الأحد، 14 يوليو 2013

الشائعات سلاح المفلس ..



سلاح الشائعات سلاح قديم ، يمارسه أهل الباطل عندما يخسرون في المعارك ، فتشتعل نفوسهم حنقا على أهل الحق فيبثون السموم للنيل من الحق وأهله ، له تأثير على بعض النفوس المهزوزة ، واليوم أصبح له قنوات تروج للشائعات وتحرض على الكراهية ، هو سلاح العاجز الذي يفتقد للحجج الدامغة ، سلاح يسعى لشق الصف وثني الناس عن اتباع الحق ، يرفضون الحق لأنهم يخشون من كلمة : من أين لك هذا ؟ 
يدركون أن الحق جاء ليرسي دعائم العدل ويحفظ الحقوق ويحمي كرامة الانسان ، يدركون أن الحق يؤمن بأن الناس سواسية كأسنان المشط ، يدركون أن الحق يرفع شعار : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، يعرفون أن الافضلية للتقوى حتى يتسابق إليه الصالحون ، هذا ما يخشونه ، وحين تعوزهم الحجة والدليل لمواجهة الحق يبثون الشائعات ليحولوا بين الحق وبلوغه للنفوس حتى تتشربه ..


الشائعات سلاح فتاك ، الغرض منه اضعاف القوة وتفريق الشمل ليسهل القضاء على من يعدونه خصما لهم ، بعد شيطنته وتشويه صورته ، تسعى الشائعات في خطى خبيثة ، لتفكيك الشمل وتفريق الجماعة وخلق مناخ من الكره والحقد ، هي بضاعة كاسدة لن تلق رواجا أو تجاوبا في النفوس المحصنة الواثقة التي تستقبل الخبر من مصدره ولا تركن للشائعات ، قال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )..


تزداد الشائعات كلما زادت قوة الحق ترسيخا وزاد مؤيدوه ، يعمدون لغلق باب الحق ، حتى يركن الناس لأبواقهم ، خلق الباطل مناخا غير نظيف وغير صحي يستقبل الشائعات دون تمحيص ودون تنقيح حتى حين تحين الفرصة تمتطيهم لتمرير الباطل ، سلاح الشائعات سلاح رخيص يتنافى مع الاخلاق ومع روح التنافس الشريف ويهوي لمستنقع آسن من بث البغضاء وشحن الانفس حقدا وخلق العداوات وهذه من مهام إبليس ، لن تلقى الشائعات تجاوبا في الأوساط الواعية ، لكنها تنال من الامة الضعيفة التي تفتقد لمقومات الصمود ، أما الامة القوية المتماسكة لا تتأثر بالشائعات بل تدحضها بالحق الذي بين يديها ولا تركن لها ..


مارست اليهود هذا السلاح الخبيث عندما عجزوا عن مواجهة الحق ، فلتجأوا لهذا السلاح الدنيئ ، نال من الفئة المؤمنة لوقت قصير لكن ما لبثت أن تجاوزته وتخطت آثاره المدمرة ، لأنها صلبة المراس ، قوية ، متماسكة سدت كل المنافذ ولم تترك للشائعات ثغرة لتنفذ منها ، الشريف ينافس في أي حلبة كانت ، حتى وإن لم ينجح يرضى بالنتيجة ويستعد للمنافسة الشريفة مرى أخرى ، أما دون ذلك ما إن يخسر أمام منافسه حتى تتحرك نفسه غيظا وحنقا فيشهر سلاح الشاعات لينال من خصمه وليضعف شعبيته ..


وفي صدر الاسلام عندما جاء الحق ليُزهق الباطل ويحرر الانسان ويعمر الارض بالخير ، استنفرت زعامات قريش آلياتها وجندت اسلحتها للنيل منه ، رغم أنها تدرك أن صاحب الحق صادق وأمين ، معروف أصله وفصله ، جحدوا الرسالة وشنوا حملة مسعورة لتشويه صورته والنيل منه والنيل من الجماعة المؤمنة ، يدركون أن الحق جاء ليمحي الظلم المستشري ويقضي على الفساد ، ويعيد القطار لسكته الصحيحة ، فما تركوا نقيصة إلا وألصقوها به ، ألبوا عليه الداخل والخارج ، في موسم الحج كانوا يعترضون قوافل الحجاج ويحذرونه من الاقتراب منه أو السماع له ، كانوا يدركون أن الحق سيزيل باطلهم ويستأصله من جذوره، التجأوا للترغيب تارة وللترهيب تارة أخرى لثنيه عن تبليغ الرسالة ومازاده ذلك إلا اصرارا على الحق والصبر في تبليغه ..


فحين يعجز الباطل عن ثني أهل الحق عن جادة الصواب يروم لسلاح مقيت ليزعزع النفوس الغير الواثقة وليبث سموم الفرقة ، لكن أمام صلابة البنيان ورسوخه لن تؤثر فيه الشائعات وسترتد الشائعات على أهل الباطل باطلهم وسينكشف للكل افتراءاتهم وهذا سيزيد أهل الحق ثباتا وصمودا ومضيا في درب الحق حتى بلوغ مرفأ الامان إن شاء الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق