الخميس، 28 نوفمبر 2013

حرائر مصر خلف القضبان ...!



شكلت المظاهرات لزمة انقلابية مطية لبلوغ هدفها وإزاحة رئيس منتخب والانقلاب على الشرعية ، وما إن تسنى لها ذلك حتى إنقلبت عليها ، وسنت قانونا يجرمها ولا ينظمها كما تزعم ، وكما هو معلوم فالمظاهرات كانت آخر مكسب من مكاسب ثورة 25 يناير التي أجهزعليها الانقلاب برمتها ، ووسع الانقلاب بذلك دائرة استهدافاته لتبلغ حتى من جعلهم ستار لبلوغ مراميه ، ولم يقف تعسفه عند هذا الحد بل شمل كل من ناهض سياساته المجحفة ، لينزل أقصى العقوبات على فتيات في عمر الزهور والتهمة رفع بالونات تحمل شعار رابعة في المظاهرات السلمية ، أما التهم التي حوكمن عليها ، ما هي إلا تهما ملفقة لثنيهن عن مواصلة التظاهر والرفض للإنقلاب ..

لم يشفع لهن كونهن فتيات ولا عمرهن الصغير ولا كون هذه الاحكام ستكون سببا في ضياع مستقبلهن فحكم11سنة ليس بالهين ، أحكام أقرب للمهازل منها لاحكام يقبلها عقل ، في حين لا من تُحرك قضايا في من قتلوا المعتصمين السلميين ، الاحكام يعدها الانقلاب زجرية لتكميم الاصوات المناهضة للانقلاب ، وكل ما أوغل الانقلاب في تعسفاته كلما زادة دائرة الرفض اتساعا ، والغريب هو سرعة في تنفيذ الاحكام في حين تلكئوا لعامين في محاكمة المخلوع مبارك لتبرئته لاحقا !!!

التسريع في تنفيذ الاحكام تسفر عن نية مبيتة للاجهاز على كل مكتسبات الثورة ،أحكام جاهزة وجائرة ولا تستند لقانون فهي تُعد خرقا للقانون ، وقد أفاد رئيس هيئة الدفاع أحمد الحمراوي في تقرير نشرته الجزيرة نت أن الاحكام تعدي سافر على القانون ، كما عبر عن معنوياتهن العالية رغم مرارة الاحكام القاسية الصادرة في حقهن ، وطبعا الغاية من الاحكام مصادرة إرادة الشعب وتكميم الافواه وإعادة مصر لمربع الخوف والقهر والاستكانة ، وبدل محاكمة من جاروا على القوانين ومن ارتكبوا أفظع الجرائم في حق الشعب ، تحاكم فتيات في عمر الزهور ، فقط لأنهن عبرن عن رفضهن للانقلاب ، ولم يقف التعسف عند هذا الحد بل بلغ كل من جاهر برفضه للانقلاب بتهم سخيفة حتى ولو لم يشاركوا في مظاهرات كإعلاميين وعلماء ونشطاء من حركات شبابية وغيرهم كثيرون ..

سرعة تنفيذ الاحكم تدل على أن الاحكام مرصوصة على الرفوف ، تنتظر فقط الضحية ومن تم التنفيذ ، ومن يعتقد أن المسألة تخص الاخوان فهو واهم ، الاحكام الجائرة ستطول كل من عبر برأي يخالف ما سطره الانقلاب من اجحاف في حق الشعب وفي حق مصر ، ولن يرحم الانقلاب أحدا حتى من صفقوا له بالأمس والواقع مثال حيّ .

من يتطلع على وجوه الفتيات البريئات وهن خلف القضبان يحس بالحسرة والمرارةعلى مآل ومصير مصر في ظل حكم العسكر ، وجوههن البريئة تحكي عن وطن جريح يراد له أن يعود لذيل القافلة ، فحسب زعم زمرة انقلابية فهؤلاء الفتيات يشكلن خطرا على مصر !! وماذا عن أوعزوا البلاد والعباد للهواية ومن عبثوا بمقدرات مصرووو.. 

كان المفترض أن يكون خلف القضبان من عاث في الارض الفساد ومن أهدر الحقوق ومن نهب البلد ،وليس فتيات عبرن فقط عن رأيهن ، ومعروف ما سيتلو الاعتقال من تعسف وظلم ووو..، هو الانقلاب ظهرت معالمه منذ البداية انقلاب على الشرعية اغتصاب السلطة ، قتل المعتصمين في أماكن وميادين شتى ، واعتقالات بالجملة وتلفيق تهم ، مرورا بأحكام قاسية في حق الفتيات والقادم لا يتكهن به أحد إن استمرتِ الاوضاع على ماهي عليه..

رفض المحاكمة الهزلية لم ينحسر على ذوي الفتيات فحسب أو حماة الشرعية ومؤيديها بل بلغ أطيافا عدة على اختلاف اتجاهاتها ، وعدّوا الاحكام بالجائرة والتعسفية وتهم ملفقة ، وعلت أصوات الشجب والتنديد ، والتي الغاية منها ارهاب الشعب لحتى لا يعبر عن رأيه ، والغريب هو أن المظاهرات هي من تسلقها الانقلابيون ليطيحوا برئيس شرعي منتخب والآن ينكلوا بها ، والأغرب عندما نسمع عن من يستنكر تظاهر الفتات وتناسوا أن ثورة 25 يناير كان عمودها الفقري الشباب من كلا الجنسين ، وهم من ثاروا على الظلم ورفضوا الحكم البائد ، وعندما يعتقل الانقلاب القيادات الواعية والتي لها وزن ماذا ينتظر من الشعب أن يستكين ؟!! حتما سيخرج الكل وبكل فئاته معبرا عن هذا الظلم ومنددا به ورافضا له ..

هي بداية نهاية حكم العسكر إن شاء الله ، فقد أوغل في اجرامه ، يحكم على شباب ب17 سنة ويحكم على فتيات ب11 سنة ويهدد مستقبلهم ويضيعه ، هؤلاء الشباب هم عماد مصر وهو مستقبلها ، كيف ينكل بهم ؟!! في حين تصول وتجول وجوه شاخت عاشت في عصور حجرية وتناست أن الزمن تغير وتطور وأن العالم أضحى قرية صغيرة وأن ردة الفعل ستنكعس سلبا عليهم وللاحكام تداعيات في الداخل والخارج ، وأظن زمرة انقلابية من الغباء بمكان ولا تتابع الردود التي تلت الاحكام الجائرة وتصرفاتها الرعناء ، منتشين بقوة غاشمة لقهر الشعب ، هذه القوة التي وُجدت لحماية الشعب وليس لارهابه أوتخويفه أوالتنكيل به ، حتما الشعب المصري لا ولن ينسى من دعم الظالم ومن وفر له الغطاء ومن ساند الطغيان والاستبداد ..

هناك تعليقان (2):

  1. الله المستعان .. لن يقبل احد بهذا الظلم وان شاء الله الفرج قريب وقريب جدا
    اخوكم ابو عبيدة من غزة

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ،وشكر الله لكم مروركم
    والحمد لله تم إخلاء سبيلهم بحكم مخفف مع وقف التنفيذ ، وإن كان الاخلاء خطوة أولى نثمنها ، فالمطلوب تبرئتهن براءة كاملة وإعادت الاعتبار لهن وإزاحة ما نسب لهن نهائيا ، فهن بريئات فقط عبرن عن مواقفهن وعن آرائهن ورفضهن للانقلاب ، في حين يصول ويجول من يخرب البلد تحت حماية سلطة انقلابية .

    ردحذف