الأحد، 1 فبراير 2015

المقاومة فخر الامة وعزتها ..


لم يكتفي العرب بإطالة أمد الاحتلال على مقدساتنا وأرضنا العربية ، بخذلانهم القضية ، وبحلولهم الترقيعية وصراعاتهم وتمزقهم ، والتي لم تزد الوضع إلا وهنا وضعفا ، وزادت من تغول الاحتلال ، وضياع الحق الفلسطيني ، بل يسعى الانقلاب بخطى خبيثة لكتم النفس المقاوم من خلال توصيف المقاومة توصيفا مجحفا ، القسام مقاومة شريفة أعادت للامة عزتها وكرامتها ورفعت رأسها عاليا ، بعد أن داسها الاحتلال في حروب سابقة مع العرب ..
 ومعلوم أن الاحتلال هو من يعتبر المقاومة إرهابا ، لانها قضت مضجعه وأذلته ، ومرغت أنفه في التراب ، وأحالت جيشه "الذي لا يقهر "، لاشلاء وقد دب الخوف في أوصاله ، وتقهقر أمام صلابة القسام وجسارة رجاله ، ومن عاش منهم تطارده كوابيس الحرب ليلا ..

ولولا فضل الله ، ثم يقظة المقاومة وجهوزيتها ، لاجتاح الاحتلال قطاع غزة واستباحها ، كما يفعل بالضفة التي اغتال الاحتلال وأدواته النفس المقاوم فيها وجففوا ينابيعها ..
 والامر يكاد لا يفهم ، إذ كيف تتبنى جماعة أحداث سيناء ، ويطال الانتقام غزة ومقاومتها !!
والزعم دوما موجود : الانفاق ، مع أن الانفاق وُجدت للتخفيف من آثار وتداعيات الحصار المرير من الجانبين : المصري والاحتلال ، وإن كانت الانفاق تشكل مصدر قلق للانقلابيين في مصر ، فليفتحوا معبر رفح ، الانقلاب أغلق كل المنافذ ومع هذا لم يجد من الشعب الصامد ، غير الصبر والاناة ، وحفظ عرى الاخوة والجوار ، وذريعة الانفاق التي يعتمد عليها الانقلاب ، ذريعة زائفة ، مع كل الحيف الذي طال غزة ، ولحق أهالي سيناء من نسف دورهم والتنكيل بهم ، استمرت العمليات ، وكان الاجدر البحث عن مكامن الخلل واصلاحها ، وليس تصدير الازمات والبحث عن شماعة لتعليق عليها اخفاقات العسكر ونكساته 

وإن كانت الذريعة حفظ الامن القومي المصري ، فغزة هي من تشكل السد المنيع وخط الدفاع الاول للامن القومي ، ومن يضيق عليها هو من يهدد الامن القومي وليس العكس ..

غزة بوابة الامن القومي المصري..
http://kawther2012.blogspot.com/2014/07/blog-post_12.html

وما إن يقع حدث ما في سيناء ، حتى تنبري أبواق الانقلاب لتلفيق التهم جزافا ، حتى قبل أن يأخذ التحقيق مجراه لمعرفة الفاعل ، وهذا دليل على أن التهم جاهزة والنية مبيتة ، ولا تنتظر غير حدث ما لتمتطيه ، لتزيد من خنق غزة ، وتشديد الحصار عليها والنيل من مقاومتها ، لا قدر الله ، القسام له معركة وحيدة ، معركته ضد محتل غاشك ، وله تسدد المقاومة سهامها ، لغة الاعلام المأجور والقضاء المسيس ، تتماهى مع مواقف المحتل تجاه غزة ومقاومتها ، وطبعا نتيجة متوقعة من استبداد نكل بشعبه ونعته بالارهاب ونال من كل صوت نزيه وشريف يناهضه ، غير أن وجهه المقيت انكشف للعيان مع اصدار هذا القرار الجائر ، اليوم الانقلاب يسعى للعصف بالقضية الفلسطينية من خلال استهداف المقاومة ، وتلفيق لها التهم ، ويضعفها ويجعلها لقمة سائغة بين يدي عدوها ، لاقدر الله

الاعلام المغرض له غاية من حملة التشهير والتشنيع ، حتى إن حل عدوان ما على غزة ، لاقدر الله ، يفقدها الحاضنة الشعبية ، مع العلم أن هذا غباء مركب ، فالشعوب تدرك جيدا من العدو الحقيقي ، والمقاومة حق مشروع ورد طبيعي على جرائم المحتل ، غزة تتصرف بحكمة رغم مرارة الحصار ، تبقي على شعرة معاوية ، ولم تقع فريسة اعلام مأجور ، وظلت تتعامل بروية وطول نفس ، مع كم التحريض عليها ، عل وعسى يكون للعقلاء في مصر صدى ويوقفوا هذا الحيف ..

ما يقوم به قائد الانقلاب ، يصب في صالح الاحتلال ، فهو يزج بالجيش في معارك تضعفه ، وخاصة طريقة تعاطيه مع الملف السيناوي ، حتى تتآكل قوته في حين جيش الاحتلال في كامل قوته ، وإن بقي الامر على ما هو عليه ، قد يقع مالا تحمد عقباه من تفكك ، وتهوي البلد لحرب تأكل الاخضر واليابس ، حيف الانقلاب يمس الداخل المصري كما الجوار ، عدا عن اختراقات تزيد من وهن وضعف الامة وانهاكها ...
 من أقدم على هذا الفعل الشنيع في حق مقاومة باسلة قدمت الشهداء وحفظت الحق العربي والاسلامي على أرضنا ومقدساتنا ، هو يسلم رقبتها للمحتل ، ويوقع للمحتل على بياض حتى ينكل بغزة متى شاء وكيفما شاء ، مادامتِ المقاومة غدت في منظوره ارهابا!!

عدا عن تحوير البوصلة وتبديد الجهد ، في معارك ليست معارك مصر بل معارك يخوضها من يمتصون دماء المصريين ويزجون بهم في آتون حروب مختلقة ، ليبقوا جاثمين على الصدور ، معركة جيش مصر مع محتل غاشم يتربص بها وبكل المنطقة ، القرار الجائر ، بإذن الله لن ينال من المقاومة ، لكن يظهرها أمام محتل غاشم ، مكشوفة الظهر ، أو يصورها على أنها معزولة عن عمقها العربي ، فهو يشكل الدعم لها في مواجهة غطرسة المحتل ، هل هذا هو ثمن بقاء الانقلاب !! ضياع القضية الفلسطينية والنيل من المقاومة والتفريط فيها ، هذاحتما يشعل غيظ كل غيور ، الانقلاب وأذرعه تغولوا فقط على أهالي سيناء وعلى غزة المحاصرة ، إضافة لاعلام الردح الذي من "مهامه" ، قلب الحقائق وتزييف الوعي وتخدير العقول ..

وحتما هذا الاجراء سيؤثر على الدور المصري في عدة ملفات ، فلن تكون وسيطا نزيها وهي تعتبر المقاومة ارهابا ، ولن يعول عليها مجددا في أية وساطة ، ومن الغريب أن يعتمد أبواق الانقلاب على من يعدون حماس خصما لهم في تقييمها ، الخصم لا ولن يكون منصفا في تقييمه لك ، عدا عن زيادة الشرخ وتكريس الانقسام الفلسطيني ، ونهج سياسة خبيثة : سياسة فرق تسد ، قائد الانقلاب يأخذ مصر لتتملص من دورها الريادي نحو قضية الامة ، بعد إخراجها من الصراع سلفا بتوقيع اتفاقية مجحفة ، وهو اليوم يقودها لتصطف لصف العدو الصهيوني في توصيفاتها المجحفة وهذا خطير ، توصيف لا يخدم سوى العدو ، وحتما ستكو له تداعيات وتبعات لن تكون في صالح غزة ولن تخدم القضية الفلسطينية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق