الجمعة، 25 يوليو 2014

متى ينتهي العدوان على غزة ؟





وبعد صمت طويل تحركت سلطات مصر وطرحت ما تسميه "مبادرة "، بعد صمود أسطوري من الشعب ومقاومته الباسلة تحركت !! لم تتحرك نصرة للقطاع وإلا كان ذلك منذ اليوم الاول للعدوان عليه ، تحركت حتى تحرم الشعب من أن يجني ثمار صموده وصمود مقاومته الباسلة، وهي بذلك تسعى لسرقة نصره الذي بذل فيه كل غالي ونفيس، وبعد أن أعلنت المقاومة الباسلة ومعها الشعب الصامد رفضهم للمبادرة ، والتي تحمل تحت طياتها ألغاما ولا تحقق طموح الشعب الذي يقدم التضحيات الجسام ولا تثمن ألاداء المتميز والنوعي للمقاومة ، وبعد التصعيد الخطير للمحتل وسقوط شهداء ، جددت مصر طرح المبادرة من جديد !! حتى دون أن تكلف نفسها تعديلها ، بما يناسب وحجم التضحيات ، المحتل ومعه الانقلاب يسعيان للضغط على المقاومة من خلال التصعيد الخطير واستهداف المدنيين من أطفال ونساء ومسنين ومرافق حيوية وبنية تحتية وو.. ، فقد طال العدوان الانسان والحجر والشجر ، طال الحياة برمتها ..

لم تكن المبادرة  سوى غطاءا لتصعيد العدوان أو رفعا للحرج على المحتل لأنه يدرك تكلفة الحرب البرية في مواجهة المقاومة رغم قلة الامكانيات في معركة غير متكافئة وفي ظل الحصار الجائر ،ومع هذا فقد أبلت المقاومة البلاد الحسن ، لم تستسلم وزادت من بسالتها ، من رشقات الصواريخ إلى اختراق المنظومة الامنية وو..، وسجلت بسالة على الارض وأثخنت في صفوف المحتل ، ويبدو أن المحتل ماض في غيه ، ومستمر في استهدافه للمدنيين لاخضاع المقاومة لاملاءاته ، حين ييأس من تركيع الشعب ومقاومته وتعلو تكلفة الحرب في جنوده واقتصاده وأمنه وو..حينها قد يذعن لشروط المقاومة وهي شروط مشروعة ، رفع الحصار عن غزة ، المقاومة ومعها الشعب الصامد يقومون بواجبهم وأكثر والمطلوب مساندتهم حتى تحقيق مطالبهم ، لأن المحتل لن يذعن بسهولة ، إلا أمام الضغط من الداخل الفلسطيني كله ومن الشعوب العربية تضغط على حكوماتها ومن أحرار العالم لوقف هذا العدوان الشرس على غزة..

الجبهة الداخلية للمحتل لن تتحمل تبعات حرب طويلة ، وليس لها نفس طويل وهشة البنيان ، ومع تهديد أمنها قد تضطر للهجرة المعاسكة وهذا له تأثير على الكيان المحتل ، ومن يرى تمسك مصر بالمباردة مع رفضها من أصحاب الشأن يستغرب وكأنها وُجدت لتركيع الشعب أو وُجدت لتُرفض في ظل صياغتها المجحفة ، أو للضغط على الشعب الحاضن للمقاومة ، غزة لم تقدم كل هذه التضحيات الجسام لابرام هدنة مجانية وبعدها تعود لتجتر آلام الحصار ، بل تسعى لتهدئة منصفة توفر العيش الكريم للشعب وترفع عنه معاناة الحصار المرير وتوقف عدوان المحتل ، اليوم تجود غزة بالغالي والنفيس لترفع عنها الموت البطيء فالحصار موت بطيء لا يقل فتكا عن ما يقوم به المحتل الآن من مجازر ..

المحتل يفرض الحصار ليخنق غزة وينتقم ممن يحتضن المقاومة ، يضغط على الشعب حتى يتخلى عن مقاومته الباسلة التي حمت غزة ودافعت عنها ، المقاومة تؤرق المحتل وتقض مضجعه ، كان يسعى لتدجين حماس وغيرها من الفصائل المقاومة كما دجن غيرهم من قبل ، عندما فرطوا في سلاحهم وتاهوا في سراديب المفاوضات العقيمة ، غير أن الشعب الواعي والصامد فوت على المحتل مآربه والتف أكثر حول مقاومته ، والذريعة البارحة لشن العدوان هو وجود حماس في الحكومة ، هذه فقط ذريعة ، حتى وإن جاءت حكومة أخرى غير حماس فسيشن عدوانه لان الغاية هي القضاء على سلاح المقاومة أو الضغط على أي حكومة لتقوم بمهامه في التضييق على المقاومة ونزع سلاحها  بحجج واهية ، المقاومة باقية ما بقي المحتل ..

نزع سلاح المقاومة معناه التسليم للاحتلال والقضاء على المشروع التحرري بل والقضاء على القضية الفلسطينية برمتها ، وصمود المقاومة أمام المحتل وإفشالها لمخططه  أعطى دفعة قوية للضفة ، فعاد نبض الحياة لجسدها ، وعندما تفتح جبهات جديدة هذا حتما سيشكل ضغطا على المحتل ويخفف وطأة الحرب على غزة ويسند شروط المقاومة التي هي شروط الشعب ، وكلما طال العدوان كلما تشوهت صورة المحتل الذي طالما لمعها ، وكلما انكشف القناع عن المتآمرين على القضية الفلسطينية وكلما اهتزت الارض تحت أرجلهم وبثتت الامل في نفوس تسلل لها الاحباط واليأس لتسارع لاسترداد ثورتها مم سرقها وممن يهدد مستقبل الوطن ومستقبل المنطقة ، والقضية أكبر ممايُروج له ، والحقيقة أن المحتل يسعى لوأد القضية الفلسطينية من خلال وأد العمل المقاوم ، لأن المقاومة تشكل له العائق دون تمرير مشروعه في المنطقة ، والانقلاب في مصر بأفعاله الشنيعة تجاه غزة هو من يهدد الامن القومي لمصر ، فحماية غزة ومساندة مقاومتها هي حماية للأمن القومي المصري ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق