الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

طاعة الله أساس السعادة..



السعادة ليست شيئا ملموسا يمكن أن نقتنيه، بل هي احساس داخلي ، تنبسط له أساريرك ويشع له قلبك يقينا وإيمانا ورضا ونورا، ويلهج لسانك بالدعاء بالحمد والشكر على نعمه الجليلة والتي أغدقها الله عز وجل عليك ، هي إحساس براحة نفسية لن تجدها إلا في رحاب الطاعة والاخلاص فيها ..
وقد تجدها في إسعاد الآخرين ، في مد يد العون لهم ، في سجدة تحس فيها بالقرب منه عز وجل وقد مدك بالعون والقوة لتجابه الصعاب والصبر على درب الحق ، قد يهرول آخرون لما يتوهمونه سعادة ، حتى حين يبلغونها تضيق بهم الدنيا بما رحبت وتسود أمام ناظريهم ، وتنقبض نفوسهم ، وقد يلفهم شعور مرير يودي بهم للانتحار ، لانهم بلغوا ماكانوا يحلمون به من شهرة ونجومية وو.. ، لكن في غير طاعة لله ، ولو بحثوا عنها بصدق لوجودها في أشياء بسيطة ، لم يكونوا يلتفتوا إليها من قبل ..

تجدها في الرضا بما قسمه الله لك ، في جلسة مع أسرتك الصغيرة ، تنعم بالجلوس معهم ، تدخل السرور والبهجة لقلوبهم ، في جو يملأه الصفاء والمحبة والطمأنينة ، تبادلهم اطراف الحديث ، تسمع لهم ، يسمعوا لك ، قد تجدها في هدف قيّم سطرته وبذلت له كل طاقتك ، أحسست من خلاله أن لحياتك معنى ولوقتك قدر وقيمة ، فاغتنمته واستثمرته في البذل والعطاء ، فعاد عليه بالنفع ..

قد تجدها في زيارة مريض ، تخفف عنه أوجاعه ، في الدعاء في ظهر الغيب لأخوتك ، في الاهتمام بشؤون أمتك ، في إيجاد الدواء الناجع لهمومها ، في العمل التطوعي والخيري ، في رسم البسمة على محيا الايتام ، تمسح على رؤوسهم ، تنفس عنهم مرارة اليتم ، في أن تتفاءل بالخير وتبث الامل في خلد النفوس المكلومة ، بأن الفرج قريب بإذن الله ، قد تجدها في كتاب قيم قرأته استفدت وأفدت غيرك ، في نصيحة صادقة تبتغي بها وجه الله ، في صلاة بخشوع ، تسبح بك في ملكوت الله ، فتستصغر الدنيا ومن يتكالب عليها ، وتطمع فيما أعده الله لعباده الصالحين من نعيم مقيم ، تجدها في هدية تدخل بها السرور على فلذات أكبادك أو على والديْك ، حتى ولو كانت في نظرك بسيطة ، الهدية تزرع المحبة وتقوي الروابط  وتزيد الالفة ، الهدية تكمن في رمزيتها وقيمة لمن تهديها له ، لا في ثمنها الباهض ..

تجدها في الصبر على الابتلاء وأن لا تتحسر على مافاتك ، فلو فيه الخير لما فاتك ، والتفت للنعم التي أسبغها الله عليك وما أكثرها ، ولن تحصيها وانظر دوما للجزء المملوء من الكأس ، السعادة ستجدها في رحاب الطاعة ، هي في متناول يدك ، هي قريبة منك ، فلا تبحث عنها بعيدا، ستجدها في كل أوجه البر ، بإذن الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق