الجمعة، 5 يوليو 2013

عودة الشرعية وحمايتها هي الضمان الوحيد لحفظ الوطن ..


لم يقرأ الجيش المصري عواقب ما قام به من اغتيال الشرعية ووئد الديمقراطية ، الرئيس لم تاتي به جموع حاشدة لتكون هي الفيصل اليوم ، وحتى إن احتكمنا لها فحشود المؤيدين لها وزن ولها ثقل لا يستهان به ولن تُلغى أصواتهم ، بل جاءت به انتخابات شفافة ونزيهة وارتضاه الشعب وهي أيضا من نحتكم إليها ، وإن سلمنا بالحشود فمالذي يمنع من الاحتشاد في كل مرة رُفض فيها رئيس منتخب ويتكرر الامر مرات ومرات ، إلا إذا كان الحشد المعارض فقط ذريعة لازاحة محمد مرسي ، وحتى إن سلمنا بالحشود وجعلناها الفيصل فلماذا نغض الطرف عن حشود المؤيدين للرئيس ونعتم على مسيراتهم ؟!

كان الاولى الاستماع لصوت العقل والجلوس لطاولة الحوار والبقاء على رئيس منتخب وتقريب وجهات النظر وخلق جو نظيف للعمل الجاد ، كيف يتم العمل في جو تحريضي ، جند الاعلام التحريضي كل أجندته للنيل من الرئيس حتى شيطنته ، ليأتي الانقلاب ليكمل المسرحية ..

عزى الجيش تدخله لحقن الدماء وحث على المصالحة الوطنية هل تحقق ذلك ؟!
لا زال الواقع كما هو بل زاد الشارع المؤيد احتقانا وهو يرى إرادته تصادر ، ولازالت الحشود المؤيدة في تزايد رافضة للانقلاب على الشرعية ، تحدث الجيش عن تسامح ، كيف لفئة عريضة من الشعب تحس بالضيم ، آمنت بالديمقراطية وسعت لها وعندما افرزت صناديق الاقتراع الاخوان ، تم الانقلاب والغاء صوتهم ، التسامح يؤتي اكله حين تدعو لتقريب وجهات النظر أما الانقلاب زاد الهوة اتساعا ، كل متتبع لمسار الاحداث في مصر لن يشك أن الأمور كانت محبوكة لتبلغ النهاية المأساوية ، لا ننكر أن تمة أخطاء وقد اعترف بها الرئيس نفسه لكن الاخطاء تعالج بالتصحيح ومد يد العون له وإيقاف قنوات التحريض التي نالت منه ، وإزاحة المتاريس التي اعترت مساره ، وليس الاقصاء ..

والغريب في الامر أنه بعد تلاوة البيان بلحظات تم التعتيم على حشد المؤيدين وإغلاق قنوات تتحدث بإسمهم ، ماذا يعني هذا ؟!
الاعلام المغرض كان سلاحا فتاكا كان يدفن الانجازات ويوغر الصدور ويشنع ويبث الفتن وينال من الاخوان ، ورغم ذلك لم يوقفه أحد ، تحدث البيان عن عدم اقصاء أحد من المشهد السياسي ، وبعدها تم اعتقال قيادات من الاخوان ، كل من شارك في الانقلاب سيندم إن لم يتدارك الامر فمن أزاح الاخوان ومن انقلب على الشرعية ومن صادر صوت فئة واسعة من الشعب ومن أقصى الاخوان من المشهد ، من يمنعه أن يكرر الامر مع غيرهم ، وسيأتي دورهم : أكلت يوم أكل الثور الابيض..

والامر قد لا يقف عند هذا الحد فقد يستغل البعض الاحدات وجو الاحتقان ويفتعل اشتباكات وتلصق التهم جزافا للاخوان مع العلم أن الكل يقف على نهجهم المعتدل والنابذ للعنف ..
وأي رئيس جاء في الاجواء التي جاء فيها مرسي مهما اجتهد ومهما جاهد ليقضي على الفساد فله وقت ليتم له ذلك ، لا يملك عصى سحرية ليقضي بها على فساد مستشري لعقود بين عشية وضحاها ..

الجيش يحث على التظاهر السلمي والتعبير الشعبي بحرية ، في الوقت أن هناك من يضيق على حشود المؤيدين وقد استبق مظاهرة التي اطلق عليها اسم جمعة الرفض رسالة تحذير من الجيش مما سماه : إساءة استخدام حق التظاهر السلمي!!
كل مظاهرات المؤدين كانت عالية التنظيم ولم تهوي للعنف في حين كان يمارس عليهم عنف والتعدي عليهم من طرف بلطجية ، هل هذا ينبئ عن حرية التظاهر المكفولة لكل الشعب كما كانت مكفولة من قبل ، أم هو بداية لوضع حواجز والوقوف أمام المؤيدين ، ووقف التظاهر بخلق حجج واهية ، مع العلم أن حشود المعارضة لم يكن أحد يتعرض لها ..

من شارك في الانقلاب على الشرعية سيحصد ما اقترفته يداه لن يكون مصيره أحسن من المصير الذي يُطبح للإخوان الآن ، لذلك مطلوب من الكل أن يصطف مع صف الشرعية وحمايتها وعودة الثقة للشعب التي سيفقدها بمجرد مصادرة صوته ، شارك هذا الاخير بكل قوة في صناعة تاريخه بعد عزوف طويل في زمن البائد زمن الانتخابات المزورة ..

الجيش لازال يؤمن بعقلية ولّت ، اليوم العالم لكه ينبذ طريقة الانقلاب وإن لم يصرح بها الكل علنا فقد صرحوا بها كناية ، من المؤسف أن تبدأ مصر مشوارها بعد 25 يناير بدفن الديمقراطية ووئد الشرعية التي سعى الشعب لاحياءها في ثورته العظيمة ، مساندة الشرعية هي الضمان الوحيد لعودة الثقة وتقريب الهوة والمصالحة مع الحوار البناء المثمر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق