الثلاثاء، 14 مايو 2013

تعدد الاحزاب والتنظيمات : الإيجابيات والسلبيات..


يعزو البعض تعدد الاحزاب في وطننا العربي للحرية التي سادت ، وأنه جاء كتعبير عن جو ديمقراطي ، وأن الكل انضم لإطار يمثله ويعبر عن آماله وطموحه ورؤيته المستقبلية في تقدم الوطن ، تنوع يفضي لهدف واحد خدمة مصالح الوطن ، تنوع يخلق جو تنافس بين مكونات المجتمع يصب الكل في تحقيق الهدف الاسمى رقي الوطن  ، في المقابل البعض رأى فيه أنه انعكاس لواقع عربي اتسم بالفرقة وكثرة الإتجاهات ، نتج عنه اختلافات في الرؤى ، وأن التعدد ما هو إلا صورة مصغرة عن واقع أمتنا الممزق ، وخاصة حين تهوي الخلافات للصدام واهدار الجهد والوقت وتكون السمة هي التعارض والتعاكس ..

ايجابات تعدد الأحزاب :
مادام الهدف واحد وهو الرقي بالوطن ، فالتنوع سيثري الساحة ، طرق متعددة بآليات عدة لكنها كلها تلتقي على هدف واحد وكلها تفضي لمصلحة الوطن ،تزخر الساحة بالآراء يستفيد منها الوطن  إن تعددوا في المعارضة اتسموا بالنزاهة ، وتقييم الأداء والمشاركة في إيجاد الحلول ، لا غنى عن معارضة بناءة ، ترصد الخلل وتبحث له عن الدواء ،وتكون الحارس الأمين على مصالح الوطن ، فيتكامل البناء ، هدف الجميع حكومة ورئاسة ومعارضة وشعب عزة وكرامته وإن تنوعت ، وإن شاركوا في الحكومة كانوا نعم السند والعون الكل يدا واحدة غايتهم تحقيق التقدم للوطن والنمو وتحقيق كل ما كان يصبو إليه الشعب ، وتحقيق آماله في العيش الكريم ..

سلبيات تعدد الأحزاب :
يكون لكل هدفه سطره يخالف الآخر ، تقاطع الأهداف مدعاة للتصادم ، إن كان الغرض مصلحة الوطن فلا ضير من التنوع والتعدد ، أما حين يكون الهدف تحقيق مكاسب ضيقة ونسف البرامج ووضع المتاريس وعرقلة المشروع الإصلاحي وغيرها ، لن تفضي إلا لتمزيق النسيج وخلق خلافات حادة تؤخر النهضة وتعطل التقدم وو...
وحين يفقد عنصر الثقة ، أي عمل سيفسر في غير محله ، تتبدد الجهود ، وتتفتت الأصوات ، ويطفو التشكيك وتغيب مصلحة الوطن ، ليس مهم من بلغ لسدة الحكم ، المهم كيف نعينه ونكون له نعم السند مادام الهدف واحد ، وإن تنوعت آراءنا..
للأسف إن تعددوا في المعارضة عمدوا لنسف البرنامج الاصلاحي  ، وإن شاركوا في الحكومة ، نخروها بخلافاتهم فتكون عرضة للإنهيار أو تكون حكومة غير متوافقة ، غير منسجمة ، قد تعصف بها الرياح في أية لحظة ، يزيد هذا من افصام المجتمع وضعفه..
والسؤل المهم هذه الأحزاب التي برزت بكثرة للسطح ،ماهو برنامجها وماذا تحمل في جعبتها من جديد لتساهم في رقي الوطن ؟؟

وماذا لو انضوت الأحزاب التي تتقارب في الرؤى  حتى توفر الجهد وتتكتل وتخلق قوة بذلك ، لإن تفتيت الأصوات مدعاة لتبديد الجهد ، إذن لا ضير في التعدد وإن كان في حد معقول ، مادام  الكل يعمل لنفس الهدف ..

التنظيمات الفلسطينية :
هي أيضا ينطبق عليه نفس الأمر إن كانت تعمل كلها للتحرير وتحمل هم الوطن فلسطين ففي تنوعها خير وخدمة تصب في مصلحة الوطن ، تنوع يفضي للتكامل  ، تنوع في أشكال المقاومة يعززها ويقويها ، والهدف واحد ، التنظيمات على اختلاف أطيافها توحدت في محطات مهمة ، في الإنتفاضة في المعارك تجد الكل يلبي نداء الوطن ويفديه بروحه ، والكل يدا واحدة ، الخطير في الأمر حين تتضارب الأهداف ، هذا ينال من القضية ويضعفها ..

 وماذا لو تكتلت حتى تخلق قوة تستثمرها في مواجهة المحتل ، وتتدخر الجهد والطاقة في الإستعداد لكل طارئ ، تحالف تخلق به تماسك ويكون عنوان وحدتها تحرير الأرض والإنسان ، ففي الوحدة حشد القوة لمواجهة التحديات ، والوحدة في إطار يضم الكل مادام الهدف واحد كما ذكرنا المقاومة والتحرير ، ففي هذا الاطار الوحدوي تذوب كل الخلافات ، التنوع في خلق سبل جديدة تصب في مصلحة الوطن يكون شعارها الأول المقاومة ، في الوحدة تختفي الحزازات ويكون الهم النهوض بالوطن وتحريره ، وتختفي المناكفات ، ويتم الإستفادة من كل الآراء ، تنوع يبني مواقف حازمة تواجه المخاطر ، ويكون الكل جندي في موقعه يخدم مصالح فلسطين ..



هناك تعليق واحد: