الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

الفرق بين النقد البناء والتجريح المذموم ..





النقد البناء غالبا ما يؤتي أكله لأن غاية صاحبه التصحيح والتقييم ، نقد هادف بأسلوب مهذب راق لا يُخفي الحسنات ويُشهر السيئات ، لا تنتقد غيرك فقط لأنك تُخالفه في الآراء مثلا فالإختلاف من سنن الكون ، وخاصة إذا أفضى للتكامل ، كما أجاد الله في خلق الكون ، مختلف ومتنوع ابدع فيه الخالق عز وجل حتى أضحى في أبهى حلة ، بل ليكن نقدك له نابع عن شواهد ودلائل وحقائق ، ويكون هدفك أن تراه في أعلى المراتب تُقوم اعوجاجه وتُصلح من شأنه وتقوده للخير ، وضع نصب عينيك روابط الأخوة وعراها ووشائجها حتى تبقى قائمة ولا تنقطع بينكما ..

لكي تبلغ المقصود وتحقق هدفك من الإنتقاد البناء اختر الكلمات الطيبة انتقي العبارات الهادفة ، بأسلوب طيب خال من لغة التجريح أو الإستهزاء أو التقليل من قدره ، حتى لا تزيد من نكوصه عن سماع الحق ، كان النبي عليه الصلاة والسلام حين يريد ان ينتقد صحابيا أثنى عليه وذكره بأفضاله وحسناته حتى يرفع من معنوياته فيفتح بذلك قلبه لسماع النقد أو النصيحة فيقبل على النصيحة بقلب راض ، ننتقد لكن لا ننسف الحسنات والإيجابيات ، وقبل الإنتقاد نسمع منه هو لا نسمع من غيره دون تبصر أو تمعن ، بل نتأكد من الخبر ونتقصى الحقائق ونستبين الامر ونفهمه جيدا ، حتى لا نستعجل في الحكم عليه قبل الوقوف على الحقيقة ، والتيقن من الأمر حتى لا نظلم أحدا بتسرعنا ..

لغة التجريح مذمومة وليس فيها خير ولن تبلغ مقصودك ، بل قد تجعل الآخر أكثر تطرفا من ذي قبل ، ويصم أذنيه عن سماع النصح أو الإنتقاد ، لا تستخدم لغة الإنتقاص أو الإزدراء ليكن انتقادك مصحوبا بالتقدير والإحترام فالكلام الطيب يَسهل التجاوب معه لأن همك أن ترى أخاك في أحسن حال لا تسيئ الظن بأخيك أو تنتقده لمجدر الظن ، فبعض الظن إثم ، بل حتى تتيقن بالبراهين والشواهد ..

كن لأخيه مرآة تعكسه إن رأيت فيه خير انشره وعممه وإن رأيت فيه خطأ انصحه بإخلاص وبأسلوب لا يخلو من اللياقة دون أن تجرحه ولا تنسى أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، لا تتخذ من الإنتقاد وسيلة للنيل من هذا أو ذاك وأعلم أن الكلمة الطيبة لها قبول ولها تجاوب ويفتح القلب لها الأبواب لتنفذ إليه ، لا تدفن الحسنات وتُبدي النقائص فقد يستغل آخر هاته النقائص ويوظفها للنيل من أخيك ، وما أكثر المتربصين ، حين نريد أن ننتقد غيرنا لا نحمل احكاما مسبقة دون أن نقف على الحقيقة ، الغلظة في القول تجعل من الآخر ينآى عن سماع النصح ..
فالكلمة مسئولية وأمانة فلنكن على قدر مسئوليتها وحمل ألامانة كما يجب ..

هناك تعليق واحد:

  1. كلام جميل جدا ...
    يعطيك ألف عافيه

    ردحذف