الاثنين، 1 يوليو 2013

بين الحق والباطل ..



عندما يعجز الباطل على وأد نور الحق وحجب شمسه الساطعة بكل ما أوتي من قوة ونفوذ وبكل السبل الدنيئة التي تفقت عنها عقليته الآثمة والتي سخرها لينال من الحق ، يخلق ما سماها أحد الدعاة بحركات الضرار هذه الاخيرة تُعد معول هدم ، تجند كل الوسائل لتحطيم الحق وهدم أسسه لا قدر الله ، تستغل حاجات الناس وتستغل السدج منهم وتقوم بتلبيس الحق بالباطل وتبث السموم ، فتنفذ للنسيج لتفككه ، ولتوقف امتداد رقعة الحق ، وتخلق بذلك بذور الفرقة والشتات بغية اضعافه ..

الحق يقف على أرض صلبة لن تهزه ريح إن شاء الله لكن أمام سيل كبير من الاراجيف والحملات المسعورة التي جند أهل الباطل كل طاقاتهم وسخر لها كل امكاناتهم يكادون يفتكون بأهل الحق ويفرقون الشمل ويغرزون إسفين الفرقة ، ليس الكل يملك نور البصيرة ليميز بها بين الحق والباطل ، فقد يقع الكثيرون في شراك أهل الباطل وتنال منهم الشائعات ويصدقونها ويقعون فريسة سهلة تحت تأثيرها ، وقد يتسلل لنفوسهم الشك والريبة ، في غياب امكانيات لحماية الحق والذود عنه ..

لن يأتيك الباطل بوجهه الحقيقي المقيت ،الشرس ، البشع ، لأنك سرعان ما ستنتبه له وتكشف مبتغاك ، لكن غالبا ما سيتخفي وراء أستار ظاهرها فيها الرحمة وباطنها العذاب ، تجتذب النفوس المهزوزة ، يجندونهم لخدمة مصالحهم بشتى يافطات مغرية ، براقة ، فيصبحون لقمة سائغة بين أيديهم ويوظفوهم لمآربهم الدنيئة بعلم منهم أو جهل ..

للباطل قنوات عدة ينفذ من خلالها ويبث آكاذيبه لينال من أهل الحق ، يعمل ليل نهار ليقطع الطريق على أهل الحق ، يسعى لإزاحتهم من طريقه يركب أية وسيلة لتبلغه غايته ، صنف أهل الحق وعدهم أعداءه ،ومن تم جيش امكانياته يعلم أن المخلصين حماة الحق ، هم كالقلب من الجسد إن نفذوا إليه لا قدر الله ذبل الجسد كله وسهل الفتك به ..

ومادام الله قد منحك عقلا وميزك به عن سائر خلقه ، هذا أوان استعماله في محله ، وظفه لتميز به بين الغث والثمين ،أهل الحق لهم تاريخ مشرف لهم صفحات ناصعة لهم آيادي بيضاء أما أهل الباطل مهما نمقوا من الكلمات ما يلبث أن ينكشف زيفهم وتظهر نواياهم الحقيقية ، انتقد من توسمت فيهم خيرا انتقادا بناءا يكون الهدف تصحح المسار وتقريب الهوة وخلق جسور حوار تحمي الوطن وتحمي بها اللحمة ، دعاة التشنيع لم تكن غايتهم التصحيح بل كانت غايتهم النيل من أهل الحق ..

وفي المقابل لا يكتفي أهل الحق بالدفاع عن الحق فحسب ، ودحض الشائعات بل من واجبهم كشف مخططات الباطل ، ويكون للحق الذي بحوزتهم أثر ملموس على الارض ، يطورون من خطابهم ، يواكبون المتغيرات ، أهل الباطل جددوا من أسلحتهم لهم منابر يستغلونها لمآربهم ليكن لأهل الحق صدى ووقع وحس هم أيضا ..

طبعا لن تهوي لمستنقع أهل الباطل فهو يؤمن بسياسة الغاية تبرر الوسيلة ، لكن ليكون لك اعلام يصحح المغلوطات اعلام يضاهي اعلامهم ، اعتمد على الكفاءة مع الثقة ، خاطب الناس على قدر عقولهم ، لا يربك سيرك أهل الباطل مهما هولوا من باطلهم ، عالج كل مستجد بالحكمة والرزانة ، قيّم مسارك ، فقد تكون خلقت ثغرات استطاع الباطل النفود منها واستغلها أبشع استغلال ..

المشورة لها أهمية بالغة مع الاخذ بكل الآراء ، أنت الآن في بحر متلاطم من الامواج تقود سفينة النجاة ، كن على يقين أن القيادة الرزينة مفتاح الفرج وهي من ستوصلك لبر الامان بعون الله ، لتكن لك أهدافا سطرتها سلفا ، أهدافا واضحة المعالم ، أبلغها لمسامع الكل حتى يصحح الكل رؤيته ويلتف الكل حولك ويقطعوا الطريق على المغرضين وتجار الفتن ، اللهم سدد خطى أهل الحق ووفقهم لما تحبه وترضاه ، اللهم آمين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق