الخميس، 6 يونيو 2013

عندما تبكي الارض : (

نظر القمر للأرض فأرقه حالها وقد خيم الحزن عليها وفقدت نظارتها وهدّها حال بنيها ودموعها لا تفارق مقلتيها وقد خطت أخاديد على خديها وحفرت الاحزان غصة في أعماق قلبها ، فناداه لماذا تبكي يا أرض :
قالت بنبرة حزينة وعيون دامعة : أرقني دماء أحبتي التي سالت على ثراي ، كل يوم أحتضن شهيدا ، شهداء في عمر الزهور لا من يلبي نداءهم ولا من يكترث لاستغاثاتهم ،الكل صم أذنيه عن سماع أنينهم، أرقني فتية غنوا للحرية فلم يشفع لهم صغر سنهم واغتال الظلم صباهم وهاهم اليوم أضمهم بين جواحني ، لم تغادر البسمة محياهم أحن وأشفق عليهم وأرثي لحالِ بنيّ ، كيف لا ينفطر قلبي والانسان الذي كرمه ربي يغتال في النفوس والحقد أعمى القلوب والابصار وتأججت نيرانه وأوغرت الصدور وضاع الحق ..

أبكي أمة فرطت في الحق وسلمت فيه ، أرقني حال الاقصى كيف جافاه بنوه وتركوه للوحدة تنهش جوانبه ، وللظلم يستبيح ساحاته ويعبث بقدسيته وأهله يثورون ثم تخور قواهم ويلوذون من جديد لسباتهم ، استوقفها القمر قائلا: هو المخاض العسير ينبئ بولادة نور الفجرالجديد إن شاء الله ، عما قريب ستشرق الشمس على الدنى وتمحي آثار الظلم ، كفكفي دمعك اخيتي وتذكري أن العاقبة للمتقين ، تنهدت الارض تنهيدة اودعتها كل ما خالج روحها من ألم على بنيها وحسرة قطعت أوصالها ..

هي الأرض ، هي القلب المفعم بالحب والعطاء هي نبع الحنان المتدفق ، قالت : يا قمر لقد طال الظلم الحجر والشجر وكل يوم أزف شهيدا ، حقا أفرح بالشهيد فهو يعطر ثراي بمسك الشهادة الطاهر ، لكن شلال الدم النازف يعتصر قلبي ، كيف لي أن أهدأ وأنا أرى الظلم استشرى، والظالم يتبحج بما اقترفته يداه ولا من يصده ، أبكي عالما ظالما لم تحرك في ضميره فصول الابادة ساكنا ، ألم يصلك صراخ الثكالى وأنين الجوعى ، وبكاء أطفال اغتصب الظلم البسمة من شفاههم ، وجفاهم النوم في خِيم هي أقرب للموت من حمى يقيهم حر الصيف و زمهرير البرد ؟!!..

قال القمر : أرقني ذلك ، لكن يقيني بالله قوي والحق دوما سينتصر ، افرحي فأبناءك المخلصون يسطرون أروع الملاحم ، يبذلون الغالي والنفيس ليزيحوا الظلم ، تطلعي للعدالة إلإلهية يوم يقتص الله من الظالم وينال المظلوم حقه جزاءا على صبره وتضحيته ، هي الدنيا امتحان وقنطرة للآخرة ومن يزرع الخير سيجني جنة ووردا وياسمين ومن يزرع الشر حتما سيجني حنظلا ..

هناك تعليق واحد: