الأربعاء، 12 مارس 2014

سياسة المحتل : لا تصعيد موسع ولا هدنة تامة..


حرص المقاومة على التهدئة يزيد من غطرسة المحتل ، والمقاومة لها حساباتها وتدرك صعوبة المرحلة وقد لا يكون التصعيد من طرفها في صالحها ، لاعتبارات عدة ، المحيط الغير المشجع وحملة التشنيع والتشويه التي تطالها وتداعيات الحصار التي أثرت علي القطاع ، لذلك المقاومة تحاول أن تجنب القطاع المزيد من المعاناة ، ولا تذهب للتصعيد ويكون الرد محدودا ..

في حين المحتل يستغل الاوضاع السيئة ، ليس لغاية التصعيد ، فهو لا يَعُد خروقاته وعدوانه المتكرر واستهدافه للمقاومين ، انهاءا للتهدئة !! وفي كل مرة يستهدف فيها المقاومين يعلل عمله المشين بذرائع واهية ، حتى لا يبدو أمام العالم بالمخترق للهدنة ، المحتل يستغل الوضع الحرج التي تمر به غزة ويدرك أن المقاومة لن تصعد من ضرباتها ، وهو لا يستسيغ هدنة تامة فهي في اعتباراته لا تخدمه ، لأنها تتيح للمقاومة الفرصة في بناء مقوماتها وتعزيز صفوفها وتقوية فاعليتها وتطوير أداءها ، لذلك لا يهادن بالمرة ولا يذهب بعيدا في توسعة التصعيد ..

المحتل يستغل الاوضاع الراهنة وخاصة المواقف المجحفة للسلطات الانقلابية في مصر ، وما تتعرض له المقاومة من تضييق على خلفية هدم الانفاق وحملة التشويه والحصار الخانق ، المحتل يشن عدوانه في ظل اجواء محتقنة وفي غياب السند والحامي ، و هو بدوره لا يسعى لتوسعة عدوانه فقد لا يصب في صالحه ، طبعا كما يفكر هو ، في ظل وضع غير مستقر في سوريا ولبنان على مشارف حرب أهلية لا قدر الله ، فالمحنة السورية تؤثر على لبنان وتلقي بظلالها القاتمة على المشهد اللبناني ، وفي مصر الانقلاب يترنح وآيل للسقوط ، إن شاء الله ، لا يطيل أمده إلا الدعم السخي من بعض الدول المعينة ، أما الانقلاب في تقهقر ، المحتل يراقب الاوضاع عن كثب لما ستئول له الامور ..

أما من يذهب لتحليل أسباب التصعيد ، كون التصعيد إن في غزة أو في الضفة هو الضغط على السلطة للقبول بشروط المحتل أو محاولة عرقلة زيارة رئيس السلطة المرتقبة لواشنطن في الشهر الجاري ، فالامر والله أعلم مستبعد ، كون المحتل مستفيد من تردي المفاوضات وماض في سياسة الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري الذي سيحكم الحصار على الضفة ويحكم قبضته عليها ولا يهتم بتنديد السلطة أو تهديدها في الذهاب للمؤسسات المعنية لمقاضاة المحتل ..

وأمريكا الراعية لوهْم السلام غير مهتمة ومشغولة بمشاكلها الداخيلة بعد الازمة المالية التي عصفت بها سابقا ، ورأيناها في معركة حجارة السجيل كيف هرولت ، لتوقف المقاومة الصواريخ التي انهالت على عمق المحتل ، وهي أيضا ليست معنية بأي تصعيد ، ومواقفها من الازمة الاوكرانية تفسر سياستها الجديدة من الاحداث ، وغاية المحتل من أي عدوان يشنه تكمن في معرفة ما تمتلكه المقاومة من أسلحة دفاعية وقوة ردها ، وتجرب على أرض غزة كل ما تبتكره عقليتها الماكرة وكان آخرها الطيارات بدون طيار ليعرف مدى فاعليتها ، ومن قبل القبة الحديدة التي فشلت في معظمها من صد صواريخ المقاومة ، يعني يجعل من غزة محطة تجارب لكل ما تبتكره عقليته الماكرة ، والمقاومة في يدها أن تتطلع على كل جديد وتعرف كيف يعمل وكيف تعطله أو كيف تتصدى له ..

الهدنة الكاملة ليست مطروحة لدى المحتل لاسباب التي ذكرناها أنفا ، والحرب ايضا ليست مدرجة في حساباته ، كون المحيط غير مستقر ويغلي ، ويخشى تداعيات تصعيده ، والمقاومة هي أيضا ليست في ظروف مشجعة لأي تصعيد ، وسيبقى الوضع على ما هو عليه : لا هي حرب موسعة ولا هي هدنة مستوفية ..
والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق