السبت، 29 يونيو 2013

الانشودة رسالة إن وُظفت في مسارها الصحيح ..



قال عليه الصلاة والسلام في شعر حسان بن ثابت : إنه أشد على قريش من ضرب السيوف
وهذا أيضا ينطبق على الانشودة الهادفة والتي تغرس في النفوس القيم وتعزز ها وتحث على مكارم الاخلاق وتهذبها ، وكما ان للشعر رسالة فالانشودة أيضا لها رسالة وتُعد رافد من روافد بناء الصرح الشامخ إن وُظفت في مسارها الصحيح ..

وكما أن لكل ابداع وظيفة سامية فللأنوشدة وظيفة السمو بالاخلاق والحث على حب الاوطان والذود عنها ، كما تعالج همومه وتحث الخطى للبحث عن الدواء الناجع ، وكما أنها ممكن نوظفها في خلق جسور محبة وإيخاء في صفوف كل الشعب على اختلاف أطيافه ، تُعرف بالقضية وتحض الشباب على العطاء وتحشد الهمم وقد رأينا كيف أن المحتل في كل عدوان يشنه على قطاع غزة يسعى لكتم الصوت إن كان كلمة أو انشودة عندما يستهدف الاعلام المقاوم ،الانشودة عامل مهم في رفع المعنوات والتسابق للشهادة وخلق قوة صمود وثبات ورباطة جأش وخوض مقاومة برزانة وتصميم وقوة إرادة ..

لكن لن يتحقق ذلك إلا إذا كانت في قالب طيب ويوازيها اهتمام عام وعلى كل الاصعدة ، ولا تطغى على الملفات الهامة أو الهادفة ، أو تلغيها أو تُحور عن هدفها السامي ، لتصبح مخدر يُشغل طاقات الشباب على الهم الحقيقي ، أو يجعل الملفات الساخنة على الجانب أو مقصية أو ثانوية ..

عندما يمر حدث من الاهمية بمكان مثال : مليونية القدس والتذكير بما تتعرض له من تضييق وظلم وتعسف ولا من يكثرت ، بل هناك من قلل من أي جهد وبخسه وفي المقابل لم يطرح البديل وعندما يستصرخ الاقصى ولا يجد من يلبي نداءه ولا من يفطن لما يكابده من آلام ، وعندما لا تجد دعوات التضامن مع الاسرى آذانا صاغية، ولا يتجاوز عدد المتضامنين اصابع اليد أحيانا ، وعندما يزحف شبح التهويد ليلتهم ما تبقى من آثار ومعالم تاريخية واسلامية ولا تجد من يعير الامر أي اهتمام إلا النزر القليل من امتنا ، هنا حقا يحز في النفس أن نرى البعض وقد أصبح ( الفن) له غاية وتناسى أن الانشودة وهي ابداع وفن أيضا : وسيلة وليست غاية ، وسيلة لبلوغ هدف أسمى أما حين يصبح الفن غاية يتبلد الحس وقد ينتشي لانتصار وهمي وبفرحة لا ولن تدوم إلا لحظات معدودة ، ليستفيق بعدها على واقع مرير يؤرقه ، هذا إذا استفقنا ..!

وحين تحشد ( للفن ) كل الطاقات ويسمع به القاصي والداني في المقابل لا نعطي المواضيع القيمة ذات الاهتمام ، ولا نهتم لها كما يجب ، رغم انها مصيرية تتعدى لحظات فرح أو بهجة وتنتهي ، هنا حقا نطرح اسئلة جمة ، لماذا لا نولي اهتمام لمواضيع مصيرية لها ثقل ونغفل عنها ؟!..

لا شك أن اللانشودة باعث مهم لحشد الهمم والرقي بالوعي وهي رافد يكمل ابداعات اخرى لا تقل أهمية عنه : كالكتابة والرسم والشعر وغيرها تكتمل كلها وتصب في بوتقتة واحدة تخدم مصالح الوطن وكذا الامة ، ويكون الابداع له صدى عالي يوازي ما حققه البواسل على الارض ، عندها سنكون حققنا رسالة الفن كما يجب ، الفن الراقي ونلمس مردوده ونفعه على واقعنا وقد تجلى وعيا وادراكا وحسا به وتفاعلا معه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق