السبت، 18 مايو 2013

فلسطين يا وطناّ أحببناه ..





قد يعيش الجسد في وطن وتعيش الروح في وطن عشقته ، سكن حنايا قلبك ، تربع حبه على عرش فؤادك ، نقشت حروفه في الفؤاد بمداد العزة والفخر ، تحمل الحروف معاني زاهية كلها صمود واصرار ، وله ترنو العيون في شوق وحنين وتشتاق الروح للقياه ، أفسحت له في حنايا قلبك مكانا واسعا أسكنته فيه ، يصرخ يئن تسمع لأنينه تسعى لتخفيف عنه آلامه وأوجاعه ، لتمسح دمعاته .أنسجت له عبارات الود والوفاء ترقى بمقامه ومكانته ، وترجو أن تغدو العبارات يوما ما واقعا يبدد أحزانه ويعيد له نظارته ويمحو عنه عذاباته ..

تبكي المقل حين ترمقه وقد أثقلت سنون العذابات كاهله ، وأثر القيد في معصميه ، وأرقك نسيان بنيه له ، ينتظر يوما ليس ببعيد ، يوما ينشد فيه لحن الحرية ، وقد عادت البسمة تكسو محياه وعادت البهجة ترفل بين ربوعه وفي جنباته وبين مروجه ، وعاد الصغار وفي أيديهم مفاتيح النصر ، تغمرهم الفرحة وهم يعانقون وطنا لم يروه ، فقط سمعوا عنه ، من روايات الاجداد ، عن انتصارات الفاتحين ، وذكريات الابطال من طهروا ثراه وفكوا قيده .

وعن بيارات الليمون وأشجار الزيتون وخرير المياه وعن أيام الحصاد وعن الفلاحين وهم يترنمون بأناشيد عذبة وجميلة ، تنسيهم المشاق والتعب وتزيح عنهم الكلل ، يقبلون على الأرض الطيبة بكل سرور وبهجة ، تتسابق السواعد في همة ونشاط ، تفرح الارض بهم وتنشد لهم أعذب الألحان ، هي الأم الرؤوم لبنيها ، تسعد بهم ويسعدون بها ، واليوم أرقها بعدهم ،وقد ضاق قلبها ذرعا بفراقهم وتنتظر اليوم الذي يلتم فيه شملها بهم ، فلسطين هي الروح من الجسد فكيف يحيا جسد وقد اقتلعه روحه منه ، تتلاشى كل الأحزان وتذوب سنيّ العذاب عند لقياكِ وتعود الروح للجسد ..

فلسطين يا وطنا أحبناك وعشقنا ثراك الطيب ، يا مهوى القلوب ، لكِ الارواح مشدودة ، تُمني النفس بيوم اللقاء ، يوم الفتح العظيم ، تتألم تحس أن قيدك هو قيد على الروح ، كيف تفرح وفلسطين يلفها الحزن ، وقد ارتدت لباس الحزن ، صرخ الاقصى يوما صرخة مدوية عله يُسمع الضمائر الحية فتنفض عنها غبار النسيان ، وتهب لنجدته ، اطرق سمعه وإذ بالمنادي يردد : متى يأتي صلاح الدين ! رد الاقصى والغصة تعتصر قلبه المكلوم وعادت به ذكريات الماضي المجيد تترآى أمام ناظريه ، وهل صلاح الدين كان ينتظر عمرا ! ما إن بلغه أنين الاقصى حتى جيش جيوش العزة وسار صوب فلسطين ، أزاح عنها الظلمة وأعاد لها الفرحة ..

من تغلغل حب فلسطين في قلبه ، أخلص لها وضحى بروحه ليفديها ، عندما يقبل عليها الشهيد تضمه بين ثراها الطاهر تتنسم عبير الشهادة من دمائه الزكية ، تفرح حين ترى أبناءها على الحق ماضون وعلى العهد باقون ، عبارات المحبة والوله لا تكفي ، من أخلص في حبه لها نافح عنها وسعى لتحريرها حتى تعود لربوعها البسمة ، ويمسح أساها ويفك قيدها ، ويعيد لها الأمن والأمن والطمأينة والراحة هي العروس ومهرها الشهادة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق