الأربعاء، 2 أبريل 2014

وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ..



قال تعالى : غُلِبَتِ الرُّومُ ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ سورة الروم

نزلت الآية الكريمة لتكون بلسما وسلوى لما كان يؤرق الفئة المؤمنة ، نواة المجتمع المسلم الذي كان يتشكل ، جاءت لتحمل البشرى لاهل الحق ، بشرى لأهل الإيمان ، أن الحق سينتصر وأن الإيمان سيعلو ، كانت بمتابة الفأل الحسن ، تبشر المؤمنين بأن النصر قادم طبعا مع الاخذ بالاسباب ، لم يتقيدوا بالحدود بل نظروا للقضية بشكل أوسع ، المعركة معركة حق ضد الباطل ، حتما سيكون النصر حليف الحق ، وعد من الله لعباده المخلصين ، من يحملون للأمة مشاعل الخير ، ويذكرهم إن النصر قادم وإن تأخر أو استبطئ فلحكمة ، حتى تقدر الانفس هذا النصر وما بذل في سبيله من تضحيات جسام وحتى تغدو الانفس صافية رقراقة وقد تخلصت من كل الشوائب التي علقت بها ، ويأتي النصر ليتوج صبرها وجلدها ..

هكذا هو حال أصحاب أية قضية عادلة أو من اكتوى بنار الظلم ، أو من يرزحون تحت نير القيود والاضطهاد، تشرئب أعناقهم لأي بصيص أمل وتتطلع أرواحهم لنور يبدد الظلام ، نور يحشد القوة ويقوي اليقيم ، ويروْا في أي نصر تحمله الاصداء بشرى لهم وخيرا يحمله المستقبل يغير الحال ، مهما طال انتظار النصر ومهما عرقلت مساره منغصات فالنصر بإذن الله قادم ، وهكذا فأي أمل يحلق في السماء فهو نور يشع ويبعث الامل في النفوس ويربت على القلوب ويمدها بطاقة تجدد نشاطها لتجابه المتحديات..

البشرى تلقي في خلد الفئة المؤمنة التي تُمتحن أن النصر سيلوح ، وأن نور الشمس لن يُحجب ، انتصار الحق في أي بقعة كانت هو دعم لأهل الحق ، فقد كانوا يفرحون بالنصر ويستبشرون به وكان يلفهم الحزن حين يتأخر وحين تحل الهزائم يعدونها انتكاسة لهم ، وهكذا ينظرون للمعارك أنها معركة حق في مواجه الباطل ومعركة إيمان في مواجهة كفر ..

لذلك حين فاز حزب العدالة والتنمية إمتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور أردوغان وهو يلوح بشارة رابعة ، رابعة برمزيتها عنوانا للحرية والكرامة وميدانا للشهادة ، فوز مستحق وبفارق كبير عن بقية منافسيه ، هو فوز لارادة الشعب عبر آليات ديمقراطية متعارف عليها ، وبها يحدد الشعب من يزكيه ومن يعطيه صوته ومن يرتضيه ومن يجدد ثقته فيه ، وليس عبر الشارع أو استئصال الفائزين ومن اختارهم الشعب عن طواعية وفي طوابير ممتدة لساعات طوال أعادت للساحة السياسية حيويتها بعد سبات عميق امتد لعقود ، كان الامل يحدوهم في أن يروا وطنا ينعمون فيه بالعدل ويظللهم الأمن والأمان ويسعدون في كنفه ..

ودوما صناديق الاقتراع هي من تحدد الحجم في جو تسوده الشفافية والنزاهة ، أما ما نراه اليوم من ظلم ، رئيس منختب شرعي مغيب ومحتجز ، وانقلابي يسابق الزمن لبلوغ القصر الجمهوري ولو على جثث الابرياء وهو من صادر صوت الشعب من قبل ، دروس كثيرة استفدناها من التجربة التركية ، من بينها أن سيل الاشاعات المغرضة والتي غزت العالم الافتراضي وقنوات محرضة لم تهزم الشعب الواعي ولم تنال منه ولم يكترث لها ولم يلقي لها بالا ولم يعرها أي اهتمام ، بل بالعكس ردّ عليها ردا قويا عبر صناديق الاقتراع ..

وزاد التفاف الشعب حول برنامج قيّم وحول سياسة اتسمت بالعقلانية وقادت البلاد نحو التقدم والازدهار ووضع رجليه على أرض صلبة ، وسيكون له موطئ قدم في الساحة ،إن شاء الله ، ومهما ضخت دولا بعينها تعادي سياسته من أموال ، بل وتدخلت بشكل سافر في شؤون البلاد ، فالشعب ظل متماسكا ووفيا لمسار استحسنه ورأى ثماره بادية على واقعه ، لم يصغي للشائعات ولم تلن عزيمته فكان الفوز الكبير ..

العقول الواعية لا تُخدع فهي تدرك من وراء الاشاعات ومن ينسج فصولها ولأي غرض تحاك ، في فترة سابقة نالت الاشاعات من د.مرسي بافتعال أزمات بغية أفشال المسار ، وللأسف وجدت آذانا صاغية امتطاها الانقلاب فيما بعد ، وها هو الآن يسعى بخطى خبيثة لوأد التجربة الوليدة وينكل بالثورة 25يناير في شخص رافضي الانقلاب ، كم ممن خرج في 30 يونيو يلوك مرارة الحسرة والندم كونه فرط في الثورة ، ولو قُدر للدكتور مرسي أن ينهض بمصر و أن ترى النور المشاريع العملاقة التي وضع لها حجر الاساس وأن تبدو ثمار الحرية والكرامة على أرض الواقع لما استطاع الانقلاب أن يجثته ، لذلك عمد الانقلاب بكافة أذرعه على أفشال المسار في المهد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق