الأربعاء، 6 أغسطس 2014

المقاومة في غزة ترسم معالم التحرير ..





غزة صمدت وواجهت صلف المحتل بكل ثبات وصمود وهشمت مقولة ، جيش لا يقهر ، هذه المعركة لم تكن معركة غزة وحدها ، بل كانت معركتنا جميعا ، كل حسب موقعه واستطاعته ، ومعركة الامة مع المحتل قادمة لا محالة ، والنصر حليف الحق ، وهو وعد الله الصادق ، فنستعد لها بكل ما أوتينا من جهد : بث الوعي ، معرفة حقيقة الصراع ، بدعم حقيقي لصمود فلسطين ، بكل ما من شأنه تقوية الصفوف ..

صحيح أن الشعب الفلسطيني المرابط ، لم يستكين يوما ما لهذا الاحتلال ، وحافظ ويحافظ على جذوة الصراع متقدة ، بصموده وثباته ، بتقويضه للمشروع الصهيوني، بإرادته القوية ، برفضه التذويب أو نسيان القضية ، ويبقى دور الامة في دعم هذا الصمود ، وخلق أسباب الانتصار ،فلسطين محتلة ومقدساتنا يجثم عليها المحتل ويدنسها وقد حملت الامة على عاتقها أمانة حماية وصون الاقصى المبارك ، فغزة خاضت حربا ضروسا نيابة عن الامة ، وأزالت الذرائع التي كان العرب يتذرعون بها للنكوص عن مواجهة المحتل ، هاهي المقاومة تلقنهم أبلغ الدروس ،مقاومة تحت الحصار ، وأبلت البلاء الحسن ، بإمكانياتها المتواضعة إن قورنت بترسانة المحتل ، وبمجهودها الذاتي ، استطاعت أن تكبد المحتل الخسائر وأن تصمد في وجهه ، ولازال في جعبتها الكثير من المفاجآت كالتي أذهلت العالم وأكثر..

مقاومة علمتنا أن الارادة والاصرار وقوة العزيمة تحقق كل ما نصبو له من نصر ، وتحول المعجزات أو ما نعده مستحيلا لحقائق ملموسة ، المقاومة ببطولاتها مهدت الطريق نحو النصر ، النصر ليس سهلا بل دونه تضحيات تبذل ، وتكلل كل الجهود المبذولة بالنصر ، المقاومة بثت في خلدنا أن الصبر مع النصر وأن الفجر تبنيه سواعد المخلصين ، كلما توفرت الارادة والعزم ، تحقق النصر المنشود ، ملحمة غزة شدت العالم أجمع ، وشحنت النفوس عِزة وإباءا وهُما زاد النصر ، استعدادا ليوم النزال ، بإذن الله ..

لن يتحقق نصر الامة ،إلا حين تزيل كل أسباب الاختلافات ، والتي أوهنتها وساهمت في تخلفها ، وتخلق وحدة تجابه بها قوى الاستعمار ، الغرب توحد رغم تباينه الشديد ، لكن بعد أن خاض حروبا طاحنة تعلم منها الكثير من الدروس والعبر ، ومادام هذا الورم مغروس في جسد الامة فلن ينعم العالم بالعدل أو العيش بسلام ، وهذا ما فطن له الشارع الغربي ، يوم أن هزت مشاهد الاجرام مشاعره وتعاطف مع غزة وتضامن معها ، محتل مدعوم من قوى الاستعمار والاستكبار ، وحبل من العرب من توافقت مصالحهم مع مصالحه ، ولو على حساب مصالح الامة ، الغرب يمد المحتل بكل أسباب القوة ويغذي جشعه ، وهو كحارس في المنطقة ، يحفظ مصالح الغرب ..

أثبتت الحرب على غزة ، أن المحتل لا يعير اهتمام لأية حرمة ، ولا حد لاجرامه ، ولا خطوط حمراء توقفه عدوانه، استهدف المنشآت والمرافق الحيوية والبنية التحتية ودور العبادة والخدمات الاجتماعية للمواطن ، ومكاتب الصحفيين ، بل واستهدف حياة الصحفيين من ينقلون الحقائق ، ووقف العالم على حقيقته الدموية ، شعوب كثير تفاعلت مع الاحداث ولازالت ، وتنتظر الانصاف لغزة ، مع رفع الحصار ووقف العدوان ،ومحاسبة الجناة على جرائمهم في حق المدنيين ..

استطاعت غزة أن توحد العالم أجمع حول عدالة القضية ، حق فيها ظاهر ، يقارع باطل المحتل ، اكتسبت غزة زخما كبيرا وتفاعلا واسعا ملموسا ، حتما ستكون لهذه الاحداث تأثير،إن في الداخل أو المحيط ، أو على الصعيد العالمي ..
في الداخل :سيعزز صمود أهلنا في الضفة ، في مواجهة المحتل ، خاصة مع رفع الحصار ، فقد مهدت المقاومة طريق النصر
وللمحيط : علمته كيف يبنى النصر وكيف ترسم معالمه 
أما العالم: فقد ملت الشعوب الغربية جور المحتل وتماديه وافلاته من العقاب ، وتريد أن ينزاح الاحتلال الذي دام عقودا من الزمن ..

 بل واستهجنت مواقف المجتمع الدولي المتخاذلة والمتواطئة ، والتي تساوي بين الجلاد والضحية ، وقد قوبل خرقه للهدنة لاكثر من مرة بالتنديد والشجب لا غير ، أو فرض مبادرة لم يستشار فيها أصحاب الشأن ، أو تبني أكاذيب المحتل لتبرير جرائمه كما كان الحال في مجزرة رفح ، الشعوب الغربية بات سقفها عالي ، فقد طالبت بعضها بحظر  السلاح عن المحتل ، كما وقف الكل على تخاذل الموقف الرسمي العربي وتواطئه ، الانكى أن الاعلام المحرض يسعى لمسخ الوعي ، واعتبار العدو صديق والصديق عدو ، ومع كل هذا الاصطفاف المجحف ،فالمحتل ينظر نظرة دونية لهؤلاء، بينما يصف المقاومة التي قاتلته بجسارة وصلابة بما يليق بها ، رغم أنها مرغت أنفه في التراب..

معركتنا مع المحتل ، ستأخذ أشكالا عدة ، وإن تكاملت بإذن الله ستفضي للتحرير أو تكون مقدمة له ، صحيح أن المشوار طويل ، وطريق الالف ميل يبدأ بخطوة ، أولا: كشف اجرام المحتل من خلال الصورة الحية ، توثيق جرائمه ، مواصلة الفعاليات والانفتاح على شريحة أوسع ، محاكمة من يحمل جنسيات أخرى ،غير الجنسية "الاسرائيلية "، تفنيد رواياة المحتل والتي شاخت ، كشف خزعبلاته حول أرض الميعاد ، حتى تستفيق الشعوب من سباتها ، ومن يحمل هم التحرير ، لن يعدم بلوغ طريقه ، ومع كل هذا الاجرام في حق المدنيين ، فلن يكون بوسع المحتل تسويق ادعاءاته ، كونه يسعى للسلام الموهوم في وسط يُكن له العداء !! فقد وقف العالم أجمع على حقيقة وجهه المقيت واجرامه البشع ، وكل هذا مقدمة للتحرير ، بإذن الله ، ولن يكون في مقدوره تسويق مظلوميته الزائفة ، بعد كم جرائمه في حق المدنيين ..

ما يتحسر عليه المحتل هو كيف طال قادة المقاومة خارج غزة ،وعجز أن يطالهم في غزة ، هذا شكل له كابوسا أرقه ، والجواب بسيط ، لان قادة المقاومة يسكنون قلوب محبيهم ، فقد أفسحوا لهم حيزا واسعا في قلوبهم ، شعب صامد يحتضن مقاومته ومقاومة تدافع عنه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق