الاثنين، 9 مارس 2015

المرأة...في يومها العالمي ..!!



تخلد المرأة العربية مناسبة مايسمى باليوم العالمي للمرأة ، بالمزيد من الصمود والثبات في شتى الساحات الملتهبة ، فهي الثكلى والارملة ، هي من فقدتِ المعين والسند ، هي من حرمتها الحروب كل الغوالي ، هي المعتقلة في سجون الاحتلال ، تعاني مرارة البعد عن الاهل والاحباب ، واحتضان فلذات أكبادها ودفء العائلة ، أو حرمها أحبة لها لعقود لتجتر آلام فراقهم ، هي من جادت بروحها وهي تمني النفس بلقيا مهجة القلوب ، أحبة غيبهم الاحتلال عن ناظريها ، واغتصب البهجة من قلبها ، ونغص عليها فرحة الاعياد وأدمع مقلتيها شوقا وحنينا لاحبتها ..

 هي من زج بها الاستبداد في مقابر الاحياء ، فقط لانها عبرت عن رأيها الرافض للانقلاب ، هي الشهيدة من روت شجرة البذل والعطاء والصمود بدمائها الزكية الطاهرة ، هي من تحملت مرارة النزوح والتشريد في مخيمات الموت البطيئ . بعد أن دمر الاستبداد منزلها ، وروع أمنها وأمن صغارها، وأحال موطنها الجميل لخراب ، هي من حملت لواء التحدي في غياب الزوج والاب والابن والاخ ، تحملت من الصعاب ما تنوء بحمله الجبال ، لترى حلمها في وطن يسوده العدل وتغمره السكينة والطمأنينة قد تحقق ، وطن يحقق لها ما تصبو إليه من عدالة وحرية وكرامة ، هي من كابدت المشاق لتسند ظهر أحبتها وتخفف عنهم العناء ، تماسكها وصبرها يرفع معنوياتهم ويقوي ظهرهم ، هي من صبرت على استشهاد فلذات أكبادها محتسبة الاجر عند الله ، هي من جادت بروحها في الساحات والميادين ، وهي تدافع عن حقها في العيش بكرامة ، من الحيف أن يُرصد لها يوم واحد وننساها الدهر كله..

هي معول خير إن تلقت التربية السليمة ، هي شريكة الرجل في بناء نهضة وطنها ، هي من تحرس وتصون العرين وتربت على الكتف ، وتزرع بذور الامل في نفوس صغارها ، هي من تقابل ظلم الواقع بثبات وجلد وصبر ، حقوق المرأة لازالت شعارات رنانة ، ولم تحس المرأة بوقعها ولم تغير من واقعها المرير ، عالم يبخس حقها في أن تنعم بالحرية ، إن صدحت بصوتها ، كممه ونال منها ، أو نكل بها الاستبداد لكسر إرادة من يناهضه من أهلها وو...
 غير أن المحن لم تنال منها ، بل زادت من عزيمتها ، ولم تفت في عضدها الشدائد ، تكافح كل أشكال الظلم ، تدرك أن الحقوق تنزع ولا توهب ، حتما يوم واحد لايكفي ولن نوفي حقها فيه، ولن نحيط بكل معاناتها في شتى الساحات ..

عام مضى اغتالت آلة الحقد الصهيونية بسمتها المشرقة ويتمت صغارها ومزقت شمل العائلة ، ولا تقِل معانتها في ساحات أخرى عما سبق ذكره ، فهي في ساحات أخرى بين نارين إما إفراط وتفريط ، تعاني التهميش وتكبلها أغلال التقاليد وتعطل ملكاتها ، وتتفشى في أوساطها الامية أو يتبنى قضيتها دعاة التغريب ، فيلصقوا كل حيف طالها للاسلام ، مع أن الاسلام هو من صان حقها وحفظها وأعلى قدرها ، فيبتذلونها ويمسخوا شخصيتها ويهينوا أنوثتها ، وبذلك يبعدونها عن رسالتها السامية ، مشاركتها الفعالة في النهوض بأمتها واستثمار قدراتها وملكاتها خدمة لمجتمعها ، وتربية لجيل تفخر به أمتها ..

كلما تناولت موضوع المرأة ،إلا واستحضرت كلمات سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وهو من تعامل بخلق راقِِ مع المرأة ، يكن لها كل احترام واجلال وتقدير ، كان الاب الحنون والزوج الطيب العطوف والمعلم الهمام والفارس المقدام ، كلمات كتبت من نور : استوصوا بالنساء خيرا ...
عذرا رسول الله ضاعت الامانة في زمن ماتت فيه المروءة والشهامة.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق