الأربعاء، 27 أغسطس 2014

غزة قاومت ، غزة تنتصر..



شكلت غزة كابوسا أرق مضجع حكومات المحتل المتعاقبة ، مما دفع المحتل لاستعمال كل الوسائل الخبيثة ، لخنق مقاومتها وضرب حاضنتها الشعبية ، وذلك منذ أن فازت حماس في الاستحقاق الانتخابي ،أوقع المحتل عقاب جماعي على الشعب الذي ارتضاها وصوت عليها، فكان الحصار الجائر ، سعيا منه للتضيق على المقاومة ، وإفشال كل مشروعات التنموية وعزلها وعرقلة مسارها ..

 استمر الحصار ، لم تلن غزة ولم تنصاع لمخططات المحتل ، حفرت تحت الارض ، جلبت من الانفاق الضروريات ، كانت الانفاق البديل أمام اغلاق معبر رفح ، اشتد الحصار وبقيت غزة وفية لمقاومتها الباسلة ، جاءت المعركة الشرسة ، معركة الفرقان ، صمدت غزة وزادتها ضراوة القتال ثباتا وقوة ، تصدت للمحتل وأفشلت مخططه ، في اجتياح غزة ، اغتال قادة كبار اعتقادا منه أن سيفت من عضدها أو سيضعفها المصاب الجلل ..

خرجت غزة من بين الركام أكثر صلابة وأكثر قوة ، وضمدت جراحها وأسكنت أوجاها وأستأنفتِ المسير ، أحكم المحتل الحصار ليذعن له الشعب ، فجاءت معركة حجارة السجيل ، أدرك المحتل أن غزة عصية على الانكسار ، وأن مقاومتها تستمد قوتها من صمود شعبها البطل ، شعب قهر المحتل بصموده وثباته ، شعب قدم التضحيات الجسام وتحدى العراقيل ، ولسان حاله كلنا مقاومة ، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا ، زادها الحصار إصرارا وعزيمة واستماتة ، مقاومة في التهدئة تجهز وتستعد وتطور وفي الحرب تبلي البلاء الحسن وتبدع وتتميز ..

اشتد عود المقاومة وأضحت صلبة المراس ، رغم الحصار المرير الذي زاد حدة وضراوة مع مجيئ الانقلاب ، وهدم الانفاق واغلاق معبر رفح ولم تركع غزة ، مع كل ما رافق هذا الحيف من سيل من الاشاعات والتحريض في حق المقاومة ، لم تلتفت غزة لهذه الحملات المسعورة تدرك بوعيها ما ترمي إليه ، تجاوزتها والتفت حول مقاومتها ، تدرك أن نهج مقاومتها هو من دحر المحتل وهو من سيحفظ حقوقها ويحققها ويصونها ..

 استطاعت غزة في معركة العصف الماكول أن تبلغ صوتها للقاصي والداني ،وأن تكشف نفاق بعض العربان من تغنوا عقودا بالقضية وتخلوا عنها في محنتها وخذلوها ، بل وتآمروا عليها ، تضامن معها أحرار العالم وناصروا حقها في العيش بحرية وكرامة ، قدمت غزة تضحيات جسام هو ثمن الحرية الغالي ، صمدت أمام أعتى جيش في المنطقة ، جيش مدجج بكل أصناف الاسلحة ومدعوم ، جيش انكسرت أمامه جيوش عربية مجتمعة ، في حين صمدت أمامه غزة لأكثر من شهر ، وكبدته الخسائر في صفوفه ، مقاومة تفاوض ويدها على الزناد ، حتى تضمن حقوق شعبها ، مقاومة منذ اليوم الاول للعدوان استماتت على حقوقها ، وقف العدوان ورفع الحصار ، في حين المحتل تخبط في ما سطره من أهداف ، علل عدوانه أنه لوقف صواريخ المقاومة وبعدها للقضاء على قدرات المقاومة وأخيرا لهدم الأنفاق ، ليطل علينا الاعلامي القدير ثامر المسحال من نفق هجومي ادعى المحتل أنه هدمه ، كل ما سطره المحتل من أهداف فشل في تحقيقها .

استدرجته المقاومة بذكاء للحرب البرية ، الذي تردد طويلا  في خوضها خوفا من مفاجآت المقاومة ، عجز في الميدان وقهرته المقاومه وفر هاربا يجر أذيال الخيبة والهزيمة ، فصب جام حقده على المدنيين العزل ، قارعته المقاومة بأخلاق استهدفت الجند ، في حين تغول هو على المدنيين ، كانت المعادلة في ماقبل هدوء مقابل هدوء ، المقاومة غيرت المعادلة فاضحت هدوء مقابل كسر الحصار ووقف العدوان ،يتساءل البعض ماهو الضامن للالتزام المحتل بما اتفق عليه ، الضامن بإذن الله هي المقاومة وإن عدتم عدنا وقوة الشعب الصامد فهو شريك في النصر بصموده ، ما ميز المفاوضات كونها موحدة ، وحدة الميدات فرضت وحدة على طاولة المفاوضات ، وستؤثر إيجابا على المصالحة وستقويها وستثبتها ، فخيار المقاومة هو من أثبت نجاعته ..
ومع كل معركة تبدع فيها غزة ، يشتد عود المقاومة ، ويتصاعد أداؤها ، فترنو لتحرير الاقصى المبارك والقدس وكل فلسطين ، كل معركة هي محطة تقربنا للتحرير الكامل ، بإذن الله ، بينما المحتل مع كل عدوان يشنه على غزة يتقهقر ويتبدد وهمه ويتقزم مشروعه ..

من الدروس المستقاة من معركة العصف المأكول :
الدرس الاول : أن قوتك على الارض هي من تعلي سقف مطالبك ، وتحفظ حقوقك ، هو درس بليغ لمن خاض مفاوضات عقيمة لأكثر من عقدين من الزمن دون أن يملك أوراق قوة يشرعها أمام تعنت المحتل وبذلك فرط في الحقوق .
الدرس الثاني : أن الحق لينتصر يلزمه قوة تحميه ، فلا يكفي أن تكون صاحب حق لتنتصر ، بل يلزمك قوة تحمي بها الحق الذي بحوزتك ..
الدرس الثالث :أن الشعب الواعي لا يفرط في مقاومته ولا يتخلى عنها ولا يخذلها ، ولا يكترث للاشاعات المغرضة ولا تؤثر فيه ، تلاحم الشعب مع مقاومته صنعا مجد النصر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق