقة على مصالح الأمة ومصالح القضية وإيجاد لها حلول ، وكسر الحصار وو..

هناك تعليقان (2):

  1. الاعتذار لتركيا هو اعتراف بالخطأ
    ودليل قوي على ان تركيا دولة تمتلك التاثير والقوة في المنطقة .
    وهذا الاعتذار انا في تقديري البسيط لن يكون الا شكلي من
    جانب اسرائيل وايضا من جانب تركيا .
    فلن تحلم اسرائيل بعودة العلاقات القديمة مع تركيا فتركيا اليوم لا تنظر لاسرائيل الا كدولة اجرام ودولة قتل ودولة يجب ان يقدم قادتها الى المحاكم عما اقترفوه بحق اطفال فلسطين .
    والاهم من الاعتذار لتركيا هو الاعتذار عن فرض حصار قاتل ودامي وبدون اي داعي على غزة

    ردحذف
  2. تركيا صرحت على لسان أردوغان أن الإعتذار وحده لا يكفي إن لم يتضمن الإيفاء بكل الشروط التي اشترطتها أنقرة ، الإعتذار مكسب في حد ذاته لتركيا حتى وإن قلل البعض من شأنه ، لأن تركيا لا تهتم بالإعتذار في حد ذاته بل تهتم لما يتلو الإعتذار ، حتما عودة العلاقات تكمن في تفعيل مصالح الطرفين ، السياسة لا تؤمن بالحميمية أو دفئ في العلاقات ، بل بالمصالح والدور المهم الذي ستلعبه تركيا خاصة أن مصر لازالت لم ترسى على بر ، وإلا دور مصر هم أيضا مهم للقضية الفلسطينية وللمنطقة ككل ، الأيام ستكشف مدى صدق النوايا ، لان تركيا لا تسعى لشراء الوهم أو شراء السمك في البحر كما يُقال ، بل تسعى لدور هام يعزز مكانتها فإن رأت مرونة من الطرف الآخر تقدمت وإن رأت غير ذلك فأكيد ستتريت هي أيضا ..

    ردحذف