السبت، 8 يونيو 2013

يوم واحد للقدس لا يكفي ..


خرجت حشود من عدة عواصم عربية وأوربية وأسيوية وغيرها ، في مسيرات تحمل شعار موحد : مساندة القدس ودعم صمود أهلها ، توافق للذكرى الست والأربعين لاحتلال الجزء الشرقي منها بما فيه المسجد الاقصى المبارك وأماكن مقدسة أخرى ، تعلن الحشود دعمها للمدينة وتكشف للعالم ما تتعرض له المدينة من تهويد ، مسيرة نفضت غبار النسيان عنها ..

جميل أن نلبي نداء القدس ونستذكر ما تعانيه من احتلال وتضييق والاهم هو أن تكون للحشود برامج تعكف عليها حتى حين تعود لمواقعها تعمل عليه ، ويعود بالنفع على القضية حتى لا تغدو المسيرة موسم لتنفيس ما يثقل الكاهل في غياب هدف مسطر وخطة عمل لوقف الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها المدينة ومطلوب تقييم عام كامل ، والوقوف على ماذا تحقق فيه وتجديد الآليات لعمل هادف يحمي المدينة والمقدسات ..

صحيح أن المسيرة لها صدى ، وقد بدأ قطار الامة يتجه نحو المسار الصحيح وهي خطوة هامة في احياء القضية والاهم أن تتلوها خطوات جدية لنصرتها تعمل وفق آليات تخلقها للتصدي للانتهاكات ، إن كان في الداخل أوفي الخارج ، في الداخل لتؤتي المسيرة أكلها مطلوب توحيد الخطاب وإنهاء الانقسام وتغيير سياسة السلطة التي اتسمت لعقدين من الزمن في نهج سياسة لن تخدم مصالح القضية ، الاستنكار والشجب لن تجدي ما يجدي هو وقف كل اشكال التنسيق الامني ونهج سياسة حازمة تتصدى للمحتل وفي الخارج احياء القضية من خلال نشاطات تدحض روايات المحتل الذي غزى بها عقول الغرب لعقود وتجاوز التنديد للمطالبة بالضغط على المحتل لوقف اعتداءاته ..

هو إذن فصل جديد سيفتح للقضية آفاق واعدة للتعريف بها والاهتمام لها وتنامي الوعي والاهم هو أن يعود كل هذا بشيئ ملموس على الارض وأن تستمر المسيرة بشكل خطوات على أرض الواقع مع عمل دؤوب ، في ابريطانيا تحركت فعاليات مطالبة الحكومة أن تنهج سياسة مغايرة لما دأبت عليه سياسة تبنى على قيم العدالة ووقف الانتهاكات الصارخة للمحتل ، حماية القدس لن تثمر فقط بالدعم المعنوي وإن كان له قيمة ولكن يرافقه خطوات تتحقق على أرض الواقع وتتجسد في وقف التهويد والاستيطات ، ووقف التضييق على المقدسيين وو..

الشعوب التي خرجت البارحة من أكثر من خمسين دولة ، وكلها حماسة تستذكر واحب الامة اتجاه قضية عادلة : قضية القدس وما تتعرض له من تهويد وتطالب الكل بالنهوض بواجبه من موقعه ، قد أبلغت الرسالة ولن تكتمل إلا بالضغط على حكوماتها لتتحمل هي أيضا المسؤولية اتجاه الاقصى المبارك والقدس وتعمل على حمايتها وتبعد عنها شبح التهويد ..

ونحن إذ نحيي ذكرى الاسراء والمعراج وهي الرحلة التي تحمل دلالات جمة ولها رمزية خاصة لدى المسلمين ، حين تذكرنا بشرف حمل أمانة الاقصى ، وكيف تقلدت أمتنا شرف صونه وحمايته وحفظه ، ونحن نستحضرها نقف على خذلاننا للامانة وكيف لم نحفظها وفرطنا فيها وضيعناها ، والامل في أمتنا كبير فقد أعادت المسيرة للقدس الحياة والجهود التي ستبذل في الاتجاه الصحيح هي من ستفك قيدها إن شاء الله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق