الجمعة، 1 أغسطس 2014

سكتوا دهرا ونطقوا ظلما وجورا ..




تهز مشاهد الدمار ، ومناظر الاشلاب وشلال الدم النازف ، مشاعر غير العرب ، بل هناك من بكى حزنا من هول ما رأى ، غير أن هذه المشاهد المروعة لم تجد لها صدى عند بعض العرب ، ولم تحرك فيهم ساكنا ، هؤلاء وغيرهم ، هم من تبنوا القضية وضيعوها في الاروقة والمحافل الدولية وأضعفوها ، حرموها السلاح حين استغاثت ، للدفاع عن نفسها ، وعندما طورت سلاحها ، بدل  دعمها ومساندة كفاحها، يتآمرون عليها لنزع سلاحها !! وبدل محاسبة الجاني ، يعادونها..

الصمت العربي المريب والمخزي هو من يعطي الضوء الاخضر للمحتل ليزيد من صلفه ويشجعه على المزيد من التصعيد ومن أمن المحاسبة والعقاب أوغل في الظلم ، ولم يقتصر الامر على الصمت بل بلغ بالبعض تبني رواية المحتل ، ويكاد المرء يصدم وهو يتابع مقتطفات  من (إعلام ) الردح ، من يبث السموم ليوقع الشرخ ويقلب الحقائق ويوغر الصدور ويكيل للمقاومة الاتهامات جزافا ..

وعند معرفة السبب يبطل العجب ، مصر لها أهمية ولها وزن وثقل ومكانة ، وإن تحررت من عقال الانقلاب والاستبداد ، معناه تحريرها تحرير حقيقي في سلاحها وغداءها واقتصادها وفي كل المناحي وهذا بدوره سيفضي لاستقلال قرارها ، ونهوض أمتنا من كبواتها ، وهذا ما يقف دونه الانقلاب ومن يوفر له الدعم ومن يغذيه ومن سوق له ، الانقلاب في مصر وأبواق الدعاية الرخيصة ، تخوض معركتها الخاسرة بكل صلف وقبح ، ومهما طبلت وزمرت ستبقى فلسطين تسكن ضمير ووجدان الشعوب العربية ولن تحور بوصلتها ، قد تؤثر في شريحة شكلت وعيها على مقاسها وامتطتها لهذا الهدف ، أو قد يتبنى روايتها بعض من يسمون أنفسهم "مثقفين "، طغمة خانت ضميرها وتنكرت لمبادئها ، واصطفت لصف من إغتال الديمقراطية ، لتقطع الطريق على من اختاره الشعب وصوت عليه ، وهؤلاء عرّفهم الشعب حجمهم في الشارع ..

هذا الاسلوب المتبع من الاعلام المحرض ، بإذن الله لن يجد له صدى في غزة ولن ينال من الحاضنة الشعبية ، وهو نفس الاسلوب الذي اتبعوه مع د.مرسي ، وجماعة الاخوان المسلمين، حملة تشهير وتشويه ، حملة مسعورة خدعوا بها السذج وفرطوا في ثورة شدت العالم كله ، الفلسطيني في غزة يحتضن مقاومته الباسلة وهذه الاخيرة تدافع عنه وتُسكِن جراحه ، والمحتل واهم إن كان يعتقد أن استهدافه للمدنيين سيضعفهم أو سيجعلهم يخذلوا المقاومة ، بل سيجعلهم يلتفون أكثر حولها ، مقاومة تتلقى السهام من العدو ومن المفترض أنه صديق أو جار ، كشفت الحرب على غزة ، عرب متصهينين أكثر من الصهاينة أنفسهم ، حين يحمّلون المقاومة مسؤولية ما جرى ويجري ، من دمار وقتل وهي في موقع الدفاع ، في حين يتحاشون الحديث عن مجازر المحتل ولا يتناولونها ، وحتى إن تحدثوا عنها ، لا يتناولونها بإنصاف ، وبذلك يساوون بين الجلاد والضحية ..

زمان كنا نسمع تنديد وشجب ولا يرافقه فعل على الارض يوقف صلف المحتل ، كانوا فقط يمتصون غضب الشارع العربي المحتقن حتى لا يثور وينتفض ، ومع الربيع العربي الذي أطاح بالمستبدين وما تلاه ، انكشفت حقيقة بعضهم ، وانزاح القناع ، وجاهروا بعداءهم للمقاومة ، في المقابل وقف العالم بأسره على تحرك الشارع الغربي المتقدم في حراكه وفي مطالبه ، وهناك تحرك ملحوظ في بعض الدول تجاوز التعاطف والتضامن لاجراءات عملية فاعلة ، استدعاء السفراء وإدراج المحتل على قائمة الارهاب ، مع العلم أن هناك من قطع علاقته مع المحتل من فترة ليست بالقصيرة ،  حكومات تتبنى مواقف شعوبها ، وخاصة دول أمريكا اللاثينية ، في حين تجد بون شاسع بين العرب وحكوماتهم أو قد يبلغ الامر للقطيعة  ..

ومن طلب تفويضا من جزء من الشعب غُرر به لقتل جزء آخر رفض الانقلاب ، هل سيصحو ضميرهم للمشاهد الدامية في غزة ؟!! المبادئ لا تتجزأ ، فمن يصطف مع صوت الحق والعدل في موطنه ، حتما سينصره في أي مكان ، والعكس صحيح ، ومن أطال المحنة في سوريا بمواقفه المتخاذلة ، هو نفسه من سلم من قبل العراق للمحتل الامريكي ليستبيحه وهوى به لحروب طاحنة وأضعفته، وهو نفسه من دعم الانقلاب وهو من يغض الطرف عن جرائم المحتل وهو من يعادي المقاومة  ..

المحتل يهدم الانفاق والانقلاب بدوره يهدم الانفاق بحجج واهية ويغلق معبر رفح !! وبذلك الانقلاب ومن والاه ومن يدعمه ومن سوق له ومن يغض الطرف عن أفعاله المشينة هو مشارك في الجريمة التي تُرتكب اليوم في حق العزل والابرياء والمدنيين في غزة ..

والانكى مما سبق ذكره ،حين يطالب البعض بمحاسبة قادة المقاومة !! علاوة على غباء الطلب ، فقد جاء في مقابل من يطالب بمعاقبة المحتل على جرائمه ، سياسة اتبعها الانقلاب من قبل ، يوم أن قام فريق قانوني بطلب محاسبة قادة الانقلاب على جرائمهم ورفع عليهم دعوى ، سارعوا لاتهام حركة الاخوان بالارهاب ، حتى يقطعوا الطريق عليهم ، وحتى يفلت قادة الانقلاب من المحاسبة ، هذا الواقع المزري تجاوز الانحياز أو المحاباة ، هو اصطفاف خطير ومكشوف لصف المحتل ، ويشي بما يضمرونه للقضية الفلسطينة ، لا قدر الله ، ومن خذل غزة في محنتها ،حتما سيأتي يوم تحاسبهم فيه شعوبهم ، والتاريخ لايرحم أحدا ، وسيسجل خذلانهم وتواطؤهم وصمتهم المريب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق