الأربعاء، 9 يوليو 2014

بين التصعيد والتهدئة..


عندما يستهدف المحتل المدنيين ويقصف المنازل ويروع الآمنين ويغتال الاطفال ،سياسة ينتهجها للضغط على المقاومة لوقف الصواريخ ، وتأليب الشارع عليها ، المحتل يستغل أوضاع غزة التي تعاني من حصار مزدوج مفروض عليها ، لفرض املاءاته ، في المقابل الشارع الغزي متماسك ومتناغم مع أداء المقاومة فهي من حمت وتحمي غزة ، والشعب يبتهج بأداء المقاومة في كل ربوع فلسطين ، ويدل استهدافه للمدنين فشله الذريع في وقف الصواريخ ، وطبعا المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي أمام هذا العدوان وسترد عليه..

جعل المحتل من اختفاء المستوطنين ذريعة للتنكيل بكل فلسطين ، بل ويسعى لفرض شروطه : تهدئة مقابل وقف عدوانه !! لتبقى غزة تجتر تداعيات الحصار ، والمقاومة من جهتها ليست معنية بأي تصعيد وهذا ما أثبته بيان القسام البارحة وتسعى لتثبيت التهدئة على أرضية صلبة ، غير أن غارات المحتل بمثابة رفض لشروط المقاومة ، المحتل يدرك أن استئصال المقاومة ضرب من ضروب الخيال وقد فشلت حكوماته المتواترة في هذا المسعى وبقيت المقاومة شوكة في حلقه ، لذلك هو يسعى لاضعافها من خلال اجراءات تعسفية ..

تعنت المحتل يزيد من التفاف الشعب حول المقاومة ويزيده إرادة وإصرار واحتضان المقاومة ، وهذه الاخيرة تعمل على بناء تهدئة بشروط : اطلاق سراح الاسرى المحررين الذين أعاد المحتل أسرهم في خرق سافر للاتفاقية المبرمة سلفا ، ورفع الحصار عن غزة ووقف انتهاكاته على كل الشعب الفلسطيني ووقف الضغط على حكومة التوافق ،لأن الصغوط على عباس أمام بديل تجهزه بعض الدول معناه رضوخ عباس للضغوطات ، تصعيد المحتل في هذه الفترة ليس في صالحه ،إن كان يسعى من خلال التصعيد لوقف الصواريخ على الجنوب ،فها هي الصواريخ بلغت عمقه ، بل ووقف على عمليات نوعية ، فاجأته وخرقت منظومته الامنية ، وتوعدت المقاومة بالمزيد من المفاجآت ، والمقاومة إن وعدت وفّت ..

المحتل أمامه أمرين ، إما إيقاف العدوان وقبول شروط المقاومة وتفعيل تهدئة ، أو التصعيد والاستمرار في عدوانه ، غير أنه لن يتهكن بمافي جعبة المقاومة من مفاجآت ، والمقاومة جاهزة للرد وصد عدوانه ، ومع كل عملية نوعية تصاب جبهته الداخلية بالصدمة وتتهشم مقولة جيش لا يقهر ،وإن فكر بالاجتياح البري الذي يتحدث عن شكله أنه محدود ، فقد جربة في حروب سابقة وفشل فيه وقد لا يتكهن بما ينتظره وما جهزته له المقاومة  ..

وما سيهز صورة المحتل اطلاق سراح الاسرى المحررين من غير مقابل ، حتى وإن كانوا محررين سلفا ، فهو تطور جديد في أداء المقاومة ، اطلاق سراح الاسرى تحت ضربات المقاومة، المحتل تهور وسيجني ثمن تهوره ، المحتل لا يريد توسعة العدوان ، لانها لن يخدم مصالحه ولا  مصالح الانقلابيين في مصر ، د.مرسي يحاكم بتهمة التخابر وقد أُجلت محاكمته على هذه التهمة الملفقة في ظل هذه الاجواء المشحونة ، وحماس في عرف الانقلاب مدانة وأي حرب على غزة معناها إحراج للانقلابيين وتبرئة حماس من التهم الملفقة ، وتلاحم الكل معها ..

المقاومة لن تبرم اتفاقا للتهدئة إلا وفقا لشروطها وكلما وسع المحتل عدوانه كلما ألجمته مفاجآت المقاومة واهتزت صورته ،وحلفاء المحتل يتخوفون من اتساع الحرب ، في ظل محيط يغلي ، ويتحدثون عن وساطات للتهدئة ، قد تكون ثمة تهدئة بشروط مرضية للشعب الفلسطيني ، حين يزيد الضغط على الاحتلال من فلسطين كلها مع تحرك عربي يوازي تضحيات الشعب ، المحتل يوهم الغرب أنه (يرد) على يسميه (الارهاب) ، في حين هو احتلال ومهما بنى من مستوطنات ، ومهما صفق له المحابون ، لن يكتسب شرعية ، فالشعب يبذل الغالي والنفيس لتحرير الارض ومقدسات الامة ، والحقيقة التي يجب أن يعلمها الغرب أن المحتل غاصب ومغتصب بنى كيانه على أشلاء ومعاناة شعب شرده عن موطنه ،هو احتلال ومطلوب مقارعته حتى دحره ، إن شاء الله..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق