الخميس، 20 ديسمبر 2012

الإستقلالية في الطرح تعني الإنصاف وإلا فهي حزبية مقيتة ..



من يعتقد أن من يصنفون أنفسهم معارضة تحركوا فقط لإسقاط الإعلان الدستوري فقد جافى الحقيقة وحاد عنها ، فهم جعلوا منه مطية وشماعة أما تحركهم كان قبل ذلك ، فقط اتخذوه ذريعة لتجييش الشارع ونسف كل ما انجز أوما سينْجز ، وما إن تُحل عقدة لتجاوز المرحلة الإنتقالية لخلق استقرار حتى يعقدوا عقدة أخرى وهكذا دواليك والمبتغى معروف ولم يعد يخفى على أحد ، من يرفض الدستور إما حزبي حتى النخاع مهما سوق لغير هذا وإما مشوش البال ، وإما أثرت عليه حملة التشويه ، والأنكى حين يغلفون باطلهم ويطرحون أسئلة مثل : ماهي مؤهلات من يصوت ب نعم ؟!

ويصفون شريحة عريضة بالجهل ، البعض صنف نفسه وصيّ على الشعب وكأن هذا الاخير لم يبلغ الرشد !! وبدل أن تنعث غيرك بالجهل فقط لأنه خالفك ، فسر له مواد الدستور بعيدا عن الحزبية المقيتة بل بإنصاف ، من يتهم الشعب المصري بالجهل هو من سلب حقه واركنه للإستبداد وكمم فاه حتى لا يصدح بالحق ، ويعلم أن الجهل هو من يتخندق في صف الباطل نكاية في الخصم ، ويعلم من ينعث الشعب الطيب بالجهل أن هذا الأخير بوعي منه أزاح الظلم ، لتأتي بعض ( النخب المثقفة ) !! من المتغربين ليركبوا الموجة ويطوعوه ليسير في ركبهم ولما كشف الشعب ألاعيبهم اتهموه بالجهل ، لقد اطلعت على الكثير من مواد الدستور لم أجد فيها ما يُعيبونه وحتى إن كانت تمة ملاحظات فالأجدر أن يطرحوها على طاولة الحوار لتعديلها أو شرحها شرح مستفيض يرفع اللبس وحتى تتضح الصورة ..

من يستقوُون بالغرب يعلمون أن قطار الإصلاح ماض لذلك جندوا أقلامهم المسمومة للنيل من كل صوت خالف هواهم : تارة ينعتون الدستور بأنه اخواني وتارة علماني وتارة لا يحفظ حقوق المرأة وتارة تسفيه مواده وتارة تحقير من صاغه وتارة وو....والغاية الحيلولة دون مضي عجلة الإصلاح وتحقيق الأمن والإستقرار

وكل مرة يطرحون فيها طرح ليشقوا الصف وينخروا المجتمع ، مادامت مواد الدستور بالشكل الذي فسرها بعض من عابه فهذا دليل يفنذ ادعاءاتهم ويجلي الحقيقة الساطعة ، ويُأكد أن الدستور صاغته عدة أطياف ، وليس فئة واحدة ، في الأول عدوه شرا مطلقا بعدما رحبت به فئة عريضة من الشعب بثوا سموم الفرقة بين أطياف المجتمع بعدها علقوا على بعض بنوده وهكذا يدورون في دوامة لا تنتهي ، لتحقيق مآربهم وخدمة مصالحهم والوقوف حجرة عثر أمام أي تقدم ..

حين نأتي على حرية الإعتقاد ، فهذا في حد ذاته جيد ، الإسلام لم يأتي بالسيف كما يتوهم البعض ، بل فتح القلوب وتشربت الأرواح سماحته وأقبلت عليه طواعية وكانوا بعدها جنوده الأوفياء ، البعض تُفرَض عليه قوانين صارمة وما إن ينفك من عقال محيطه حتى يشوه الإٍسلام أيُّما تشويه ، الله غني عن عبادة خالية من إلإخلاص ، كم نرجو أن يقبل الناس على الإسلام بطواعية حين يقفوا على مبادئه الطاهرة العالية القيّمة ..

عندما نأتي على حرية الفكر طبعا فهي لها ضوابط ، فهذا مدعاة لفتح باب الإبداع ، فأين من يدعي أن المسودة قيدت حرية الفكر ؟! وهذا يدل على أن من صاغه عدة أطياف ، نريد أن نقرب وجهات النظر حتى نخلق عمل متكامل وليس الحجر على أفكار خالفتك أو خالفتها ، طبعا بموضوعية وليس بتسفيه ، دستور أمريكا عُدل لاكثر من مرة ، ورغم ذلك فالنموذج الذي نتحدي به هو حضارتنا الإسلامية التي بنت مجدا وجمعت تحت طياتها عدة أطياف على اختلافهم وتنوعهم وكانت الحاضن الآمن لهم ، وعبّر الكل عن ابداعاته في جو من الحرية سعت لتقدم المسلمين في شتى مجالات بل وفتح الكثيرون قلوبهم للإسلام وهناك دول أوربية تدّعي العلمانية والكنيسة لها وقع وحس في نهجهم ..

الحوار هو السبيل الأنجع لحل الخلافات وهو ما دعَى له الرئيس لآلاف المرات ، للأسف البعض يحكي عن إسقلالية ويُروج لها ولو كان كذلك لقرء مواد الدستور بإنصاف دون التشهير بمن خالفه ، حتى ولو كان في صفهم يوما ما واختلف معهم بعدها ، فالحق يدعوك أن تتحرى الحقيقة بإنصاف ، لا تحكم على الدستور من خلال تجربة مررت بها وجعلتك لا تنصف في حق من اتخذته خصما لك دون وجه حق ، من يصطف مع من يستقوي بالغرب بعيد عن الإستقلالية وهاته الأخيرة تدعوك لأن تكون حر في تفكيرك لتميز بين الغث والسمين لا أن ترتهن لمن رهن فكره للغرب ، للأسف البعض موهوم أن الغرب الذي عاش فيه مدة طويلة منصف وديمقراطي !! الغرب تحكمه قوانين مجردة من أي احساس بالآخر أو حس بالإنسانية وما إن ينتفي حتى يعود لشريعة الغاب ، أما المبادئ عندهم ميتة ، مصالح تنخرهم ، لا مكان للصوت الثالت فيهم ، وما قانون الفيتو إلا وجه من وجوه الديمقراطية العصرية !!!

من يتحدث عن قانون الغاب !!! هل فاته قانون الغاب الذي مزق كتاب الله في كوانتنامو : معتقل خارج القانون ، ومن تعدى على معتقد غيره ، فالعدل هو أن يحاكموا ولا يتعرضوا لعقيدتهم بالتسفيه ، قانون الغاب هو من سلب ثرواة الأمة وأخضعها لإستعمار مرير ، كنا في مقدمة الركب فغدونا في ذيل القافلة ، قانون الغاب هو من تجسد في سجن بوغريب ، مشاهد هزت مشاعر كل غيور ، قانون الغاب هو مُصادر إرادة الشعب في أكثر من بقعة ، ويحرمه من حقه في التعبير بحرية عن من ارتضاهم ليحكموه ويلغي كلمته ، للأسف البعض يناقض نفسه ، مرة يصف الدستور أنه إخواني ومرة أنه لا يخدم الشريعة ومرة أنه لا يحفظ حقوق المرأة ومرة لا يتطرق لحقوق الأقباط ، ولازالوا يلوكون الإعلان الدستوري رغم تعديل المواد المختلف عليها .. 

مواد الدستور لم تعطي للرئيس صلاحيات أوسع كما يدعي البعض وله أن يعود للدستور ليقف على حقيقة ما نقول ، البعض يقرء مواد الدستور بعيون مغرضة وليس مستقلة ، ومن يسعى لتثبيت حق المسيحيين يدرك أن الإسلام أحاطهم بكرمه وصان حقهم ومن كان يقتات من تناحر الفريقين هو النظام البائد لعبة أتقنها الرئيس المخلوع حتى يبقى على كرسي الحكم ، الكل أبناء وطن واحد ، هي اسطوانة مشروخة يجعلها منها البعض شماعة حتى يخوفونهم من الإسلام والمسلمين وتناسينا أن الإسلام هو من رعى حقوق المسيحيين ومن يبث السم الزعاف لخلق فوضى وتأجيج صراعات جانبية وبقاء الفراغ وإشاعة الفوضى هذا حقا لا يعمل لمصلحة مصر وإلا الحوار البناء هو المخرج لأية معضلة والخروج من المأزق بدل نسف وتسفيه كل شيئ

الإستقلالية تظهر جلية بين السطور والحزبية تشم رائحتها من بعيد والإنصاف هو الحل والحوار هو الدواء الناجع للحفاظ على مصر وأخذها لنهضة مشرفة ، ومشرقة تقطع دابر الإستبداد وتطهر البلاد وتمحو آثار الفساد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق